فيصل زيدان يكتب : "الكاف" .. وثورة السيفون واللحاف !!

الفجر الرياضي




لم يكن عمرا مديدا على مدار 30 سنة بالتمام والكمال كافيا لان يقنع شخص فى " غباء " عيسى حياتو لان يدرك ان زلزالا عنيفا فى طريقه الى اعمدة عرشة واساسات قصره .. ظن كما ظن اغبياء كثيرون سبقوه الى مصير مشابه – سياسيون ورياضيون – ان " الاقدمية " لا تزال بخير .. وان اساليب شد السيفون قبل النوم والغوص تحت اللحاف كل يوم .. ربما تزيد فى عمره المديد نحو المزيد طالما انه كلما نام واستيقظ وجد فى ساحة ملكه كثير " العبيد " .. فشل كما فشل اخرون فى ادارك ان العالم يتغير .. وان التغيير السياسى الذى يسرى حراكه فى كل ربوع العالم لابد وحتما ان يواكبه تغييرا فى شتى مناحى الحياه بما فيها الشق الرياضى منه .. اطمأن حياتو الى ان " الكاف " بات فى جيبه .. فأذ بجمعيته العمومية – التى عاش وعاس فيها فسادا حينا طويلا من الدهر – تظهر له " العين " .. ظن انها عين انفانتينو التى يغمز بها لجواريه من " النساء " فأذا هى عين حمراء انطلقت بقرار " الخلع " النهائى لكتابة نهاية ايام افريقيا " السوداء " .. حياتو عاد بالكاف الى ما هو ابعد من 100 سنة للخلف .. فتراجعت كرة القارة الى اليوم الذى " عشنا فيه وشفنا " الجابون تنظم " الكان " هدية من الصديق حياتو لرئيسها الذى كان فى امس الحاجة الى حملة انتخابية دعائية تكفل بها له ذلك الكاميرونى على نفقة قارة باكملها .. نسى تطوير الملاعب .. واعانة الدول المحتاجة .. غض الطرف عن التراجع المزرى فى مستوى التحكيم الافريقى .. انشغل بالبيزنس وانصهر فى وعاء زمرة الفاسدين فاكل اكلهم وشرب شربهم وتنفس هواءهم .. فكان منطقيا ان يخرج نفس " خروجتهم " المهينة المذلة التى ستبقى بحكم التاريخ والايام الزمان والمكان وصمة على جبينهم .. الى هذا الحد لا يجب ان تنتهى " حياتو " .. بل ان الاجراء المنطقى الذى يجب ان يكون الان .. هو استدعائه باجماع المطلب على مستوى كل دول القارة .. لمحاكمته ومساءلته وحسابه وعقابه .. ليكون لمن خلفه آية .. على حياتو ان يمثل امام محاكمة شعبية افريقية .. يجبر فيها على ان يدلى بشهادة حق ولو مرة فى " حياتو " .. هل تذهب الى سريرك ايها الرجل .. فتنام وانت مرتاح الضمير ؟ .. ادرك تماما انه سؤال سهل يسير على شخص اصلا بلا ضمير .. لكننى اصر عليه .. لانه يوما ما سيستيقظ ضميره حتى وان كانت فى تلك اللحظة التى ستبلغ فيها عنده الحلقوم .. امثال حياتو يجب ان تحدد اقامتهم .. وتقنن مساراتهم .. وتسقط مقاماتهم .. وتهدم بقايا " اضرحتهم " .. والرسالة بكل ما فيها من معان موجهة بالمقام الاول الى المدغشقرى احمد احمد .. عليك ان تبدأ فورا حركة الاصلاح وبسرعة .. عليك ان تمتلك من الجرأة ما يؤهلك لاقتحام عش الدبابير .. عليك الا تبادر بزرع رجالك وخلع اخرين .. عليك الا تعيش نظرية مؤامرة مبكرة مع كل من منح حياتو صوته .. عليك ان تؤمن بأن القارة عادت الى الخلف سنوات .. ومهمتك ان تبدأ اول خطوة للامام من الان .. والاهم من كل هذا وذاك .. عليك ان تدرك انك نفسك – مع كامل الاحترام لشخصك – لا تعنى لكثيرين حتى اللحظة اكثر من وجه جديد لا يعرفه احد .. كمنت اسرار انتصارك فى رغبة الاطاحة بطاغية قبل القناعة بك .. والاصرار على التغيير قبل الايمان بقدراتك .. والرغبة فى ثورة تطهير قبل اليقين بانك الانسب للتطوير .. تماما مثل نموذج شهير – عندنا - اسمه " مرسى " كانت كل " حياتو " سنة كبيسة خسيسة .. والامر اليك .. فاما ان تكون احمد وتبقى احمد .. واما ان تكون " مرسى" .. ومصيرك للأبد .. " عياط " !!