هل تعلم من هو أمير الأندلس محطم الفايكنج ؟

منوعات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الأمير عبد الرحمن الأوسط هو أحد أمراء الأندلس في عهد الإمارة الأموية بالأندلس والتي أسسها الأمير عبدالرحمن الداخل، وهو الأوسط بين عبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الناصر تولى حكم الأندلس من سنة (206هـ=821م) وحتى آخر الفترة الأولى “عهد القوة” من عهد الإمارة الأموية بالأندلس، وذلك سنة (238هـ=852م)، وتُعَدُّ فترة حكمه هذه من أفضل فترات تاريخ الأندلس؛ فقد استأنف الجهاد من جديد ضدَّ النصارى في الشمال، وألحق بهم هزائم عدَّة، وكان حسن السيرة، محبًّا للعلم، محبًّا للناس.

في عهده دخل في صدام عنيف مع قبائل الفايكنج وهم أهل إسكندنافيا في شمال أوربا، وهي بلاد تضمُّ الدانمارك والنرويج وفنلندا والسويد وأيسلندا، وقد كانت هذه البلاد تعيش في همجية مطلقة؛ فقد كانوا يعيشون على ما يُسَمَّى بحرب العصابات، فقاموا بغزوات عُرِفَت باسم “غزوات الفايكنج”، وهي غزوات إغارة على أماكن متفرِّقة من بلاد العالم، ليس لها من هَمٍّ إلاَّ جمع المال وتخريب الديار.

وفي عهد عبدالرحمن الأوسط سنة (230هـ=845م) هجمت هذه القبائل على مدينة إِشْبِيلِيَة من طريق البحر في أربع وخمسين سفينة، ودخلوها فأفسدوا فسادًا كبيرًا، ودمَّروا إِشْبِيلِيَة تمامًا، ثم تركوها إلى شَذُونة وألمَرِيَّة ومُرْسِيَة وغيرها من البلاد.

فلمَّا علم  الأمير عبد الرحمن الأوسط – رحمه الله- بهذا الأمر ما كان منه إلاَّ أن جهَّز جيشه وأعدَّ عُدَّته، وخلال أكثر من مائة يوم كاملة دارت بينه وبينهم معارك ضارية استطاع فيها أن يحطم الفايكنج، وأُغرِقَت خلالها خمسٌ وثلاثون سفينةً للفايكنج الهمجيين.

وبعد هذا الانتصار عمل عبدالرحمن الأوسط على تفادي تلك الأخطاء التي كانت سببًا في دخول الفايكنج إلى بلاده فقام بما يلي:

أولاً: رأى أن إِشْبِيلِيَة تقع على نهر الوادي الكبير الذي يصبُّ في المحيط الأطلسي، ومن السهولة جدًّا أن تدخل سفن الفايكنج من المحيط الأطلسي إلى إِشْبِيلِيَة، فقام بإنشاء سور ضخم حول إِشْبِيلِيَة، وحصَّنها تحصينًا منيعًا.
ثانيًا: أنشأ أسطولين؛ أحدهما في الأطلسي والآخر في البحر المتوسط؛ وذلك حتى يُدافع عن كل سواحل الأندلس، وكانت هذه الأساطيل تصل إلى شمال الأندلس عند مملكة ليون، وتنتشر في البحر المتوسط حتى إيطاليا.

وكان من نتائج هزيمة الفايكنج قدوم سفارة من الدانمارك والنرويج محمَّلة بالهدايا تطلب وُدَّ المسلمين، وتطلب المعاهدة معهم.