نساء "رفح سيناء" في عيد الأم.. 3 مآسي تكشف الواقع الأليم من "تهجير وتحرش داعش"

تقارير وحوارات

نساء سيناء وداعش
نساء سيناء وداعش في رفح - صورة أرشيفية


نساء جردتهن الظروف من عباءة التقدم، ولعبت التقاليد والعادات معهن دورًا خلد بقائهن في مكان نفر منه كل سبل التمدن والتحضر، وجعلتهن رهينة مجتمع ذكوري سلب منهن الكثير من الحقوق، لم تنته مأساتهن عند هذا الحد، أجبرتهن ظروف الحرب على الإرهاب، إلى مواجهة الموت، والتهجير، إنها المرأة السيناوية، التي تعاني من التعتيم بحقها.

أول القصيدة كفر.. الزواج قصرا والإرهاب يقتل الأطفال

"سرقت القبيلة حريتي وقضت الظروف على أحلامي ووسط كل هذا خطف الموت زهرة عمري وعاقبني وطني بموت أبنائي"، كلمات لخصت بها إحدى السيناويات المعاناة التي تعيشها، ففي أحضان جنوب رفح نشأت، لم يكن حظها جيدًا، بعدما تزوجت قصرًا وهي لم تبلغ من العمر 14 عامًا.

تقول السيدة، التي رفضت ذكر اسمها، إنها حرمت من التعليم وسلب منها رأيها ووافقت على تدني مكانتها، مضيفة: "جالي طفلين، وخطفهما القصف العشوائي بين الجيش والإرهاب".

"داعش" يفرض سيادته: "النقاب فرض.. ولا خروج لامرأة بدون محرم"

لم يتوقف إرهاب المرأة السيناوية عند هذا الحد، بل وقع على عاتقها همًا وخوفًا أكبر فرضه تنظيم "داعش" في بعض مناطق أرض الفيروز، عدد كبير من المعلمات في شمال سيناء تجمعن في ديوان عام المحافظة مطالبات بحمايتهن، بعدما فرض التنظيم الإرهابي على بعضهن في مدينة رفح، ارتداء النقاب وعدم الخروج بدون محرم.

شاهدات عيان من سيناء، يروين أن التنظيم يبيح التفتيش الذي يصل في معظم الأوقات، إلى التحرش الجنسي، يقولون: "يضربونا على بطوننا وصدورنا أمام الجميع بدعوى التأكد من عدم وجود شيء نخفيه، ويتطور الأمر في بعض الحالات ليقترب بأذنه على جسدنا بحجة أنه يرغب في التأكد، غير أن بعضهم يتجرؤون ويرفعون الخمار عن صدور النساء، مدعين أنهم يريدون أن يتأكدوا من أنهن لا يخفين شيئًا في ملابسهن".

هنا في رفح، يقيم التنظيم الإرهابي أكمنة تابعة له كل 5 كيلومترات تقريبًا، إلى جانب توقيف المركبات التي تقل المواطنين، وتشرح عناصره الضوابط التي تزعم أنها "شرعية"، وستكون مفعلة على الأهالي خلال الفترة المقبلة، إذ يتبع التنظيم في ذلك الوقت سياسة الإبلاغ، تمهيدًا لتطبيق ما يراه "حدودًا شرعية"، يمارس تحتها جرائمه.

"النازحات".. مصطلح جديد العهد أضيف ليزيد المعاناة

تعقد وضعهن أكثر وزادت معاناتهن، بعدما تعرضن للنزوح من أرضهن بعد التهديد الإرهابي، نزوح اضطراري أجبرن عليه، كان أكثرهن من المسيحيات، بعدما نشر التنظيم الإرهابي لمقطع مصور توعد فيه المسيحيين، وكشف عن تفاصيل تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر الماضي وخلف 29 قتيلا، وعشرات المصابين من الأقباط غالبيتهم من النساء والأطفال.
 
عملية الفرار القبطي من تنظيم داعش سيناء، تنضم لحالات نزوح سابقة كان ضحاياها عدد من مواطني شمال سيناء خلال العامين الماضيين، وأجبر فيها الأهالي على ترك منازلهم بسبب تهديدات الإرهابيين.