سليم الهوارى يكتب : لغز الجريمة فى مصر "السكوت"

مقالات الرأي

بوابة الفجر


كنت جالس برفقة أحد اصدقائي القدامى، كانت ساعة من تلك التي نستعيد فيها "مسخرة" اللحظات القديمة التي طالما بنيناها سويا كأحلامنا التي لم تتحقق يومآ، ربما لأننا لم نحلم بها بعد،، ولكن لن يسترسل قلمى كلمات عن الصداقة ومعانيها الأن، فقد توقف عقلي عند كلمات، كان صديقي يقولها أثناء الضحك والهزار، إنتبهت لوهله من نتائجها الجسيمة على كل مجتمع داخل محافظات مصر جميعآ، وكان ذلك أثناء إختلاسه نظرة الى هاتفه حيث إستطرد قائلآ، " وأدى ال صوامعه كمان فى سوهاج حتشد حيلها علينا"،، ونظر الى بعد قول تلك العبارة،، فوجدت نفسى مبتسمآ ساخرا ليس علمآ منى بشئ،، ولكن خواء عقلي هو ما نتج عنه تلك الإبتسامة البلهاء.
مالها الصوامعه ياصديقى ؟"  بدأت أنا أولى كلماتي عندما وجدت الضيق قد أرتسم على ملامحه من الفيديو الذى نظر اليه فى هاتفه المحمول،، فأجابني " حملة إشعالات نزلت الصومعة تجار المخدرات ضربوا على الحملة نار وخلو الحملة يرجعوا تاني من غير تنفيذ القرار"،، بعد إجابته إنتظرت قليلا مفكرا في سؤالي الثاني بعد أن وجدت للحديث أهمية،، "وأيه الى يخلى تجار المخدرات يضربوا نار على الحملة يامان؟، يمكن التجار دول فارشين على الأرض"، فأجابني والغيظ يعتلى جبهته السوداء الداكنة والذى لم  يعجبه لونها الداكنه، فقرر إستخدام "الورنيش" كبديل " أحنا الى بنعمل الناس دى ياعم سليم، الى ضربوا نار دول جابو فلوس منين عشان يجيبوا بى سلاح ويجلهم  قلب يضربوا نار علينا"، "وده برضوا الى حصل فى قرية "البلابيش" ليه أحنا نستنى كل الوقت ده لحد ما المجرم يكبر؟ وتجارته توسع وبعدين ننزل عليه"


وهنا فقط إتضح لى الأمر برمته عندما أختتم صديقي حديثنا القصير ، فلقد إستكملنا أحاديث فى نواحي أخرى، كي لا يتحول الحديث الى حوار عميق، ليس لعدم ثقافتنا بذلك، إنما لكي لا نتذكر أننا كبرنا وبدأنا نتحدث كالكبار، وفى الحقيقة لم يستطيع عقلي التوقف بعد ذلك السؤال، بالعكس فلقد أخذت أفكر كثيرا فى الأمر وتخيلت نفسي تاجر مخدرات صغير معى الف جنيهآ، وقد إشتريت بهم قطعة من مخدر الحشيش وقمت ببيعها، فوجدت التجارة رابحة وأصبح معى ألفان جنيهآ، ووجدت نفسي أيضآ داخل ذلك العالم، فلا مفر من حمل سلاح كي أحمى نفسي من غدر الزمان، وكان لابد من شراء مطواة صغيرة فليس معى إلا الفان، سأقوم بتدويرها فى تلك التجارة، وفى خلال عشر دقائق فقط، وانا جالس وجدت رابح تلك التجارة ثمانية ألاف جنيها بعد شهر واحد، فكان لابد أن اشترى لنفسى "خرطوش صغير" فلم تعد المطواة قادرة على حماية تجارتى، وبعد نصف ساعة فقط من دخولي ذلك العالم الخفى، وجدت تجارتي وصلت 50 الف جنيها خلال شهرين فقط وكان لابد من حمل سلاح آلى وشراء صبيان يعملون لدى وكان لابد من شراء أسلحة لهم كي يقوموا بحماية تجارتي من المنافسين.

لم تتعدى تلك التجارة التي ربحت منها الكثير ساعة ونحن جالسون نضحك، بينما يعمل عقلي فى سرعة البرق كي أشترى لنفسي منزل جديد ورجال يمكن الإعتماد عليهم، وشراء أسلحة لهم من منافسي فى "الكار" ولكن بعد وصولي  خلال تلك الساعة من التجارة التي ظلت ستة أشهر أقوم بها داخل عقلي، وجدت هامش ربحي بالتقريب قد وصل الى المليون تقريبآ، فكان لابد من شراء أسلحة ثقيلة كي أصبح ضمن الكبار، وكى يهابني من حولي من التجار الأخرين، فهم فى نهاية الأمر منافسين ولن يقبل أحد فيهم بدخولى، وإقتسامهم فى مصدر رزقهم، ولكن فى وسط تلك التجارة وأنا أقوم بإستبدال الممنوعات، وجدت ضابط شرطة يريد أن يقضى على تجارتي ويريد القبض على، فكان لابد من قتله وأطلاق النار عليه حتى لا يقوم هو بدوره بالقضاء على كل ما وصلت اليه بعد مشقه.

وهنا فقط نظرت الى صديقي متبسمآ وقلت له " أنت ضابط محترم،  أه والله محترم مع أنك مش محترم".