راموس – بيكيه .. أعداء الأمس أصدقاء اليوم

الفجر الرياضي

بيكيه وراموس
بيكيه وراموس



هما خصمان وزميلان في آن واحد، أحدهما يعشق برشلونة حتى النخاع والآخر يعرف بأنه الإبن البار لريال مدريد، كلاهما يلعب في مركز قلب الدفاع ويبلغان من العمر 30 عاماً، ويدافعان عن نادييهما بكل ما أوتيا من قوة، الأمر الذي يوقعهما في اشتباكات لفظية من حين إلى آخر.

 

 

هذان هما النجمان الإسبانيان جيرارد بيكيه وسيرجيو راموس، اللذان يشكلان ثنائياً مثيراً للاهتمام في صفوف المنتخب الإسباني لكرة القدم.

 

وقال المدير الفني للمنتخب الإسباني، جولين لوبيتيغي في مقابلة مع شبكة "موفيستار بلس" التليفزيونية: "إنهما يدافعان عن فريقيهما بقوة لأنهما يشكلان جزءاً مهماً داخل فريقيهما، ولكنهما عندما يكونان هنا يشكلان فريقاً متحداً وصلباً".

 

وبيكيه وراموس منذ سنوات المدافعان الأساسيان للمنتخب الإسباني، فهما من أفضل مدافعي العالم عندما يكونان في قمة مستواهما الفني، كما أنهما عنصران لا غنى عنهما في تشكيلة برشلونة وريال مدريد، أبرز خصمين في الكرة الإسبانية.

 

وتوارت الخلافات، التي نشبت بين الفريقين الكبيرين خلال فترة تولي جوزيه مورينيو وبيب غوارديولا للمسؤولية الفنية لكلاهما، ولكن ورغم ذلك يتمسك كل من راموس وبيكيه ببعض بقايا الماضي، ويستغلان أي فرصة أو أي خطأ تحكيمي من أجل تبادل التصريحات والرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وقال راموس، الإثنين الماضي، لدى وصوله إلى معسكر المنتخب الإسباني، الذي يلتقي خلال الفترة المقبلة مع منتخبي الكيان الصهيوني وإسبانيا: "المشادات ومشاعر الغضب المتبادلة بين ريال مدريد وبرشلونة لن تتغير، ولكن هذا لا يمنع أن أعانقه عندما أراه، اعتدنا أن نتبادل إلقاء الحجارة ولكن لا ننظر إلى هذا الأمر من منظور سيء".

 

ويعتبر هذا المعسكر هو الأول لإسبانيا منذ نوفمبر (تشرين الأول) 2016، إذ شهدت تلك الفترة وقوع العديد من الأحداث أثرت على العلاقة بين راموس وبيكيه، إذ سجل راموس برأسية هدف التعادل لريال مدريد في مرمى برشلونة في مباراة "الكلاسيكو" الأخيرة بين الفريقين، فيما اتهم بيكيه الحكام بمحاباة النادي "الملكي" في مباراته أمام فياريال.

 

ولم يؤثر راموس السكوت حيال ما قاله بيكيه، وأشار أيضاً بأصابع الاتهام إلى التحكيم في المباراة، التي فاز فيها برشلونة على باريس سان جيرمان 6-1 في إياب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا، قبل أن يرد بيكيه مرة أخرى على اتهامات النجم المدريدي.

 

وقال راموس عقب تلك المباراة: "عودة برشلونة كانت تاريخية على جميع الأصعدة"، ليرد بيكيه قائلاً: "إنه على حق، لقد كانت تاريخية".

 

وواجه لوبيتغي صراع اللاعبين بنفس الطريقة، التي كان يتعامل بها سلفه فيسينتي ديل بوسكي، إذ قال في مقابلته مع "موفيستار بلس": "مزحنا معهم اليوم وقلنا لهم: الآن يمكنكما أن تغردا وأنتما ترتديان نفس القميص، لا توجد مشكلة، نحن الذين نعمل في مجال كرة القدم نعرف متى تكون الأمور على ما يرام ومتى تكون المشكلات بسيطة ولا قيمة لها، نعرف أنهما عندما يأتيان إلى هنا فهما ينتميان لنفس الفريق بنسبة 100%".

 

ولم يكن للوجهات النظر المتباينة، التي يمتلكها كلا اللاعبين أي تأثير على أدائهما مع منتخب بلادهما، إذ فاز هذا الثنائي معاً في 2010 ببطولة كأس العالم، عندما كان يلعب راموس في مركز الظهير الأيمن، كما توجا بلقب بطولة أمم أوروبا 2012، عندما كانا يلعبان جنباً إلى جنب في مركز قلب الدفاع.

 

وفي البطولة الأوروبية الأخيرة، التي أقيمت بفرنسا العام الماضي، نشر بيكيه عبر حسابه على تويتر صورة له مع راموس، بعد أن سجل هدفاً حاسماً في المباراة الأولى لإسبانيا في دوري المجموعات.

 

ووضع مدافع برشلونة تعليقاً مقتضباً بجانب الصورة، إذ قال: "أعتقد أنه لا يوجد ضرورة لقول شيء آخر... نحن فريق رائع".

 

وقال بيكيه أثناء تلك البطولة في تصريحات لشبكة "أوندا سيرو" الإذاعية: "تجمعنا دائماً علاقة طيبة، كل منا يدافع عن مصالح فريقه، في المنتخب دائماً ما قدمنا أداء جيداً معاً، عندما تصل إلى هنا تنسى كل هذه الأشياء، لم تحدث بيننا أي مشكلة على الإطلاق".