التعذيب والسلاح والمخدرات.. الوجه الآخر للشرطة في شهر تحت مسمى "حالات فردية"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


"الشرطة في خدمة الشعب" شعار يحمل في طياته المهمة الشرطية التي ينبغي على رجل الأمن تنفيذها، لكنها واجهة لشعار غابت معالمه واستبدلت بشعار آخر لتبرير انتهاكات التعذيب ضد المواطنين، أو الانحرافات المتعلقة بالاتجار في المخدرات أو السلاح تحت مسمى الوزارة الدائم "حالات فردية".

في الشهر الماضي زادت "الحالات الفردية" عن المعتاد ليظهر الوجه الآخر للشرطة المصرية ويتحول الأمر من المسمى السالف ذكره إلى "ظاهرة في محيط الشرطة يتعذر التقليل من شأنها" على حد وصف الكاتب الصحفي فهمي هويدي في أحد مقالاته.

"الفجر" ترصد الصور المختلفة لحالات الشرطة "الفردية" في شهر

المخدرات

إدارة التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية أمرت بالتحقيق مع 30 ضابطا وأمين شرطة وردت أسماؤهم فى تحقيقات تجريها النيابة العامة مع تاجر المخدرات الشهير بـ"كفتة"، بعد ضبطه أثناء تسلم صفقة مخدرات بمنطقة الخليفة، حيث كشفت التحقيقات تورط لواء شرطة وعدد من الضباط من مختلفى الرتب.

كما تم ضبط ملازم أول يعمل بقسم الخانكة بحوزته كيلو هيروين أثناء مروره من كمين شرطة بأكتوبر، ومبلغ مالي يقدر بـ90 ألف جنيه، وأحيل للمحاكمة بتهمة الاتجار بالمخدرات.

التعذيب والخطف والقتل

حالات التعذيب زادت هي الأخرى، حيث تم حبس 3 ضباط بقسم شرطة الهرم، لاتهامهم بالتورط فى تعذيب متهم أثناء استجوابه داخل قسم الشرطة، واحتجازه بدون وجه حق، للتحقيق معه فى واقعة مقتل مسنة داخل منزلها بدائرة القسم.

كما تم إدانة آخرين بالسجن من سنة لـ 5 سنوات من بينهم معاون مباحث سابق بقسم الجيزة ونائب المأمور السابق و4 أمناء شرطة سابقين، بتهمة تعذيب محاسب يدعى "سعد سعيد" حتى الموت.

والمتهمون فى القضية هم كل من "هشام.ع" نقيب شرطة ومعاون مباحث قسم الجيزة، و"ياسر.ف" ٤٣ سنة، مقدم شرطة ونائب مأمور قسم الجيزة، و"وائل.ع" ٣٧ سنة أمين شرطة، و"أيمن.أ" ٢٩ سنة أمين شرطة، و"هانى. ف" ٣٠ سنة أمين شرطة، و"أشرف.ع" ٣٧ شرطى.

لم تتوقف حالات التعذيب عند هذا الحد فقط بل امتدت لتشمل الخطف والقتل، حيث تم قتل سائق "توك توك"  في المنوفية على يد نقيب شرطة وتم إحالته للجنايات، إضافة إلى الحكم على ضابط شرطة بالسجن 8 سنوات في الإسماعيلية في قتله طبيب بيطري.

وكذلك تورط أمينى شرطة بمديرية أمن الجيزة فى واقعة خطف تاجر مخدرات بمنطقة العمرانية، حينما استعان بهما تاجر مخدرات آخر لتنفيذ المهمة مقابل أجر مالي.

لم تنتهي سلسلة الخطف والقتل بعد، بل استمرت عندما تم حبس لواء شرطة متقاعد وآخرين لاتهامهم بقتل "فريد شوقي" سمسار بمنطقة السادس من أكتوبر في خلافات بينهم تتعلق بالمخدرات.

أضف إلى جملة ما سبق حالات الوفاة الخاصة بالمحتجزين في أقسام كثيرة نتيجة الإعياء الشديدة وتمثل جزءا من الإهمال الطبي.

الاتجار بالسلاح

القضية الشهيرة المعروفة إعلاميا بـ"سلاح الوراق" حينما تم ضبط جوال به 22 قطعة سلاح، في سيارة  أعلى دائري الوراق، بحوزة أمين شرطة، لتقود اعترافاته بعد ذلك إلى تورط عددا من ضباط وأمناء قسم ثان شبرا الخيمة، ليس فقط السلاح وإنما توريد المخدرات هي الأخرى لهم لاستخدامها كأحراز وتلفيقها للمواطنين، وأمرت النيابة بحبسهم على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة.

وبحسب ما ذكره خبراء أمنيون في تصريحات صحفية سابقة، فإن هذه "الحالات الفردية" سلبيتها تتمثل في ضياع المجهود والتضحيات التي يبذلها رجال الشرطة في خدمة الوطن وحمايته.

وعلى الرغم من تأكيدات وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار المستمرة  أنه لا تستر على مخطئ ولا حماية لمتجاوز، من خلال جهاز الرقابة والتفتيش بالوزارة، إلا أن "الحالات الفردية" تتسع لتزيد من الفجوة بين الشرطة والشعب.