هذه الشركة كانت سببا في احتلال إنجلترا للهند.. تعرف على القصة !

منوعات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


استخدم الإنجليز أسلحة اقتصادية وعسكرية من أجل احتلال الهند ومن ضمن هذه الأسلحة كانت شركة الهند الشرقية الإنجليزية التي كانت سببا في احتلال الهند.

رأت إنجلترا ما وصلت إليه كل من البرتغال وإسبانيا وهولندا من الثراء عن طريق خيرات الشرق، فسال لعاب الإنجليز، الذين أسرعوا بدورهم باستصدار مرسوم ملكي عام (1009هـ= 1600م) يقضي بتكوين شركة تِجاريَّة إنجليزية في الهند؛ وذلك للعمل على كسر شوكة إسبانيا، وحرمانها من احتكار التجارة الهندية عظيمة الأرباح.

واعتمدت إنجلترا على سياسة التودد والحيلة، والتقرب بالهدايا لملوك دولة المغول المسلمين بالهند، وكانت سياسة  جلال الدين سلطان الهند أكبر سببا رئيسيا في تجرؤ الإنجليز وتقدمهم إليه لأخذ موافقته على عمل الشركة الإنجليزية بالهند.

وقد بدأت شركة الهند الشرقية الإنجليزية في شراء الأراضي في الهند وبناء الحصون، ثم أخذت تتوغل في الهند، وفي البداية كانت تستورد المواد الخام من الهند إلى أوربا، ثم بحدوث الثورة الصناعية في أوربا أخذت تصدّر المواد المصنعة من أوربا إلى الهند.

وفي الوقت ذاته كانت الشركات الإنجليزية تحصل على ضرائب من السفن التي تمر في الطرق التي تسيطر عليها؛ حيث كان للشركة الإنجليزية أسطول يحميها، فتحولت الشركة البريطانية من ملكية أفراد إنجليز لها إلى ملكية التاج البريطاني لها!!

وبعد أن تملكت بريطانيا أملاك شركة الهند الشرقية أخذت تغزو الولايات الهندية وتضم الواحدة تلو الأخرى، ثم وجد الإنجليز أن المسلمين هم العقبة الأساسية في توغلهم في الهند، فأخذوا يتقربون إلى طائفة الهندوس، وقامت إنجلترا بتعيين الهندوس والسيخ في الوظائف الإدارية على حساب المسلمين حتى تمكن لهم في الهند.

وكانت الحامية العسكرية البريطانية في الهند -التي تكونت مع وجود شركة الهند الشرقية- تتضمن عمالا هنودا سواء من المسلمين أو الهندوس، وذلك للحصول على مصدر رزق؛ حيث عم الفقر في الهند بعد سيطرة الإنجليز على كل مواردها الاقتصادية، وفي مرة من المرات أمر الضباط الإنجليز الجنود الهنود باستخدام الشحم المأخوذ من الخنزير لكي ينظفوا بنادقهم، فثار المسلمون ورفضوا ذلك، فسجن الإنجليز الثائرين من المسلمين وقاموا بتعذيبهم، فتألم إخوانهم لذلك وهجموا على الضباط الإنجليز، وقتلوا أحدهم ثم فروا إلى العاصمة دهلي عند السلطان بهادر آخر ملوك المغول المسلمين، واشتعلت الثورة في أكثر مناطق الهند.

فما كان من الإنجليز إلا أن ساروا بقوة عسكرية كبيرة إلى دهلي العاصمة معقل الثورة وحاصروها، ثم استطاعوا دخولها لتفوق أسلحتهم وقبضوا على السلطان بهادر وقتلوا أبناءه أمامه، ثم حاكموه محاكمة صورية ونفوه مع أسرته وحاشيته إلى عاصمة بورما.

وبعدها ألغى الإنجليز حكم المغول المسلمين تماما، ثم أعلنت بريطانيا فرض سيطرتها الكاملة على كافة أجزاء الهند.
وهذه هي قصة شركة الهند الشرقية الإنجليزية التي كانت سببا رئيسيا لاحتلال إنجلترا للهند.