هل حدث تحالف بين المماليك والعثمانيين في معركة واحدة ؟

منوعات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أول معركة تحالف فيها المماليك مع العثمانيين ضد البرتغاليين الصليبيين هي معركة شاول أو غوا البحرية
كان توجه البرتغال إلى المحيط الأطلسي ومحاولتهم الالتفاف حول العالم الإسلامي مدفوعا بالدرجة الأولى بدوافع صليبية شرسة ضد المسلمين.

وكانت أهداف الحملات البرتغالية واضحة عندما أعلن عنها ملك البرتغال عمانويل الأول قائلًا: “إن الغرض من اكتشاف الطريق البحري إلى الهند هو نشر النصرانية والحصول على ثروات الشرق”.

 وقد سهل اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في عام 904هـ/ 1497م بواسطة البحار البرتغالي فاسكو دي جاما مهمة وصول منتجات الشرق الأقصى للأسواق الأوربية دون الحاجة إلى مرورها عن طريق مصر التجاري.

في المقابل كان المماليك معتمدين على الدور التجاري المهم لمصر في طريق التجارة الدولية، وعلى تحالفها التقليدي مع الجمهوريات التجارية في إيطاليا، على رأسها البندقية، التي كانت تقبل العملة المصرية وتتداولها نظرا للترابط التجاري مع مصر.

ولكن التجارة صارت في خطر كبير بعدما اكتشف البرتغاليون طريق رأس الرجاء الصالح، وأصبحت الدولة المملوكية في مصر في خطر استراتيجي آخر بعدما استولى البرتغاليون على جزيرة سوقطرة بالبحر الأحمر؛ ولم يكن المماليك وحدهم مهددين، بل إن الدولة العثمانية الصاعدة تأثرت بسبب تغيير مسار التجارة الدولية؛ لأن الطريق الجديد أصبح يهدد الطريق البري التقليدي للتجارة نفسها من الصين إلى أوروبا.

وهنا تلاقت مصالح الدولة العثمانية مع الدولة المملوكية في مطلع القرن السادس عشر ومعهما الجمهوريات التجارية الإيطالية، فضلا عن جمهورية كجرات في شمال شرقي الهند، التي بدأت تعاني من التهميش البرتغالي بعد أن كانت تجارتها مزدهرة، وبدا من الضروري إيجاد تسوية لهذه المشكلة الحقيقية.

 وكان الحل الوحيد أمام تلك القوى هو الاتحاد والتحالف، خاصة بعدما أوفدت جمهورية البندقية الإيطالية مراسيلها لبناء هذا التحالف، للتخلص من الخطر البرتغالي الجديد، وتم إرسال السفن الحربية إلى مصر بمساعدة البندقية والدولة العثمانية، وبالفعل وصلت السفن إلى دولة المماليك في مصر.

فقام قانصوه الغوري سلطان المماليك بإعداد حملة بحرية كبيرة ضد البرتغاليين، وأسند القيادة إلى حسين الكردي نائب السلطان في جدة، والذي أبحر على رأس قواته للبدء في مراقبة البرتغاليين، ثم عقد بعد ذلك  قانصوه الغوري حلفا مع حاكم جمهورية كجرات شمال شرقي الهند؛ للقضاء على التدخل البرتغالي في التجارة بين الهند والبحر الأحمر.

وقد كانت الحملة التي أرسلها قانصوه الغوري بقيادة حسين الكردي مكونة من ثلاث عشرة سفينة عليها ألف وخمسمائة رجل، وقد جاءت المبشرات الأولية إيجابية للأسطول المملوكي؛ فقد توجه الكردي إلى مالابار بساحل الهند وأرسى سفنه في ميناء ديو، ثم قام حسين الكردي بالبحث عن السفن البرتغالية فالتقى بها أمام مدينة غوا على ساحل مالابار.

ودخل الأسطول المملوكي في معركة مهمة للغاية مع البرتغاليين عرفت تاريخيا باسم معركة شاول أو غوا وذلك في منطقة بغرب الهند تطل على بحر العرب، وكانت المعركة في عام  914هـ=1508م وانتهت بهزيمة القوة البحرية البرتغالية وقتل قائدها.