هل تعلم من هو أول من وضع الأساس الذي بنى عليه علماء الغرب جميع نظرياتهم ؟

شهد القرن الخامس الهجري قمة ازدهار الحضارة الإسلامية في المشرق والمغرب وفي هذا العصر كان هناك علماء أفذاذ انتشرت إسهاماتهم في الآفاق، وكان منهم – على سبيل المثال – أبو البصريات ابن الهيثم (430هـ / 1038م)، والذي تميز بسلوكه الطريقة المثلى في إجراءات البحث العلمي، وقد وضَّح ذلك من خلال مقدِّمة كتابه (المناظر).

وعنه وغيره من العلماء المسلمين تتحدث المستشرقة هونكه في كتابها “شمس الله تسطع على الغرب”: “والواقع أن روجر باكون، أو باكوفون فارولام، أو ليوناردو دا فنشي، أو جاليليو، ليسوا هم الذين أسَّسوا قواعد البحث العلمي؛ إنما السابقون في هذا المضمار كانوا من العرب، والذي حقَّقه ابن الهيثم لم يكن إلا علم الطبيعة الحديث، بفضل التأمُّل النظري والتجرِبة الدقيقة”.

وتعد أعمال ابن الهيثم العلمية فتحًا جديدًا في عالم البصريات، وكانت أعماله هي الأساس الذي بنى عليه علماء الغرب جميع نظرياتهم في هذا الميدان.

 وقد ناقش ابن الهيثم نظربات إقليدس وبطليموس في مجال الإبصار، وأظهر فساد بعض جوانبها، ثمَّ في أثناء ذلك قدَّم وصفًا دقيقًا للعين وللعدسات وللإبصار بواسطة العينين.

وهو أوَّل من نوَّه باستخدام الحجرة السوداء التي تُعتَبَر أساس التصوير الفوتوغرافي، والكتاب الذي خلَّد اسمَ ابن الهيثم عبر القرون هو “كتاب المناظر”، والذي يوضِّح تصوُّر البصريات كنظرية أوَّليَّة في الإبصار.