أهالي منازل الدرب الجديد يروون لـ "الفجر" حكايات مآساوية عن عقاراتهم المتهالكة: بنموت من الخوف (صور)

تقارير وحوارات

منازل متهالكة بالسيدة
منازل متهالكة بالسيدة زينب


منازل متراصة، جدرانها متهالكة، يناجي أهلها ربهم، ويتوسلون للمسئولين لعلهم يستجيبوا لأمنياتهم بنقلهم من منازلهم التي تحوّلت لمقابر ينتظرون أن تهدم على أجسادهم في أي وقت..هذا هو حال سكان "الدرب الجديد" بحي السيدة زينب، المهددين بانهيار منازلهم في أي وقت تحت رعاية مسئولي الحي.

ففي الفترة الأخيرة تزايدت وقائع إنهيار العقارات بمختلف محافظات الجمهورية، الأمر الذي جعل لجنة الإسكان بالبرلمان، تقوم بتنظيم زيارات ميدانية للمناطق القديمة والعشوائية لتتبع العقارات القديمة والكشف عن المبانى المهددة بالسقوط، وكشف تعنت رؤساء الحي في ترميم تلك المباني.

"الفجر" قامت بجولة ميدانية لأشهر المناطق الشعبية التي تحوي بداخلها منازل مهددة بالإنهيار، للكشف عن تلك المنازل، ولتتبع الاجراءات التي يتعامل بها الحي قبل وقوع الكارثة.


"جارتي ماتت من كتر الخوف وبيتنا قرب يقع"

قال عم أحمد، رجل في العقد الخامس من عمره، أن معظم منازل الدرب الجديد مهددة بالإنهيار، مشيراً إلى أن الحي لم يتحرك لإنقاذنا وعائلتنا من الموت.

وروى "عم محمد" إحدى القصص المأساوية لأهالي المنطقة، فقال: "البيت اللي قدمنا كانت حالته في الأول زي بيتنا في شروخ وتصديع في كل الحيطان، وعلى السلالم، وفي يوم حصل شرخ كبير في جنب البيت، والشرخ وقع جنب شقة منهم، واحدة ست عجوزة من كتر خوفها جريت على السلم؛ وهي بتجري حيطة السلم خدتها ووقعت، وماتت".

وأشار إلى أن أهل المتوفية تركوا منزلهم، موضحًا أنه بالرغم من أن المنزل فارغ إلا أن الحي لم يقوم بتنكيسه وظل على حالته منذ عامين وحتى الآن.


"عايشة مع أخويا وبحلم كل يوم أني بموت"

نادية إسماعيل، أحد أهالي الدرب الجديد، مطلقة تبلغ من العمر 35 سنة، تعيش مع شقيقها في أحد المنازل المهددة بالإنهيار، تروي نادية مأساتها قائلة: "احنا كنا في يوم قاعدين عادي لقينا الدور اللي فوق حيطة منه وقعت والسلالم اتكسرت، وروحنا للحي قالوا لازم يقع كله ومدوناش شقة نعيش فيها، عايشين مهددين بالموت بس مفيش مكان تاني نروحوا".

وأضافت: "أنا كل يؤم بقوم من نومي مفزوعة على حلم أن البيت وقع علينا وموتنا، وروحنا الحي كذا مرة ومحدش سائل فينا".


هنضحي بأحد السكان للحصول على الشقق

وأشار سعيد محمد، أحد أهالي المنطقة، البالغ من العمر 45 سنة، أن كل منازل الدرب الجديد بالسيدة زينب والتي لم تعلو عن الأربع أدوار مهددة بالإنهيار، مشيراً إلى أن مسئولي الحي يعلمون بالكارثة ولا يتحركون لمساعدتهم إلا بعد وفاة أحد الأهالي، قائلاً: "لازم نضحي بحد من السكان علشان الحي يتحرك ويدينا شقة بد"ل المقبرة اللي احنا عايشين فيها، لإنهم مش بيتحركوا ويدوا للناس شقق إلا لما البيت يقع وحد يموت".


"سيبنا البيت قبل ما حد فينا يموت"

سيد رزق، رجل في الاربعين من عمره، قرر ترك منزله قبل إنهياره  عليه وأسرته، فوجدناه ينقل أثاث المنزل على إحدى العربات، وقال: بنتي مجبسة رجلها بسبب أن سلمنا مكسور، وكذا مرة حد في اسرتي كان هيموت بسبب الشروخ اللي في البيت، والبلكونة والشبابيك مكسورة والحي مش راضي يتحرك، فقررنا نمشي قبل ما حد مننا يموت، إحنا هنسيب البيت وهنحط العفش في جراج وهنقعد عن ناس قرايبنا لحد ما نلاقي مكان نسكن فيه".


"مراتي وعيالي سبولي البيت وعايش لوحدي"

محمد الطحان، رجل ستيني، يعيش في منزل مكون من طابقين، إحدى جوانبه منهارة، تركته عائلته في المنزل بمفرده لخوفهم من إنهيار المنزل عليهم، فيقول: "البيت مهدد أنه يطربق على دماغي، بقالنا سنة البيت وقع الدور الثاني منه وهديلنا نصف الدور اللي كنا ساكنين فيه، والحي جيه وعدنا الرئيس بأنه هيدينا شقة بس في النهاية الوعود مزيفة".

وتابع: "مراتي وأطفالي الاثنين خافوا بعد الدور اللي فوق ما وقع، وقرروا يمشوا، وسابوني لوحدي، أنا عايش في أوضة واحدة فيها تلاجتي وبوتجازي وسرير أنام عليه، والأوضة دي جنب الشباك، هفضل فيها لحد ما 


تقصير ورشاوي الحي

وأشار عم محمد، إلى تقصير المسئولين في الحي، موضحًا أنهم لا يتحركون لإنقاذ سكان المنازل المهددة بالإنهيار، كما أكد أن الحي يقوم بإتخاذ الرشاوي من البعض الذين يتخذون تصاريح لبناء عمارات تتعدى الـ12 دور، على تربة الأراضي التي لا تحتمل بناء بيوت ذات طابقين.

فقال: "جنبي عمارة 12 دور، يوميًا مساعد رئيس الحي بيدخل العمارة ياخد فلوس من صحاب العمارة ويخرج، ده بخلاف التصاريح لبناء أرض بتلك المواصفات في ذلك المكان".