"أولاد الناس"... تربوا بين الحريم وعاشوا حياة الترف

منوعات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


عهد المجتمع المصري بأن يُطلق على كل من هو صاحب خلق رفيع، من تربى مترفًا، ومن هو صاحب الحسب والنسب الرفيع لقب "ابن الناس"، فقد ظهر ذلك اللقب في مصر في عهد "المماليك".

وذكرت الدكتورة "نهلة أنيس محمد" في كتابها أولاد الناس بمجتمع عصر سلاطين المماليك" بأن المجتمع المصري في عصر "المماليك" قد اتسم بالطبقية، حيث كانت طبقة الملوك والأمراء هي الطبقة العليا، ثم يأتي بعدها طبقة "أولاد الناس"، وهم المماليك الذين لم يُستعبدوا أو يتعرضوا للرق، وكانت مكانتهم الاجتماعية أدنى من مكانة المماليك، كما أنهم لم ينخرطوا في كلا من الحياتين السياسية والعسكرية، ولكنهم كانوا يعيشون حياة الدلال والدعة.

كما ذكر الدكتور "قاسم عبده قاسم" في كتابه "عصر سلاطين المماليك" إلى أن "أولاد الناس" كانوا ينشؤا ويُربوا في "جحور النساء" بين الحريم وذلك بعيدًا عن الجو المملوكي، ويُرجع "قاسم" ذلك إلى أن أمراء المماليك كانوا مشغولين بالأمور العسكرية وكل أمير يولي رعايته الكاملة لشئون إمارته، لذلك لم يكونوا متفرغين لتربية الأبناء، ولذلك لم يكن هناك معنى للحياة الأسرية ومفهوم الأسرة بتكوينها وشكلها المعهود.

وأشار "قاسم" أيضًا إلى أن "أولاد الناس" كانوا يمضون أوقاتهم في ممارسة الألعاب الرياضية، فكانوا يمارسون الفروسية، رمي الرمح، النشاب، وكذلك لعب الكرة، وكذلك اهتموا بالعلم والعلماء، فقد كانوا يترددون على مجالس العلم وينضمون لحلقات العلم لكي يلتحقوا بالجيش المملوكي، إذ أنهم كانوا بعيدين عن الحياة العسكرية، كما ظهر منهم عدد من مؤرخي التاريخ البارزين منهم "خليل بن شاهين الظاهري"، "ابن أيبك الدوادار"، صارم الدين بن دقماق"، "ابن تغري بردي"، و"ابن إياس".

وكان ما يرثه "أولاد الناس" من آبائهم أو الإقطاعات التي كانت السلاطين تمنحها لهم تمكنهم من العيش مرفهين هانئين ولم تمسهم مشقة الحياة.