أقلها تزوير "عقد عرفي".. فتيات تكشفن أكبر عمليات إجرامية في الإنترنت

تقارير وحوارات

 الابتزاز الألكتروني
الابتزاز الألكتروني - تعبيرية


خلف شاشة الحاسوب، ومن وراء قناع إلكتروني، اختار "عادل" طريق الابتزاز بحقارة، بهدف تحقيق أهدافه على حساب الضحيّة، فوقع في شباكه كثيرين، ومنهم من بلّغ عن الحادث، وآخرون لملموا تفاصيله خشية الفضيحة. 

"عادل.ش" 35 سنة من سكان الجيزة، احترف طريق الإجرام الإلكتروني منذ سبع سنوات، إثر علاقة عاطفية انتهت قسريًا برفض والد الفتاة، فكانت حبيبته أولى ضحاياه التي انتقم منها وبدأ من خلالها طريقه الإجرامي.

بدأت الواقعة بعدما علم بزواجها من آخر، إذ زوّر ورقة زواج عرفي لهما وأرسلها إلى زوجها، ومن ثم طلقها زوجها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أنشأ صفحات على موقع "فيسبوك" باسمها، وقام بتركيب صورها على جسد عارٍ تمامًا.

أما الضحية الثانية كانت خطيبته وتدعى "م.م" بعد ما فسخ والدها خطوبتهما بسبب سلوكه المشين، إذ أنشأ صفحات على "فيسبوك"، باسمها، وأرسل تهديدات إلى أهلها وأصدقائها، فضلًا عن نشر مجموعة من الصور والمنشورات المسيئة والمشينة بحق الفتاة وعائلتها. 

أحد جيران المتهم والشاهد على جرائمه، يروى تفاصيل مثيرة حول "عادل" قائلًا، إنه كان صديق المتهم، لكن ابتعد عنه بسبب سلوكه وأفعاله "القذرة"، متابعًا: "المجرم له سابقة نصب واحتيال على شركة فودافون، حيث أنشأ موقع وهمي للشركة، وجمع من خلاله مبالغ كثيرة عن طريق النصب على الناس وخداعهم على أساس أنه الموقع الرسمي للشركة وتم حبسه عدة أشهر، بعدما دفع والده والذي يمتلك إحدى الورش كفالة تتخطى المائة ألف جنيه". 

وأضاف: "رأيت ابتزازه للفتيات وطلب صورًا عارية لهم أو مبالغ مالية، خصوصًا أنه متمكن ومحترف في التكنولوجيا". ويلتقط أطراف الحديث "م.أ"، أحد جيرانه، قائلًا: "كثير من عائلات الفتيات كانوا يأتون إلى منزل أهل "عادل" للبحث عنه والاقتصاص منه، لكنه كان يهرب"، معبرًا: "عادل كل ما يزهق من التشهير ببنت وإساءة سمعتها بيدور على غيرها، ويا ويلها اللى ماتعبرهوش هتبقي هى الضحية الجايه". 

لم تتوقف ضحايا "عادل" على الفتيات، بل امتدت لتشمل أحد الشباب ويدعى "خالد" الذي قرّر ابتزازه وتهديده عن طريق التشهير بشقيقيه، مقابل الحصول على هاتفه المحمول، وهو ما حصل عليه بالفعل. أما "ش.ر " إحدى ضحاياه والذي سرق حسابها الشخصي وسرق بعض الصور الشخصية من المحادثات، هددها إذا رفضت طلباته، والتي كانت عبارة عن صور عارية تماما، ورقم هاتفها والرد عليه والتحدث له وعدم النفور من، وطلب أيضا كلمة سر الحساب الجديدة بعدما استردته وقامت بتأمينه، وحررت الضحية عدة محاضر ضد المتهم منها محضر 12 ح 30/11/2016 فى مباحث الانترنت ومكافحة جرائم الابتزاز الإلكتروني. 

أما الضحية "س.ك"، قررت تحرير محضر في مباحث الإنترنت فى 5/2016، وذلك بسبب التشهير بها وإنشاء صفحات منافية للآداب والأخلاق ووضع صورها وتركيبها على جسد عارٍ، وذلك بعد أن رفضت التحدث إليه.

شقيق الجاني "ب"، رفض أفعاله أخيه، قائلاً: "جابلنا العار والفضيحة وكل يوم مشكلة مع الناس.. ومحدش قادر عليه.. بيضرب والده ووالدته إذا حاولوا تعنيفه".

وفي هذا الموضوع قال الدكتور" إسلام غنيم" خبير أمن معلومات، أن عقوبة إنتهاك الخصوصية والتلاعب بالمواقع الإلكترونيه مدتها 3 سنوات عندما تتمكن الشرطة والتحريات اللازمة من القبض على الجاني، ويحدث هذا عندما تدلي الضحية وتقدم بلاغًا يدين الشخص الجاني.

وأضاف "غنيم" في تصريحا لـ"الفجر" أن مئات من مثل تلك الأحداث توجد في مراكز الشرطة، سواء التشهير، أو جرائم السرقة، وتأخذ وقت في التأكد من جمع المعلومات ورصد مواقع المشتبه بهم، والوقوع بهم في ايد الشرطة"، وحينها سوف يتم التعامل معهم بكل حزم وقوة.

وأكد علي فهم التكنولوجيا قبل التعامل معها مضيفا انها سلاح ذو حدين ولكن ببساطه يتعامل معها المستخدمين ببساطه وتتطور هي كل يوم ولكن تلقي فكر سطحي وقله ثقافه في الاستخدام

ومن جانب آخر أكد الدكتور" جمال فرويز"، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن فسخ العلاقات ليس له أي علاقه بايذاء الآخرين وسلب حريتهم والقضاء على امانهم، مؤكداً أن من يفكر فى الانتقام من الشخص او غيره فيما بعد لابد له من المعاقبة والابتعاد عنه لأنه شخص غير سوي.

وأكد "فرويز" لـ "الفجر" أن اعتراف الشخص بأنه مريض نفسي، ما هو الا تهرب من العقوبه والجزاء المحتوم عليه، هو هروب من المسئولية، وإن المريض العقلي لا يتظاهر من مرضه حتي أنه في معظم الأحيان يتجاهله ويخفيه.