أحمد شوبير يكتب: قضية عم أحمد

الفجر الرياضي




■ الحكام والملاعب أهمها على الإطلاق

■ إعادة طرح مناقصات البث التليفزيونى من جديد 

■ توزيع البطولات الإفريقية بعدالة على القارة بأكملها 

■ تطهير كاف من الداخل لإعادة الهيبة والاحترام للكرة الإفريقية

بخيرها وشرها انتهت انتخابات الاتحاد الإفريقى لكرة القدم وخرج على أثرها الحاكم بأمره والملك المتوج على عرش الاتحاد الإفريقى لما يقرب من ثلاثين عاما عيسى حياتو بل الأكثر من ذلك هو خروج معظم أعضاء المكتب التنفيذى للاتحاد الإفريقى لكرة القدم، وأصبحنا على مشارف عهد جديد للكرة الإفريقية تتبوأ فيه مصر مكانتها من جديد كرائدة للقارة الإفريقية وكمحرك أساسى لكرة القدم فى إفريقيا ولم لا والتاريخ شاهد على أن مصر هى التى أسست الاتحاد الإفريقى لكرة القدم وأن أول رئيسين للاتحاد الإفريقى كانا مصريين وهما الراحلان الفريق عبدالعزيز سالم والفريق عبدالعزيز مصطفى. ثم بغرابة شديدة جدا تركنا هذا المنصب لدول أخرى ومع كامل احترامى وتقديرى للجميع إلا أن مصر تستحق بجدارة أن تكون على رأس المنظومة الإفريقية لكرة القدم إداريا وفنيا وتنظيميا، بل إننا وبغرابة أشد تخلينا أيضا عن منصب السكرتير العام الذى ظل منذ تأسس مصريا خالصا حتى رحل مصطفى فهمى عن المنصب لنفاجأ بسكرتير جديد للاتحاد الإفريقى ظل 8 سنوات فى منصبه حتى استقال أخيرا عقب سقوط حياتو وعاد المنصب مؤقتا لمصر عن طريق عصام الدين أحمد، وهو ما يجعلنى أضرب كفا بكف فكيف بعد عودة مصر إلى المكتب التنفيذى لـ«كاف» ومن بعده «فيفا» نخسر مناصب هى فى الحقيقة حق أصيل لنا فنحن بلد المقر بل الأكثر من ذلك أنه تم تخصيص مقر الاتحاد الإفريقى السابق بالكامل وهو يقع فى أغلى وأرقى مناطق مصر كلها تم تخصيصه كسكن للسكرتير العام للاتحاد الإفريقى؟!

فى سابقة هى الأولى من نوعها حيث حصل هذا الاتحاد على قطعة أرض فى مدينة أكتوبر أقام عليها مقره الجديد، وبالتالى كان من اللازم أن يترك المقر القديم لمصر تستفيد به ماديا وفنيا بدلا من أن يسعى اتحاد الكرة لبناء مقر جديد يكلف الدولة أموالا طائلة وحتى لو لم يكن من دعم الاتحاد الدولى فالمنتخبات المصرية أولى بهذا الدعم لأننا بالفعل نملك مكانا عالميا إذن هذه هى أولى قضايانا مع عم أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقى الجديد والذى أبدى شكره وتقديره وامتنانه لمصر لوقوفها بجانبه فى المعركة الانتخابية الشرسة الأخيرة التى على أثرها نجح الرجل بفارق شاسع عن الإمبراطور السابق حياتو، وأصبح حاكما للكرة الإفريقية كلها والحقيقة أن الرجل لم ينكر هذا الفضل وهذا الدور بل صرح به علانية على الرغم من الخفايا والكواليس التى أعلمها جيدا والتى لولا وجود رجال كبار محترمين أداروا المعركة دون أن يراهم أحد لخسرناها ولدفعنا ثمنا باهظا لهذه الخسارة لا لشىء إلا لأن البعض فكر فى مصلحته الشخصية بعيدا عن مصلحة الوطن وهذا موضوع كبير جدا أرجو أن تتاح لى الفرصة يوما لشرحه وتوضيحه للجميع.

أعود لقضايا عم أحمد الشائكة وأهمها من وجهة نظرى قضية الحقوق التليفزيونية وإذاعة المباريات والبطولات الإفريقية، ومن البداية أوضح أننى لست ضد أحد ولكنى مع بلدى بكل ما أوتيت من قوة فلا يوجد مانع مطلقا من إيجاد أكبر عائد للاتحاد الإفريقى لكن من خلال النظام واللوائح التى تحكم هذا الاتحاد وليس من خلال المصالح الشخصية والعلاقات التى تربط بعض مسئولى الشركات برئيس أو أعضاء المكتب التنفيذى لـ«كاف» ولا يعقل أن يكون لدينا مسئولون داخل هذه المنظومة لا يعملون لصالح بلدهم لأن علينا شرف المحاولة والقتال من أجل إسعاد الجماهير المصرية والعربية ومحاولة الوجود الدائم داخل هذه المنظومة خصوصا أنه قد أصبح لدينا كيانات قادرة على المنافسة بل الفوز بهذه المنافسات، لذلك نرجو أن تتم إعادة ملف المناقصات الخاصة بالبث التليفزيونى من جديد وهذا أمر ليس بالسهل لكنه يحتاج إلى عزيمة وإصرار. أعتقد أننا وبعد معركة حياتو قادرون على فتحه بل والفوز به أيضا من أهم القضايا التى يواجهها عم أحمد هو ملف تنظيم البطولات الإفريقية كلها سواء على مستوى الناشئين أو الكبار، وبداية أنا لا أحب التفرقة بين غرب أو شمال أو وسط أو جنوب القارة الإفريقية فكلها فى النهاية دول إفريقية شقيقة لنا معها علاقات رائعة ازدادت بقوة فى السنوات الثلاث الأخيرة التى عادت فيها مصر إلى مكانتها الإفريقية بقوة وهى سياسة واضحة للقيادة فى مصر ومن هنا لا يمكن أبدا أن يكون تنظيم كل البطولات ودفعة واحدة الأربع بطولات متتالية من نصيب غرب القارة الإفريقية وفى المقابل تخرج مصر والمغرب وتونس والجزائر من الملعب خالية الوفاض. فمثلا مصر لم تنظم أى بطولة إفريقية منذ عام 2006 على مستوى الكبار فى المقابل حصلت غانا والجابون وغينيا على شرف التنظيم مرتين والجزائر التى تتمتع ببنية أساسية رائعة وجماهير متحمسة وفريق رائع تخرج فى كل مرة خالية الوفاض تماما من تنظيم بطولة الأمم الإفريقية لا لشىء إلا لأن حياتو كان يكره روراوة وها هما الاثنان قد رحلا عن منصبيهما وللأسف الشديد فإن البطولات الثلاث المقبلة محجوزة سلفا لغرب إفريقيا وحتى المغرب التى نالت شرف تنظيم إحدى البطولات أبعدها حياتو بقرار ديكتاتورى وأوقفها لسنوات طويلة بقرار من المكتب التنفيذى السابق سيئ السمعة، ولولا إنصاف المحكمة الرياضية للمغرب لبقيت بعيدة تماما عن الساحة الإفريقية وحسنا فعل أحمد أحمد عندما قرر أن تكون المغرب هى بداية جولاته الخارجية بعد أن جاء مصر بلد المقر مفتتحا عمله الجديد كرئيس للكرة الإفريقية.

ثم نأتى إلى قضية أخرى وهى الفساد التحكيمى المنتشر بعنف فى القارة الإفريقية والذى استشرى بقوة فى السنوات الأخيرة فشاهدنا كيف كان إقصاء المنتخب التونسى فى البطولة الإفريقية قبل الأخيرة بفعل هذا التحكيم الفاسد وشاهدنا ما يحدث فى مباريات الفرق الإفريقية من تجاوزات تحكيمية صارخة لا يمكن أن نراها إلا فى قارة إفريقيا برعاية كاف ورئيسه ومكتبه التنفيذى ومع ذلك لم يتحرك أحد لفرض عقوبات وإبعاد الفاسدين عن هذا المجال ولعل الصفعة العنيفة التى وجهها الاتحاد الدولى لكرة القدم للتحكيم الإفريقى بشطب الحكم الغانى جوزيف لاميت صاحب لعبة اليد الشهيرة فى مباراة الأهلى والترجى الأخيرة التى بسببها خسر الأهلى البطولة الإفريقية وحرمته من رقم قياسى كان كفيلا بتربعه على عرش البطولات فى العالم إلا أن نفس الحكم أعاد ما فعله ولكن لسوء حظه جاء فى مباراة جنوب إفريقيا والسنغال فى تصفيات كأس العالم بفضيحة أكبر لذلك كان القرار الفورى من فيفا فى عهدها الجديد مع انفانتينو بشطب هذا المرتشى وهو جرس إنذار لكل أمثاله فى القارة الإفريقية من أن حملة التطهير قد بدأت ولن تنتهى بإذن الله إلا بالقضاء على كل الفاسدين فى مجالات كرة القدم الإفريقية. إذن ملف التحكيم هو أحد أهم قضايا عم أحمد فى بداية عهده كرئيس للاتحاد الإفريقى للكرة.

ثم نأتى إلى ملف فى غاية الخطورة والأهمية وهو ملف الملاعب والتى وصلت حالتها إلى مستوى من التدنى لا يمكن أن نراه أبدا فى أى من ملاعب العالم اللهم إلا فى إفريقيا، وأصبح الاستسهال هو الحل بإقامة ملاعب من النجيل الصناعى تسهم وتساعد على الإصابات المتكررة للاعبين وللأسف فإنها ملاعب من الجيل المتأخر جدا أو قد عفى عليها الزمن منذ فترة ومع ذلك لا نراها إلا فى إفريقيا والأغرب أنه فى حالة وجود ملاعب من النجيل العادى تجد حالتها سيئة للغاية وهو ما شاهدناه جميعا فى البطولة الأخيرة بالجابون وكانت مثار شكوى كل الفرق بلا استثناء، والغريب أن الاتحاد الإفريقى السابق وبدلا من الاعتذار عن سوء حالة الأرض إذ به يقرر نقل بطولة إفريقيا 17 سنة إلى نفس الملاعب نكاية فى أحمد أحمد وعقابا له لأنه تجرأ ورشح نفسه أمام حياتو، وبذلك حرم مدغشقر من تنظيم البطولة! والغريب أن كل ذلك تم بموافقة المكتب التنفذى الفاسد الذى ساعد حياتو على أن يكون فرعونا لا يمكن أن يرد له أحد كلمة أو قرارا.

أخيرا القضايا كثيرة أمام عم أحمد ومن أهمها تطهير كاف من الداخل والاعتماد على العناصر المحترمة التى من الممكن أن تساعده على الانجاز وعلى عودة الصورة الطيبة للكرة الإفريقية فى العالم أجمع وعلى إعادة الثقة لنا فى القيادات الإفريقية خصوصا فى عالم الكرة.. وإنا لمنتظرون.