ذكرى وفاة الجندي المجهول بحركة الضباط الأحرار

منوعات

بوابة الفجر


لُقب بـ" رب السيف والقلم" وصاحب الضربة الاستباقية التي أنقذت الثورة 1952م، يوسف صديق ولد يوم ٣ يناير عام١٩١٠م، بقرية زاوية المصلوب ببنى سويف، توفى والده عام  ١٩١١ م،  وهو برتبة نقيب وكان يوسف طفلاً فكفله خاله الشاعر محمد توفيق، تخرج من الكلية الحربية عام  ١٩٣٣م، وفى عام ١٩٤٥ حصل على شهادة أركان حرب.

كتب عنه محمد حسنين هيكل قائلًا: «العملاق الأسمر ذو العينين الحمراوين عملاق طويل عريض لفحته الشمس في معسكرات الجيش فجعلته أشبه ما يكون بتمثال من البرونز لفارس محارب مدرع من القرون الوسطى دبت فيه الحياة بمعجزة.. وهو الذي قاد جزءًا مهمًا في عملية القبض على قادة الجيش بمنتهى الثبات والجرأة والسرعة».
انضم  يوسف صديق  إلى  حركة الضباط الأحرار منذ عام 1951م، والذي كان يترأسه محمد نجيب، وبدأت اجتماعات الضباط الأحرار بمنزل يوسف فى العريش، وكانت زوجته تساعد الحركة فى توزيع المنشورات.
كان دور يوسف بالحركة يقوم على دعم قوات الضباط الأحرار التى ستقوم باقتحام مقر قيادة الجيش، وفي ليلة الإقتحام كان يعانى من نزيف حاد فى الرئة اليسرى، وقد اعفاء جمال عبدالناصر من هذه المهمة لمرضه، إلا أن يوسف صديق رفض.

وقبيل ساعة الصفر حشد يوسف قواته وعرض عليهم الخطة، وبدأ التحرك إلا أنه فوجىء عند باب المعسكر بقائد الكتيبة فاضطر إلى القبض عليه وكذلك  القبض  على قائد ثاتى الفرقة، وتحرك بعد ذلك إلى مقر القيادة العامة واحتلالها ولكن فى الطريق التقى ناصر وعامر اللذان أخبراه أن الملك كشف أمر الحركة وأن الفريق حسين فريد رئيس الأركان مجتمع بكبار القادة بالقيادة العامة فاتجه يوسف على الفور إلى مقر القيادة واشتبكت قواته مع قوات حرس القيادة واستطاع أن يسيطر على مقر قيادة الجيش واعتقال كل القادة فنجحت الثورة.

وعقب نجاح الثورة لم يكن الموقف هادئًا داخل مجلس القيادة، كانت بعض قرارات المجلس تلقى معارضة شديدة من جانب يوسف صديق، وعارض بشدة قانون تنظيم الأحزاب واعتقال السياسيين، وقد وقف الى جانبه فى المراحل الأولى جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وخالد محيى الدين، فقد تراجع جمال عبد الناصر عن موقفه.
وقد ظهر بين الضباط وخاصة فى سلاح المدفعية اتجاه يدعو إلى أن يكون تمثيل الضباط فى مجلس القيادة بالانتخاب وتحمس جميع أعضاء المجلس ضد هذا الا يوسف صديق.

وعقب اعتقال الضباط من سلاح المدفعية والمشاة وعدد من المدنيين، على رأسهم محمود رشيد ود، عبد العزيز الشال، وصبرى الحكيم، لم يقبل يوسف بمبدأ اعتقال الضباط بعد معارضته الشديدة لاعتقال السياسيين، وقرر الاستقالة من مجلس القيادة معلنا أن ضميره لا يمكن أن يستريح وهو كعضو فى مجلس يصدر قرارات تخالف أفكاره وعقيدته.

أصر يوسف صديق على الاستقالة،  عقب عودة الرقابة على الصحف وصدور قانون حل الأحزاب، ولم يعلن المجلس استقالته، وفي مارس عام 1953م، أجبروه على السفر الى سويسرا.

وقاموا بإعتقال زوجة يوسف صديق ودبروا لها تهمة التدبير لاغتيال عدد من الضباط وتوزيع منشورات للحزب الشيوعى المصري، وبعد الإفراج عنها تحددت إقامتها وزوجها، وفي عام 1957م تقدم يوسف لانتجابات مجلس الأمة ولكن قد وضع اسمه ضمن المعزولين سياسيًا وعندما نشر ديوانه الشعرى تمت مصادرته واعتقال صاحب الدار إبراهيم عبد الحليم.

عاش يوسف صديق أيامه الأخيرة في صراع مع المرضوقد ظل محمد نجيب ملازمًا له حتى توفى يوسف صديق فى 31 مارس 1975م.

وقال نجيب عقب وفاته : "آه يا يوسف لقد كنت سندى ده مش مجلس ثورة ده مجلس عورة".