إيمان كمال تكتب: من يهزم أنغام؟

مقالات الرأي



فى السنوات الماضية ضمت حفلات أضواء المدينة كبار النجوم فى الوطن العربى، وكان من الطبيعى سعى ماسبيرو للعودة بحفل قوى واختيار نجوم تتناسب مع قيمة وأهمية الحدث الذى يعيد ماسبيرو للأضواء مرة أخرى، فكان الاختيار الصائب بأن يحيى الحفل أنغام واللبنانى وائل جسار ورحبا بالفكرة بعد الاتفاق مع منظم الحفلات وليد منصور الذى تولى الأمر واتفق معهما بدوره.

الحفل تم الغاؤه قبلها بساعات.. وقرار يدرس بمنع أغنيات أنغام وجسار من الإذاعة المصرية.. تصريحات من هنا وهناك سواء من نادية مبروك رئيس قطاع الإذاعة بمبنى ماسبيرو وحتى منصور الذى برأ نجومه من رفض الغناء فى الحفل، اتهامات بالجملة طالت جسار وأنغام سواء بالجشع والطمع أو المعايرة بأن الفنانة المصرية كانت تبكى كى تغنى فى الإذاعة قبل سنوات فلماذا اليوم تتكبر وترفض الغناء فى حفل سيذهب ريعه لصالح صندوق تحيا مصر؟ لتتواصل الاتهامات بعدم الوطنية.

الصورة تبدو لمن يراها من الخارج ملتبسة وغامضة والتصريحات تبدو متضاربة وغير واضحة ايضا من الطرفين.. لكن يبقى الأهم والذى أطاح بأحلام المسئولين فى ماسبيرو هو «الاتفاق والتنظيم»؟ فإذا كان المسئولون اتفقوا مع أنغام على أجر معين قبل إحيائها للحفل فلماذا تراجعوا فى اللحظات الأخيرة عن الالتزام بما تم الاتفاق عليه؟

إذا كان ماسبيرو يرى أن أنغام مجحفة وتكبرت على الغناء للمبنى الذى طالما حلمت بأن تذاع أغنياتها عبر أثيره فلماذا لم يتم التعامل معها بشكل مباشر دون الاتفاق مع وليد منصور بأجر محدد ووعود لم تنفذ؟

يراهن المسئولون بهزيمة أنغام وجسار بمنع أغنياتهما وكأنه الحل الذى سيبرئ المسئولين من ورطتهم هو المنع، ولكن من يهزم أنغام؟

سنوات طويلة تعرضت خلالها أنغام لحروب شخصية وفنية وظهرت نجمات آخريات حاولن سحب البساط من تحت قدميها إلا أن أغنيات أنغام منذ الثمانينيات وحتى الآن صنعت بها تاريخاً لا يسهل محوه بقرار مجحف وظالم، ربما تسرعت أنغام فى الاعتذار عن الحفل دون اللجوء لحل وسط ينهى الأزمة، ربما أخطأت فى تقديرها للحفل الذى يعيد أضواء المدينة لأمجاده لحرصها على الالتزام بحصولها على حقوقها المادية وهو أمر لا يمكن أن تلام عليه لأنه من البديهى أن هذا الأجر ايضا للفرقة الموسيقية المصاحبة لها، ولكن قبل صدور قرار بمنع أغنياتها على مسئولى ماسبيرو دراسة قرار عودة أضواء المدينة بجدية ووضوح.. قبل محاولات ذبح أنغام بأن ينتبهوا للإصلاح الحقيقى بدلا من الوعود الوهمية..عليهم الالتزام بما وعدوا والإنصاف قبل القاء اللوم على غيرهم ليصبحوا كبش الفداء.

أحيان كثيرة لا أتفق مع شخصية أنغام فلا أرى فيها بساطة شيرين عبد الوهاب وتلقائيتها، فأشعر بأن أنغام دائما تضع حائطاً من الزجاج بينها وبين جمهورها.. ربما لجأت له لتبتعد عن المشاكل التى تعرضت لها فى بداية حياتها المهنية..إلا أن صوت أنغام وأغنياتها كفيل بأن يجعلنا فخورين بأننا لا نزال نحمل ثروة فنية حقيقية وقيمة لا يمكن إنكارها.