"سبوبة" يوم اليتيم

منوعات

غادة والي، وزيرة
غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي


استغلالهم لجمع التبرعات "عيب"

■ للمرة المليون.. افتحى ملف الجمعيات الخيرية يا وزيرة التضامن


ينتظر عدد كبير من أصحاب الجمعيات التى تطلق على نفسها خيرية، مرخصة وغير مرخصة أول جمعة من شهر أبريل لعمل الحفلات واستجداء المصريين للتبرع للأيتام فى مصر، وهنا تظهر النزعة الدينية وحديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى».

يجمع هؤلاء باسم اليتيم التبرعات، وقبل أول جمعة فى أبريل يبحث أغلب المتبرعين عن ملجأ أيتام، والشاطر والمحظوظ هو الذى يقع على ملجأ أيتامه تكسو ملامحهم علامات الفقر، ويقوم بالترتيب لعمل حفل لهم فى مكان عام، أو الذهاب إليهم فى أماكنهم بهدايا، حتى يتم التقاط الصور معهم وهم يطبطبون ويقبلون ويمنحون الهدايا.

وتجد صور أصحاب الجمعيات أكبر من صور الأطفال، التى تظهر فقط لتزيين الشكل العام، إنهم أيتام واتبرع لليتيم ومع الأسف الشديد هؤلاء من يطلقون على أنفسهم قلوبا رحيمة، لا يعنيهم بالمقام الأول سوى جمع الأموال بالطرق المشروعة وغير المشروعة، وأظن أننى نشرت العام الماضى فى مثل هذا التوقيت عن تجربتى الخاصة مع التبرع لحركة كنت أظن أنها نزيهة، لوجود وسيط كنت أثق فيه «أنا مصرية».

تبرعت آنذاك لإطعام نصف عدد الأطفال الذين أحضروهم من إحدى دور الرعاية من منطقة شعبية، لأرى بعينى أن هذا مجرد منظر عام للتصوير معهم، وعلى حس حفل اليتيم جمعوا تبرعات وذهبت أموالى هباء، ولا أدرى إذا كان المبلغ المدفوع ذهب لـ«دى جى» أو بانر من البانرات الضخمة المكتوب عليها اسم الحركة التى كانت غير مشهرة حتى العام الماضى، أو على الاستيدج أو ذهب المبلغ للتصوير الفوتوغرافى أو تأجير أحدث كاميرات الفيديو، وظللت أياما طويلة أسأل نفسى، ماذا جرى للناس؟.. فمن يفعلون ذلك مع الأسف شريحة يطلق عليها متعلمة، أو إلى حد ما مثقفة ومتيسرة ماديا، فماذا يريدون بعد ذلك؟

يجيدون الدعاية لأنفسهم، سيطر عليهم حب الشهرة وحب جمع الأموال واستحلال أموال الناس والتوسل إليهم باسم الأيتام وعمل الخير، الغريب بالأمر وهذا من المضحكات المبكيات أنى منذ عدة أعداد بسيطة طلبت من السيدة وزيرة التضامن فتح هذا الملف، وأصبحت على يقين أنها تقرأ ولا تهتم، وتضع ما يتم كتابته فى القمامة.

السيدة التى تطلق على نفسها مؤسسة حركة «أنا مصرية» زوجها يعمل فى منصب يؤهله للتواصل مع وسائل الإعلام وجمع التبرعات بكل سهولة، علاوة على تظبيط موظفى التضامن الاجتماعى، فور فتحى الملف الشهر الماضى عنها نشرت حوارات لها فى مواقع صحف قومية، مع الأسف هى تنشر رقم إشهار الحركة التى حولتها إلى جمعية بعدما كانت تملأ الدنيا هى وصديقاتها أن الغرض من الحركة العمل لوجه الله فقط لا غير.

وكما نشرت العام الماضى أن هذه هى بداية إشهار أى جمعية تطلق على نفسها خيرية، لتبدأ رحلة الألف ميل بالعمل لوجه الله والتبسم فى حضن اليتامى، وأنت تعطيهم هدايا مدفوعة من جيب الغير وأنت اللى بتاخد الوش أمام المجتمع ومنافق أمام الله، حتى ينتهى الأمر بالإشهار الرسمى، لتبدأ رحلة جمع التبرعات على أصولها والمعونات الخارجية والداخلية، وناديت معالى الوزيرة مع الأسف الشديد، التى لو كانت قرأت ما كتبته لحولت جميع موظفيها للتحقيق.

لماذا لم تحقق فى جمع أموال وتبرعات بدون سند، مثل الذى وقع معى، لتكون الطامة الكبرى عندما علمت أن مؤسسة الحركة حصلت على التراخيص بمساعدة زوجها وعلاقات أسرة والده، التى تعرف الوزيرة معرفة جيدة، ليأتى المشهد الأخير بتلك السيدة التى أجرت حواراً فى موقع الصحيفة القومية فور نشر قصتها وبعد أن سعت خلال عدة أشهر بكل ما أوتيت من قوة هى وصديقاتها لنشر صورها المستفزة، كأنها رئيس وزراء مصر، متاجرة بألوان العلم المصرى فى زيها وتقول إنها إحدى علامات ورموز العمل الاجتماعى فى الإسكندرية!

يا وزيرة التضامن الاجتماعى، كم من المصائب والسبوبات تتم تحت اسم الخير ومولد اليتامى .