الدوري الإسباني لكرة القدم

الفجر الرياضي

الدوري الإسباني
الدوري الإسباني


الدوري الإسباني لكرة القدم أو لا ليجا (بالإسبانية: La Liga) هي بطولة رسمية تأسست عام 1929، وهو دوري الدرجة الأولى لبطولة الدوري الإسباني، و تتنافس فيها الأندية الإسبانية لكرة القدم من أجل الفوز بلقب البطولة التي تعتبر من دوريات النخبة على مستوى العالم.

انطلقت المسابقة عام 1929 وفاز فيها نادي برشلونة. يتنافس في الدوري 20 فريق الفرق الثلاثة الأقل نقاط تهبط لدوري الدرجة الثانية. 60 نادياً شارك في الدوري الإسباني على مدى تاريخه، 9 منهم توج باللقب، ومنذ 1950م سيطر ناديي ريال مدريد وبرشلونة على أغلب بطولات الدوري. ريال مدريد حقق اللقب 32 مرة وهو رقم قياسي بينما حقق نادي برشلونة اللقب 24 مرة، مع ذلك استطاعت أندية أخرى تحقيق اللقب وهي: أتلتيكو مدريد، أتلتيك بيلباو، فالنسيا، ريال سوسيداد، ديبورتيفو لاكورونيا، ريال بيتيس، اشبيلية.

في أبريل من سنة 1927، أقترح خوزيه ماريا اتشي مدير في نادي اريناس فكرة دوري وطني في إسبانيا وبعد أخذٍ ورد عن حجم الدوري ومن سيتنافس فيه، وافق الاتحاد الاسباني على العشر فرق التي ستشكل أول دوري ممتاز في 1929 وكانت تلك الفرق كل من ريال مدريد، برشلونة، اتلتيك بيلباو، ريال سوسيداد، اريناس، أتلتيكو مدريد، اسبانيول، ريال يونيون وراسينغ سانتاندير وكلهم تأهلوا على أساس كونهم فرق فائزة بكأس أسبانيا.

الثلاثينات وما قبل الثلاثينات

السنوات الأولى ورغم فوز برشلونة باللقب الأول في تاريخ الليغا كان النادي الباسكي أتليتك بيلباو النادي الأكثر قوة وجبروةً بين الجميع. مع المدرب فريد بنتلاند كان اتلتيك بيلباو لا يٌنافس فحقق في عامي 1930 و1931 ثنائية الدوري والكأس. وحقق الكأس اربع مرات متتالية بين 1930 و 1933 وكانوا الوصفاء في عامي 1932 و 1933. ولم يكن سوى ذلك الفريق الباسكي الذي الحق ببرشلونة الهزيمة الاسوء في تاريخ النادي بـ 12 – 1.

 الفريق المتعصب لأبناءه جنسه والذي رفض استقطاب أي لاعبين اجانب استفاد من قرار الاتحاد بتحديد عدد اللاعبين الأجانب بثلاثة لاعبين للسيطرة في تلك الحقبة الزمنية، مع العلم بأنه لم تقام سوى سبع بطولات في حقبة الثلاثينات من عام 1930 حتى عام 1936 بسبب الحرب.

الأربعينات

عندما استئنف الدوري الممتاز بعد الحرب الأهلية سطع نجم كل من أتلتيكو مدريد وفالنسيا والنادي الاندلسي أشبيلية في سماء الدوري. بينما خسرت أندية أخرى لاعبينهم بسبب نفيهم أو إعدامهم أو كونهم ضحايا حرب فريق أتلتيكو مدريد الذي أصبح يعرف بعد الحرب باسم اتلتيكو افياسيون بسبب اندماجه مع فريق افياسيون ناسوينال دي سرقسطة ليصبح اسم الفريق اتليتكو افياسيون دي مدريد قوى الاندماج فريق الأتلتي ومدربه الأسطورة ريكاردو زامورا ومنحهم أفضلية على بقية الأندية وحصد في عام 1940 أول لقب ثم حقق الثاني بعده مباشرةً في 1941 ,, بعد هاذين العامين الفريق الشاب في فالنسيا الذي سبق الحرب نضج أكثر فأكثر بعدها وحقق اللقب ثلاث مرات في اعوام 1942, 1944 و 1947. تلك الفترة لم يظهر فريق بعينه ليكون سيد الليغا فتقاسم في عقد من الزمن أربعة أندية بطولة الدوري.

هيمنة ريال مدريد وبرشلونة

رغم أن أتلتيكو مدريد كانوا الأبطال في عامي 1950 و 1951 تحت قيادة المحنك هيلينيو هيرارا, حقبة الخمسينات كانت بذرة ما نراه الآن في عصرنا الحاضر سيطرة الريال وبرشلونة. في فترة الثلاثينات والأربعينات والخمسينات كانت هناك قيود تفرض على اللاعبين الأجانب. النوادي لم يسمح لها أن تسجل أكثر من ثلاث لاعبين أجانب في الفريق, ولكن ما فعله برشلونة والريال هو التحايل على هذه القوانين بتوطين كل من دي ستيفانو و بوشكاش وكوبالا ليمنحون الجنسية الأسبانية. بألهام من المذهل المجري كوبالا النادي الكتالوني فاز بلقبي عام 1952 و 1953. دي ستيفانو , بوشكاشو و فرانسيسكو جينتو شكلوا نواة فريق ريال مدريد الذي واصل ليهمن على بقية العقد في الدوري. مدريد فاز ببطولة دوري الدرجة الأولى لأول مرة في 1954 ( أول بطولة دوري ممتاز كانت في عام 1932 ) ثم للمرة الثانية للعام الثاني على التوالي في 1955 واتبعوها بعامي 1957 و 1958 ليحصد أربعة ألقاب في تلك الحقبة. ثم عاد برشلونة في عامي 1959 و 1960 مع مدرب اتلتيكو مدريد الاسبق هيلينيو هيرارا ولاعبهم الجديد لويس سواريز الذي حصل على الكرة الذهبية في نفس العام.

الستينات والسبعينات والحقبة المدريدية

عقد الستين والسبعين بدون شك هي سنوات المجد الخالد لـ اللاوس بلانكوس ,, بـ 14 بطولة من أصل 20 لم يكن هناك صوت يجرئ ليعلو فوق صوت الريال. هذه الحقبة الذهبية التي صنعت تاريخ البيت الملكي شهدت خمس ألقاب متتالية من 1961 حتى 1965 ومرتين ثلاثة ألقاب متتالية بين اعوام 1967 – 1969 و 1978 – 1980 في هذه الحقبة وحده نادي أتلتيكو مدريد كان الخصم الحقيقي للريال بحصدهم أربعة ألقاب آخر في 1966, 1970, 1973 و 1977. ومن بين الأندية الأخرىوحدهم فالنسيا في 1971 و برشلونة الملهم بالهولندي يوهان كرويف في عام 1974 كسروا هيمنة ريال مدريد المتواصلة. تلك السنوات الجميلة للريال مدريد كان بطلها أكثر الأشخاص تأثيراً واحتراماً في النادي والمسؤول الأول عن تحويل ريال مدريد من النادي الثاني بعد أتلتيكو مدريد في مدريد إلى أنجح نادي أسباني وأروبي الشخص الذي رحل ليسمى ملعب النادي باسمه الرئيس سانتياجو بيرنابو يستي.

الثمنينات

الهيمنة المدريدية انتهت في 1981 عندما فاز النادي الباسكي الأصل ريال سوسيداد بأول لقب في تاريخ النادي ثم اتبعه بالثاني في عام 1982 ثم في عام 1983 و 1984 نجح النادي الباسكي الآخر اتلتيك بيلباو في حصد اللقبين وفي عام 1985 ينجح برشلونة في حصد اللقب قبل أن يعود ريال مدريد ليكرر خماسية جديدة من 1986 حتى 1990 بفريق يقوده ليو بينهاكر, هيوغو سانشيز و ايميليو بوتريجنيو.

التسعينات.. كرويف وفريق الأحلام

هذه الفترة شهدت بداية عهد جديد لبرشلونة فيه يعود يوهان كرويف على رأس القيادة الفنية للفريق ليشكل الأسطورة التي عرفت لاحقاً بـ فريق الأحلام. الذي كان ابطاله جوسيب جوارديولا, خوسيه ماري باكيرو, رونالد كويمن, ميتشيل لادروب, روماريو و ستوشكوف. فريق الأحلام فاز بالبطولة أربع مرات بين اعوام 1991 و 1994 وفاز بدوري الأبطال في 1992. ثم بعد مشكلة مع كرويف انتقل لادروب إلى الخصم اللدود ريال مدريد لينجح في مساعدة الفريق بانهاء سيطرة البلوغرانا في 1995. أتلتيكو مدريد فاز بلقبه التاسع في 1996 قبل أن يزيد الريال عدد كؤوسه في 1997. بعد فترة النجاح الهولندية اتى هولندي آخر, لويس فان خال إلى الكامب نو وأحضر المواهب الشابة التي نضجت لتصبح من أفضل لاعبي الكرة في زمنهم وهم لويس فيغو, ريفالدو و لويس اينريكي. وفاز بذلك برشلونة مرتين باللقب في 1998 و 1999.

الألفية الجديدة

قبل ومع دخول الألفية الجديدة, الريال وبرشلونة شهد منافسة شرسة من خصم جديد وهو نادي ديبورتيفو لاكرونيا الذي انهى موسمه ضمن الفرق الثلاثة الأولى في عشر مواسم بين عامي 1993 حتى 2004 رقم أفضل من كل من نادي ريال مدريد ونادي برشلونة وفي عام 2000 نجحوا في حصد اللقب ليصبحوا النادي التاسع في تاريخ الكرة الأسبانية الذي يتوج بطلاً للدوري. ريال مدريد فاز بلقبي دوري آُخر في 2001 و 2003 وفازوا بالثالث والرابع في الألفية الجديد في عامي 2007 و 2008 بعد جفاف ثلاث سنوات, الفريق الخصم لم يكن سوى فالنسيا على المستوى الأوربي والمحلي تحت قيادة هيكتور كوبر, فالنسيا انهى موسم 2000 و 2001 كوصيف في دوري الأبطال ثم خليفته رافاييل بينتيز بنى على هذا الأساس الصلب وتوج بطلاً للدوري في 2002 وثنائية الدوري وكأس الاتحاد الأوربي في 2004. موسم 2004 – 2005 شهد عودة برشلونة عبر نجمهم الأول البرازيلي رونالدينيو وفازوا بتلك السنة بلقبهم الأول في القرن الجديد ثم ثنائية دوري الأبطال والدوري الأسباني في عام 2006 ليأتي بعد ذلك ريال مدريد وبموسمين مُتتالين يفوز فيهما بلقب الدوري اما عام 2009 فكان فريداً من نوعه وكان بداية مرحلة جديدة لبرشلونة خصوصاً عندما فاز برشلونة بسداسية كاملة من الألقاب بقيادة المدرب بيب جوارديولا.
2010

بدأ العقد بلقبين مُتتالين لبرشلونة، تلاهما لقب لريال مدريد بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو الذي استطاع تحطيم الرقم القياسي في تاريخ البطولة بـ 100 نقطة كما حطم الرقم القياسي بعدد الأهداف في بطولة الدوري لموسم واحد برصيد 121 هدف، في الموسم الذي يليه استطاع برشلونة بقيادة المدرب الراحل تيتو فيلانوفا من تكرار رقم مورينهو والفوز بالدوري بـ 100 نقطة ليفوز بلقبه الثاني والعشرين في تاريخ النادي، في سنة 2014 استطاع نادي أتليتكو مدريد من كسر هيمنة برشلونة وريال مدريد على اللقب لمدة عشر سنوات بعدما استطاع تحقيق اللقب العاشر له في تاريخ في آخر جولة من الليغا ضد الوصيف نادي برشلونة،بعدها عاد برشلونة مرة أخرى ليحرز اللقب في موسميين متتاليين بفضل التعقادات اللتي اجراها النادي في فترة إستئناف عقوبة منع التعاقدات حينما تعاقد مع الاورجوياني لويس سواريز من ليفربول ووراكيتيتش من إشبيلية وشتيجن من جلادباخ والمدرب الجديد لويس إنريكي شكلت هذه التعاقدات عودة الفريق للفوز المستمر والتتويج بالألقاب حيث توج باللقب وتوج بالثلاثية للمرة الثانية في تاريخ النادي وفي الموسم الذي يليه كان تألق برشلونة مبكراً مما جعل الفريق مرهقاً في اسابيع الحسم حيث كان برشلونة متصدراً بفارق 12 نقطة حتى شهر إبريل ثم بعد ذلك تراجع أداء الفريق فخسر الكلاسيكو في الكامب نو ومن سوسيداد ومن فالنسيا وأصبح الفارق عن الوصيف المواجهات فقط! لكن لحسن الحظ عاد الفريق بعدما احس ان خسارة اللقب باتت وشيكة لينهض الفريق مرة أخرى ويفوز خمس مباريات متتالية ويتوج باللقب في غرناطة ليحرز برشلونة اللقب 24 في تاريخه وايضاً اللقب السادس في ثمان مواسم.