في ذكرى ميلاده الـ85.. عمر الشريف ابن الإسكندرية الذي صاحب أبطال هوليوود (بروفايل)

الفجر الفني

بوابة الفجر


لم يكن يعلم الفنان عمر الشريف، الشاب المسيحى الذى وُلد فى الأسكندرية فى 10 إبريل عام 1932، باسم "ميشيل ديمتري شلهوب"، متوقعا أن يُكمل مسيرة والده، بعد رغبة الأب فى عمل ابنه معه فى "تجارة الأخشاب"، ما يخبأ له القدر، حيث استطاع أن يصل إلى "العالمية" بخطى ثابتة، وقام بأداء عدد من الأدوار في السينما الأمريكية، كما ترشح الشريف لجائزة الأوسكار، ونال ثلاث جوائز غولدن غلوب وجائزة سيزر.
 
عَشِق الشريف، التمثيل منذ صغره، وكانت البداية فى الثانية عشر من عمره، حيث خاض الشريف، تجربة التمثيل من خلال المسرح المدرسي على خشبة مسرح كلية فيكتوريا في الإسكندرية، ثم ضحك له القدر ليخوض أولى أفلامه مع المخرج الكبير يوسف شاهين، الذى رشحه إلى دور البطولة فى فيلم "صراع فى الوادى" مع شريكته فى النجاح الفنانة فاتن حمامة.

ومن المحطات الفارقة فى حياة العالمى عمر الشريف، نشوب الحب بينه وبين الفنانة فاتن حمامة، وكانت قبلة فى نهاية أولى أفلامهما سويا "صراع فى الوادى"، هى شرارة حبهما الأولى، وجاءت بمثابة اعتراف من "فاتن" على حبها له، بعدما صارحها بمشاعره تجاهها أثناء تصويرالفيلم، وتعتبر قصة حبهما من أشهر القصص فى الوسط الفنى، الأمر الذى لم ينكره كلاهما حتى بعد انفصالهما عام 1974.

وكما يُقال أن "الحب يصنع المعجزات"، أجبر حب الشريف، للفنانة فاتن حمامة، على إعلان إعتناقه الدين الإسلامى، والزواج منها عام 1955، ودام زواجهما لمدة 15 عام، وأثمرعن ابنهما الوحيد "طارق"، وأوضح الشريف، خلال تصريحات صحفية  أسباب الطلاق قائلا: ""تركت فاتن بعد أن رفضت السفر معي، فلا أريد أن أخونها، ولأنني أريد أن أكون وفيا لها طوال حياتي".

شق الشريف، طريقه إلى العالمية بلقائه مع مكتشفه المخرج دافيد لين، ليقتحم بعدها مجال السينما العالمية، ويقدم  فيلم "لورنس العرب" عام 1962م الذي حقق له الكثير من الشهرة والجماهيرية بالخارج، ليستمر نجاحه ببطولة فيلم "دكتور زيفاجو"، والذى شاركه به نجله "طارق" فى الثامنة من عمره، وتوالت أعماله التي منها "الرولز رويس الصفراء"، "الثلج الأخضر"، "الوادي الأخير"، "بذور التمر الهندي"، "المماليك"، "جنكيز خان"، "ليلة الجنرالات"، "فتاة مرحة"، "مايرلنغ" و"الموعد".

وكما استطاع الشريف، أن يثبت أقدامه فى عدد من أدواره فى السينما العالمية، التى كانت سببا مباشرا لإهمال زوجته وبيته، محققا نجاحا كبيرا وشهرة جماهيرية واسعة، قدم الشريف، عدد كبير من الأفلام الناجحة والهامة فى تاريخ السينما العربية، وقاسم الشريف، زوجته فاتن حمامة، النجاح فى عدد من الأفلام، ومنها: أيامنا الحلوة، صراع فى الميناء، لا أنام، سيدة القصر، ونهر الحب.

دق قلب الشريف، مرة أخرى كاشفا خلال تصريحات صحفية لصحيفة "الشرق الأوسط"، عن وقوعه فى حب الممثلة الفرنسية أنوك إيميه، قائلا: "بدأت قصة الحب عندما قدمت دورا عصريا في فيلم الموعد، إخراج سيدني لوميت، وأمام أنوك إيميه، تلك الفتاة الرقيقة التي اقتحمت عالمي بهدوء لتصبح جزءًا أساسيًا من حياتي لا يمكن الاستغناء عنه.

وأضاف: "أنوك إيميه أكثر النساء غرابة فتاة رائعة الجمال ذات صفات لم أجدها في امرأة أخرى، فهي تعرف بالضبط كيف ترضي الرجل الذي تحبه، توفر له كل الأشياء التي يحبها ويريدها، وفي اللحظة التي يريدها، تُسعده بمجرد جعله يشعر أنها هي الأخرى سعيدة"، لكن أصر الشريف على إخفاء سبب الانفصال، لضيفه سرا إلى صندوق أسراره في حياته.

شهد المشوار الفنى للفنان العالمى عمر الشريف، حصوله على عدد كبير من الجوائز، تقديرا لما قدمه فى السينما المصرية والعالمية، حيث حصل على جائزة الجولدن جلوب ثلاث مرات كأفضل ممثل صاعد عن فيلم "لورنس العرب" عام 1963م، وكأفضل ممثل مساعد عن نفس الفيلم في نفس العام، وأفضل ممثل درامي عن مسلسل "دكتور زيفاجو" عام 1965م، كما رُشح لجائزة الأوسكارعام 1962م، عن أفضل دور مساعد في فيلم لورنس العرب، بالإضافة إلى جائزة سيزر كأفضل ممثل عن دوره في فيلم "السيد إبراهيم وزهو القرآن" لفرانسوا ديبرون، وجائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله، وفي عام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديراً لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية.

اختتم الشريف، حياته الفنية، بتقديم فيلم "حسن ومرقص" مع الفنان عادل امام، والذي أثار جدلاً واسعاً في المجتمع المصرى بين المسلمين والمسيحيين، وكان أول عرض لهذا الفيلم يوم الأربعاء 2 يوليو 2008، كما قدم فيلم بعنوان "المسافر" مع الفنان خالد النبوي وهو من إنتاج وزارة الثقافة المصرية، ليواجه الشريف، مرضه بالزهايمر، الأمر الذى أعلنه نجله فى 23 مايو عام 2015، مؤكدا أن والده كان يعاني لتذكر أبرز وأشهر أفلامه، كما أنه لم يعد يميّز بين معارفه، ثم وفاته فى 10 يوليو 2015، عن عمر يناهز الـ83 عام من النجاح.