بعد بث فيديو "صاعقات القلوب".. عسكريون: "فوتوشوب" يستهدف تفكيك الوطن وتشتيت الجيش

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


حسين: فيديو ولاية سيناء "فوتوشوب" يهدف لتفكيك نسيج الوطن

كاطو: استغلال الأحداث الأخيرة في مصر لإثبات وجودهم على الساحة

مظلوم: استغاثة تنظيم ولاية سيناء بكلمات أمير داعش رسالة غرضها تشتيت الجيش

عكاشة: هؤلاء القناصة ينتمون لداعش سوريا وليسوا تنظيم "ولاية سيناء"

                         

عقب بث تنظيم "ولاية سيناء"، مقطع فيديو أطلق عليه "صاعقات القلوب"، يكشف استهداف جنود الجيش المصري في سيناء، أكد بعض المراقبون في الشأن العسكري أن هذا الفيديو ما هو إلا فيلمًا مفبركًا باستخدام برامج "الفوتوشوب"، بهدف تفكيك نسيج الوطن، ونشر ونشر الرعب بين المواطنين المدنيين.

 

وبث تنظيم "ولاية سيناء"، مساء أمس الثلاثاء، مقطع فيديو أطلق عليه "صاعقات القلوب"، يكشف استهداف جنود الجيش المصري في سيناء، عن طريق اختفاء قناصي التنظيم بلباس صحراوي لأخذ مواضعهم، فضلاً عن حملهم سلاح قنص وقتل 10 جنود من الجيش المصري، فيما شرح الفيديو كيفية قنص الجنود بأسلحة متقدمة وحصول عناصر داعش على دورات تدريبية تجعلهم مهرة في القنص.

 

كشف عدم صحة الفيديو

كشف بعض المختصين في تحليل الأفلام القصيرة، وبرامج "الفوتوشوب"، فبركة فيديو "صاعقات القلوب"، موضحين عدة نقاط أبرزها:

 

سماع صوت الرصاصة

سماع  صوت الرصاصة وتظاهر أحد المشاركين في الفيدو على أنه أصيب ويسقط على الأرض بشكل مبالغ فيه، كشف أن الفيدو ليس له أي أساس من الصحة، وذلك لأن سرعة الرصاصة 1250 متر في الثانية،  بينما سرعة الصوت في الهواء في ظروف مثالية، هي 331 متر في الثانية، وهذا يعني أن الرصاصة أسرع من الصوت بحوالي 3 مرات و نصف، فرق أربع ثواني تقريباً.

 

الدبابة بلا هوية

ظهور الدبابة في الفيديو بلا هوية، يؤكد أن الفيديو لا أساس له من الصحة، نجم هذا الخطأ أثناء الإخراج، والذي يتشابهة بشكل كبير مع إخراج فيلم قناة الجزيرة "العساكر".

 

الرسم البياني مقلوب

الرسم  البياني الذي يتضمنه الفيديو "مقلوب"، ويشير لأعلى، بالإضافة إلى عدم وجود مدى ثابت "البندقية المستخدمة  في القنص بشكل عام  يقاس مداها من 100 متر إلي 1000 متر، حسب المتغيرات، فضلا عن  نوع السلاح، وسرعة الرياح و الرطوبة، وعوامل فيزيائية، افتقر الفيدو اتقانها".


وفي ضوء ما سبق تستعرض "الفجر"، تباين آراء بعض المراقبون المختصون في الشأن العسكري والأمني، حول هذا الموضوع الشائك، خلال السطور التالية.

 

فيديو  مفبرك.. "فوتوشوب"

قال اللواء زكريا حسين، أستاذ العلوم الاستيراتيجية، إن بث تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم الدولة، فيديو يوثق قنص عشرات الجنود المصريين في رفح والعريش، ما هو إلا حرب نفسية، موضحًا أن هذه الحرب تتغلغل في عقول المواطنين من خلال إظهار معلومات مصورة وعرضها باستخدام الطرق التكنولوجية السريعة، كـ "مواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات الفيديوهات"؛  لكي تبث أخبارًا تؤدي إلى الإحباط، واليأس وخيبة أمل في المستقبل، وهذا الهدف الحقيقي من تصوير هذا الفيديو.

 

وأضاف "حسين"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن هذا الفيديو ما هو إلا عملية خداعية، اعتادت عليها هذه الجماعات، واصفًا بأنه عبارة عن فيلم من انتاج برامج "الفوتوشوب"، انفقت على إخراجه بهذه الدقة بعض الدول التي تريد بمصر سوء، في إشارة منه لقطر، بهدف تفكك نسيج شعب مصر.

 

وأشار أستاذ العلوم الاستيراتيجية، إلى أن الفرق في محتوى الفيديو لولاية سيناء كبير مقارنة بفيديوهات تنظيم داعش في كلاً من "العراق، وسوريا"، فالأولى يعتبر ما هو إلا عملية "مفبركة"، القصد منها الوقيعة والفتنة بين الجيش والشعب المصري، أما في العراق وسوريا فالأمر مختلف، لأنه بالفعل انتشرت الفتنة بين أفراد الشعب وتفتت هذه البلدان، وبالتالي تكون الفيديوهات المنشرة من تجاههم من أرض الواقع، لكن مصر ظروفها المعيشية والسياسية مختلفة كليًا.

 

استغلال للأحداث بهدف وجودهم

في سياق متصل قال اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستيراتيجي، إن نشر الفيديو في هذا التوقيت تزامنًا عقب أحداث انفجارات الكنائس في مصر مباشرة يؤكد أن الهدف من بثه هو إثبات أنهم وجودهم قائم على الساحة، مشيرًا إلى أن الأحداث التي يتضمنها الفيديو ليس لها أساس من الصحة، لاسيما وأن مصر تمتلك مخابرات استخباراتية قوية، فضلا عن أن منطقة جبل الحلال تطهرت من الإرهاب، والجيش المصري مسيطر على المنطقة.

 

وأضاف "كاطو"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن هذا الفيلم ما هو إلا فيلما قصيرًا صورته ولاية سيناء بحرفية عالية في التصوير، وامكانيات في الأدوات، مثلها مثل الأفلام "الأكشن"_بحسب وصفه- ، بغرض التشكيك في امكانيات الجيش المصري، والضرب في المخابرات الاستتخبارتية بمصر.

 

وأشار الخبير الاستيراتيجي، إلى أن الفيديو لن يزيدنا إلا إصرارًا وإيمانًا ودعمًا للجنود المصرية الذين يدفعون أرواحهم فداءً للوطن، فضلا عن دعم الجميع الجيش المصري،  ومكافحة الإرهاب لاسيما في سيناء.

 

استغاثة غرضها تشتيت الجيش

ويرى اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستيراتيجي، أن بث فيديو يتضمن مشهد استهداف رجال الجيش في سيناء، يعتبر ورقة يحاول التنظيم اللعب بها عقب فشلهم الذريع في انتشارهم في سيناء عقب تطهير القوات المسلحة المنطقة، وعقب إعلانها مكافحة الإرهاب بدعم دولي.

 

وأوضح "مظلوم"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن استغاثة تنظيم ولاية سيناء، ببعض كلمات أبو بكر البغدادي، أمير داعش، تعتبر رسالة هدفها أنهم على وصال، غرضها تشتيت الجيش المصري، وبث الرعوب في قلوب المواطنين في مصر، بأننا من الممكن نكون مثل "سوريا والعراق".

 

وأشار الخبير الاستيراتيجي، إلى أن ولاية سيناء إذا كانت تمتلك هذه الأدوات المتقدمة، وهذا العقل المدبر كانت قامت بعمليات إرهابية ممنهجة، ولكنها فشلت بعد سيطرة الجيش على سيناء.

 

القناصة ينتمون لداعش سوريا

من جانبة قال خالدعكاشة، الخبير الأمني، إن هؤلاء القناصة ينتمون لداعش سوريا وليسوا تنظيم " ولاية سيناء"، والأرجح أنهم تسللوا لمصر سواء عبر الأنفاق أو بحرا وانضموا لصفوف التنظيم من أجل المساعدة في القتال ولملمة قوات التنظيم التي تواجه حربا شرسة وتصفيات مستمرة من جانب قوات الجيش المصري.

 

وأضاف "عكاشة"، في تصريحات صحفية له اليوم، أن من خلال الفيديو، يتبين أن هؤلاء ضمن العناصر التي تدربت في معسكرات التنظيم في الرقة بسوريا، لأن داعش سيناء ليس لديه معسكرات تدريب على مثل هذه العلميات التي يتم فيها استخدام تقنيات متطورة وتدريب العناصر على يد متخصصين وبطرق مبتكرة .

 

وأشار الخبير الأمني، إلى أن الفيديو يكشف أيضا عن وجود أسلحة متقدمة حصلوا عليها من دول وليس منظمات إرهابية.