أحمد شوبير يكتب: الجمعيات العمومية تم قتلها باسم القانون

الفجر الرياضي



صفحات الوزراء أفضل بكثير من حوارات الوزير عبر الفيسبوك

■ لابد من إيقاف هذا الإسفاف سريعا وبالقانون

يعرف الجميع مدى علاقتى الطيبة بالسيد الوزير خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة وهى علاقة قائمة على الاحترام المتبادل فلى حق النقد مثلما له حق الشكر وهى العلاقة التى أخذتها منهجا فى كل علاقات العمل المهنى، وأذكر أننا اختلفنا كثيرا جدا ولكنه دائما وللحق خلاف قائم على الاحترام كما قلت وكم جمعتنا جلسات داخل الوزارة وداخل البرامج التى أتشرف بتقديمها، واجهته خلالها بكل السلبيات وأوجه النقد وتحملها الرجل بصدر رحب وبرر بعضها واعترف بالبعض الآخر ونفى كثيراً منها كل هذا فى إطار من العلاقة الطيبة المحترمة، وأذكر آخر خلاف بينى وبين الرجل حول عدم تنفيذه حكما قضائيا باستبعاد عضوى من أعضاء اتحاد الكرة المصرى وتبريره أنه لم يتلق الصيغة التنفيذية للحكم وقد أثبت له بعد ذلك أن وزارته تلقت الحكم بالصوت والصورة ولكنه ظل على موقفه من أنه لم يتلق الصيغة التنفيذية وظللت على موقفى من أنها موجودة داخل اتحاد الكرة وداخل الوزارة، ورغم ذلك ظلت علاقتنا كما هى ود واحترام ولعل من المواقف الشهيرة بينى وبين الرجل هو وقوفى الشديد معه فى موضوع مركز شباب الجزيرة، حيث هاجمه الكثيرون بحجة المبالغ المالية الضخمة التى صرفتها الدولة على تجديد وإعادة تجهيز المركز بل إن الأمر وصل إلى التجريح الشخصى ولكننى وعن قناعة تامة ساندت الوزير بل طالبته بأن تستمر هذه السياسة الجديدة لأنها السبيل الوحيد للارتقاء بالرياضة ولممارسة الشباب الأنشطة بعيدا عن إحراز البطولات والحمد لله أنه وبعد وقت ليس بالطويل ثبت أن الوزير كان على حق فى قضية النادى الأهلى ورغم حساسية الموقف إلا أننى لم أنسق إلى حملات الطعن فى الرجل وأعطيته بعضا من العذر رغم الانتقادات التى طالتنى شخصيا وغيرها الكثير من المواقف التى اختلفنا واتفقنا دون أن نفقد احترامنا لبعضنا البعض.

ولكن هذه المرة ليسمح لى السيد الوزير أن اختلف معه وبشدة بل بعنف فى قضيتين الأولى هى قضية الجمعيات العمومية للأندية والاتحادات والتى يريد الوزير أن يعظم دورها فى القانون الجديد وأنا معه وبشدة ولكن للأسف دون ضوابط حقيقية ولعل ما حدث مؤخرا فى الجمعيات العمومية للأندية لهو خير مثال من أننا نسير للخلف وأن كل ما حققناه فى السنوات الأخيرة من تفعيل حقيقى للجمعيات العمومية ودورها نفقده وبسرعة غريبة ورهيبة فمثلا هل يمكن أن يطلب أن يكون هناك 25 ألف عضو جمعية عمومية لنادٍ مثل سموحة حتى تستطيع الجمعية أن تقوم بدورها فى محاسبة مجلس الإدارة أو تجديد الثقة به رغم انبهارى الشديد بكل ما حدث داخل هذا النادى حتى أصبح قطعة من أوروبا يفخر بها الجميع ولكن وبكل أسف ضاعت الفرصة بسبب هذه اللوائح الغريبة والتى تنص على وجوب حضور ما لا يقل عن 25٪ من أعضاء الجمعية العمومية فيكون نصا بها قانونيا؟!

وعلى هذا المنوال سارت معظم الجمعيات العمومية للأندية بل والاتحادات المختلفة؟ وأعتقد أن هذه القضية تتطلب من السيد الوزير أن يعيد التفكير فى هذه اللائحة الغريبة والمجحفة للجميع سواء كان مجلس إدارة يريد أن يسعد ويفرح بما قدمه أو للجمعية العمومية والتى تريد أن تحاسب أو تشكر الإدارة هذه أولى القضايا.

أما الثانية فهى تواصل السيد الوزير مع الناس عبر الفيس بوك وهى ظاهرة تستحق الهدوء والدراسة فمبدأ التواصل مع الناس فى الأصل شيء حميد وجميل ونسعى جميعا لتفعيله وزيادته، ولكن السؤال مع من؟! وكيف؟ وهل لدينا من الثقافة ما يكفى للحوار المحترم المتزن مع شخص بحجم الوزير أيا كان؟ أنا أعتقد أن الوزير أخطأ خطأ فادحاً عندما سمح بالجدل حول قرارات اتخذها أو لم يتخذها وسمح لبعض الخارجين عن النص والقانون بالتطاول عليه شخصيا وهو أمر مرفوض تماما بل واجب على السيد الوزير أن يتقدم ببلاغات قذف وسب ضد كل شخص تطاول ونتلفظ على شخص الرجل الذى اعتقد أننا نعيش فى أوروبا وأن الحوار هو السبيل الوحيد للإقناع فنال من الأذى النفسى وهو أب وجد نال من السباب ما لا يمكن لأحد أن يصدق أنه يصدر من شخص سوى ومتربى ومن أصل هذا الشعب المصرى الطيب.. لذلك أرى أنه أصبح لزاما على السيد الوزير أن يتوقف تماما عن مثل هذه الحوارات والتى يجانبه هو أيضا الصواب فى بعض ردوده والتى يبدو أنها تصدر منه وهو فى حالة غضب وضيق ومن ثم الهجوم الضارى الذى يتعرض له وبالمناسبة لا مشكلة على الإطلاق من الهجوم والنقد والاختلاف ولكن المشكلة الحقيقية هى فى هذا التدنى الأخلاقى اللا محدود من البعض فى مخاطبة مسئول أياً كان مركزه ووظيفته ولا أرى مناصا من أن يتواصل السيد الوزير عبر صفحة مخصصة للوزارة يكون لها مسئول إعلامى وهى بالمناسبة موجودة من الأصل لتنشر فيها الوزارة آراء السيد الوزير وقراراته وتكون مؤمنة تماما ضد كل خروج عن النص والقانون وحتى نحفظ للوزير هيبته ومكانته بدلا من الإسفاف والابتذال الذى نراه فى كل مكان فى وسائل الإعلام خصوصا عبر صفحات التواصل الاجتماعى أو السوشيال ميديا كما يقولون وجزى الله من أدخل لنا حوارات لم نشاهد لها مثيلا فى مصر من قبل.