نادية صالح تكتب: عندما سألتنى "أم سيد" بياعة الخضار: هو الرئيس السيسى بياكل رنجة وفسيخ؟!

مقالات الرأي



قبل شم النسيم بيومين جاءنى «سيد» ابن «أم سيد» بياعة الخضار اللى كلمتكم عنها قبل كده كتير واللى بحس إنها «مفكرة» أيوه «مفكرة» إنها لا بتقرا ولا بتكتب لكن عقلها شغال ومهتمة بكل حاجة حواليها وبتحب بلدها قوى زى مالاحظتوا قبل كده..، المهم.. «سيد» ابنها كان جايب لى من نفسه كده حزمتين «ملانة» وحزمة بصل أخضر طازة يفتح النفس ومعاهم شوية خضار «فلفل أخضر على طماطم وخيار، ويادوب حاقوله: متشكرة يابني.. بس أنا ماليش فى الملانة وولادى مايعرفوهاش وسمعت إنها بتجيب براغيت...، لسه ما خلصتش كلامى لقيت «أم سيد» قدامى..

أم سيد: مش ممكن يعدى شم النسيم كده من غير ما أشوف حضرتك.. بس زعلتينى لما قلت ما بتكاليش ملانة..

أنا: معلش يأم سيد.. دا حتى الولاد ما يعرفوهاش

أم سيد: هى إيه الحكاية.. الملانة كمان حتحصل «السريس»

أنا: السريس؟!! آه صحيح كنت ساعات أشوف أبويا يأكله وكان بيحبه قوي.. هو شبه الجرجير كده.

أم سيد: دا مفيد قوى يا ست نادية.. بس وحياتك الناس مبتقتش عارفة عنه حاجة وطبعا ما بتطلبوش.. معقولة ياخواتى؟!

أنا: معلش يأم سيد.. حاجات بتروح وحاجات بتيجي..

أم سيد: وطبعا حضرتك ملاحظة أن أنا وأبو سيد أول الشتا مراعيين ربنا فى الأسعار، وزعلت منك شوية لما قلتيلى «أوعى تكونى بتدينى أنا بالذات بسعر أرخص شوية، وحلفتلك إن بينى وبينك ربنا.

أنا: لا.. مانا عارفة وأكيد فيه زيك ناس بياعين لكن مش كتير بدليل الأسعار النار الزيادة عن اللزوم.

أم سيد: المهم.. أنا عايزة اسأل حضرتك النهارده «يا ترى الرئيس السيسى بياكل رنجة وفسيخ زينا؟!»

أنا: «طبعا مت من الضحك» وقلت لها: أنا ايش عرفني؟! الله أعلم.. بس على العموم معظمنا احنا المصريين بيحب الرنجة والفسيخ.. وممكن قوى يكون زينا..، إنما بتسألى ليه ومهتمة قوى كده؟! غريبة؟!

أم سيد: لأن الرنجة والفسيخ كانت أكل الغلابة فى شم النسيم بس.. دولقتى بقوا «نار» وأسعارها غليت قوي.. ونفسى يكون السيسى لاحظ ده ويشوف حل.

أنا: تصدقى كلامك صح..، أنا الحقيقة اشتريت نص كيلو رنجة لأنى ما بقتش أقدر على الفسيخ ومشاكله فى معدتى، واشتريت معاهم شوية بسطرمة وكام رغيف عيش.. دفعت فيهم أكتر من 200 جنيه.. صحيح غاليين!

أم سيد: آه طبعا.. بس نصف كيلو دا إيه.. الناس اللى عندها عيال كتير بتشترى 2 وتلاتة كيلو.. يعملوا إيه دول بقي؟! والخيبة الكبيرة بقي.. فى رمضان.. طبعا الناس الطماعة دى حتغلى الأسعار أكتر.. طب وبعدين يا ريس ؟!

أنا: أنت رايحة على طول على الريس.. كويس.. بس خدى بالك.. احنا كمان لازم نكلم نفسنا؟!

أم سيد: ازاي.. حنتجنن لا مؤاخذة؟!

أنا: لأ.. بس حاقولك ازاى نكلم نفسنا.. يعنى لازم نفكر ونقول لبعض ان التاجر اللى حيزود الأسعار ويطمع جامد ربنا مش حيتقبل منها صيامه ولا صلاته.

أم سيد: أى والنبي.. صيام إيه! وصلاة إيه وهو بيدبح فى الناس.

أنا: وضرورى ننشر ونقول الكلام ده.. وتقوليه لأصحابك والتجار اللى بتعرفيهم يأم سيد.

أم سيد: هى دى فتوى من المشايخ سمعتيها حضرتك؟!

أنا: مش ضرورى تكون فتوى من مشايخ.. احنا نشغل عقلنا ونشوف دينا اللى بيقولنا «إن الدين المعاملة» فلازم نعامل بعض بالمعروف وبالخلق الحسن. مش كده يأم سيد؟! وده حيخلينا نتصرف بأخلاق وما نسمعش إلا الكلام المعقول وما نجريش ورا شوية خرافات وتخريف بيقولوه الناس إياهم؟!

أم سيد: معاك حق يا ست.. بس الريس والحكومة ياخدوا بالهم معانا ويخوفوهم عشان ما يرفعوش الأسعار أكتر من كده.

أنا: طبعاً يأم سيد ودا شغلهم.. وزى ما أنت شايفة المشاكل كتير وربنا معانا كلنا.

أم سيد: كل سنة وأنت طيبة.. وياريت تاخدى شوية ملانة حتحبيها ويمكن الولاد يحبوها كمان.

أنا: وأنت طيبة يأم سيد يا جميلة.. حاضر عودين بس عشان خاطرك وسلمى على أبو سيد ويديك الصحة.