بعد تفجيرات طنطا والإسكندرية.. حركة تنقلات سرية تجتاح صفوف فرق الكشافة الكنسية

العدد الأسبوعي

فريق الكشافة الكنسية
فريق الكشافة الكنسية


فى إطار من السرية، اجتاحت حركة من التنقلات صفوف فرق الكشافة بالكاتدرائية المرقسية، بعد عدة مصادمات ومشاحنات حادة حدثت بين فئة القياديين القدامى، الذين بقوا فى أماكنهم دون تغيير منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث، وبين أجيال الكشافة الشابة، التى تطمح فى الصعود وأخذ دورها المؤجل.

وبدأت إجراءات النقل، بعد إخفاق قوافل الكشافة فى منع الإرهابى من الوصول للمصلين فى البطرسية، وتمكنه فى تفجير نفسه بالحزام الناسف. وصولاً إلى حادثى طنطا و الإسكندرية، الأخيرين، خاصة أن الكشافة من المفترض أن لهم دوراً بروتوكولياً، مكملاً لدور قوات الأمن المسئولة عن تأمين الكنائس، وفحص الوافدين، وأيضاً عملية التنظيم الداخلى بالكنائس على مستوى الجمهورية.

وأكدت مصادر بالكنيسة المرقسية أنه تم إجراء تحقيق موسع مع قيادات الكشافة، بمعرفة لجنة إدارة الأزمات، وخلصت التحقيقات إلى إلقاء تلك القيادات فشلهم على شماعة نقص الإمكانيات.

حركة التنقلات لم تعتمد على الإخفاقات الأمنية فقط، بل امتدت إلى أن فرق الكشافة تحولت إلى أداة سياسية فى يد بعض رجال الأعمال وأصحاب المصالح، الذين يرغبون فى معرفة تحركات الأساقفة وقيادات الكنيسة، للاعتماد عليها فى تكوين شبكة علاقات ودعم علاقاتهم القديمة مع المسئولين الحكوميين الذين يترددون على الكاتدرائية.

كما أن بعضهم لعب دور الوسيط فى تنظيم لقاءات بين قيادات الكنيسة، وبعض الشخصيات العامة نظير مكافآت تمنح لهم فى الخفاء.

وكانت الأشهر الأخيرة قد كشفت أن بعض قيادات فرق الكشافة تسيطر على دعوات العيد، أحدهم القيادى «م.م» الذى يعمل فى مجال المحاماة، وكان أحد أهم أسباب تفجر الأزمة وضرورة إجراء تغييرات على مواقع قيادات الكشافة، حيث هيمن على عملية توزيع الدعوات، وكان يمنحها لمن يجد أن وراءهم مصلحة شخصية له، وهو ما دفع مجموعة من خدام الكنيسة، والمحامين الأقباط لتقديم مذكرة بهذا الخصوص للبابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وطالبوه بإعادة هيكلة الحركة الكشفية برمتها، وتغيير قياداتها بشكل سريع .

وكشفت مصادر كنسية لـ«الفجر»، عن وجود حالة من الغضب بين قطاع شباب الكشافة على القيادة القديمة ممثلة فى الدكتور صموئيل متياس «القائد العام لفرق الكشافة والمرشدات بالكاتدرائية»، الذى يعد من أقدم القيادات التى لم تتغير، ويرونها أخفقت فى مسئوليات مختلفة، ومما زاد الغضب هو تعيينه مؤخراً فى منصب حساس، كرئيس للجنة المراسم بالمجمع المقدس، وفى الوقت نفسه يرتبط بعلاقة بيزنس مع أحد مشاهير رجال الأعمال، الذى يشاركه فى محل تجارى بمطار القاهرة، وهو من دعمه لدى صناع القرار بالكنيسة للوصول لذلك المنصب.

وأوضحت المصادر أن شباب الكشافة كونوا جبهة قوية لدعم الكابتن أيمن إدوارد، فى مواجهة متياس، وكيرلس نادى، أحد أقاربه ومساعديه.

تقوم الجبهة حسب المصادر بجمع توقيعات تطالب بإعادة هيكلة الإدارة الكشفية الكنسية، وإحلال دماء جديدة، تطلع بمزيد من التطوير، وتمتلك رؤى تتماشى مع التحديات الحالية، وذلك من خلال انتخابات مباشرة من أعضاء الكشافة على مستوى جميع الإيبارشيات، وتدعم الجبهة مطالبها بأن لجنة الميزانية والمصروفات بالكنيسة، تعاقدت على مجموعة من معدات التفتيش المتطورة، من كاميرات وأبواب إلكترونية، وأدوات أخرى تحتاج لأفراد على مستوى عالٍ من المهارة والتدريب للعمل عليها.