عمرو الهلالي يكتب: "انكلاب" في جزيرة "الانكلابيين"

مقالات الرأي

عمرو الهلالي - ارشيفية
عمرو الهلالي - ارشيفية


يحكى أنه في أحد القرى البعيدة عن المدينة العامرة فوجئ الأهالي بصبي يقتاد والده المقيد بالحبال لسفح أحد الجبال القريبة من القرية وبيده سكين مشهر يقطر من هنده الدم.

 

والعجيب – والعهده على الراوي – أن الأب كان مغلوبًا على أمره، يسير بلا أي هلع أو اعتراض إلى مصيره المحتوم ولا يطلب النجاة من سكين ابنه المشهور.

 

إلا أن الأهالي المذهولين من هول الموقف أمسكوا يد الابن التي كانت تهم لتغمد السكين في قلب أبيه المستكين قبل أن يلومه المجتمعون على صمته وترك حياته بدون مقاومة فأجابهم أنه لم يقاوم ولن يقاوم لأنه قتل والده بنفس الطريقة منذ سنين وكما تدين تدان.

 

كذلك الحالة يا أصدقاء في جزيرة "الانكلابين" القابعة في أقصى شرق شبه الجزيرة العربية والتي لا ترى إلا بواسطة "عدسة" مكبرة وتبلغ مساحتها للتقريب أقل من ربع مساحة منطقة شبرا في القاهرة المحروسة إلا أنها أغنى من سكان هذه المنطقة ب200 ألف ضعف على الأقل وتخرج أرضها "الصغيرة " مليون برميل من البترول الخام يوميًا تجعلها من أغنى "الدويلات" عبر العالم.

 

ولكن تاريخها – إن استطعنا أن نقول أن لها تاريخ - هو سلسلة من "الانكلابات" حتى ظننت وأنا أراجع هذه السلسلة المعقدة من الانقلابات أنه لو اجتمع قطريان فإنهما على الفور يبحثان عن ثالث ينقلبان عليه؟؟

 

إنها جينات الإنقلاب إذا ما تحكم مزاج هذه الدويلة التي تعاني من صيف تصل فيه درجة الحرارة الى ما فوق الخمسين درجة مئوية ويفضل حكامها من بيت "ال ثاني" السفر إلى أوروبا صيفا حتى لو كانت سنة أهل البيت أن تكون إنقلاباتهم صيفا ورجالات الدولة يتمتعون بصقيع أوروبا.

 

"الإنكلاب" في جزيرة الإنكلابين جين موروث يورث من الأب للابن ولابن العم في أحيان كثيرة وانتقال السلطة في هذه الجزيرة الغنية يأتي " سلميًا" عبر "انكلاب" يدعونه في كل مرة أنه انقلاب ناعم ويعرفه السياسيون بإنه انقلاب مخطط له وموافق عليه من القوى الإقليمية جميعها وبمباركة الأمريكان ومن ورائهم الطفل المدلل إسرائيل وبعد إخبار وإعلام دول المنطقة المهمة مثل السعودية وإيران، إنه انقلاب ناعم بموافقة الجميع حتى "المنقلب عليه" والذي يتعامل مع "الانكلاب" بطريقة الأب الذي ذبح والده وينتظر يوما يذبحه سكين إبنه.

 

إنها لعنة الانقلاب التي تحكم مزاج الجزيرة التي تضيق بأهلها المليونين الذين يعيشون في كنف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة والتي يعتبرها المحللون العسكريون – الجزيرة – حاملة طائرات كبيرة في طرف الخليج العربي وأموالها التي لا تحصى يستخدمها صقور البنتاجون في دعم الأصولية الدينية حول العالم العربي بعيد ثورات الربيع العربي بعد أن قدم لهم حمد دعما ماليا لحماية عرشه قبيل حرب الخليج بتجهيز الجزيرة الصغيرة بأكبر قاعدة أمريكية في منطقة "العديد" وأنشأ لذلك مدرج يعتبر الأطول في جميع مطارات الشرق الأوسط إذا يبلغ طوله 4500 مترًا وحظائر الطائرات فيه ترتفع عالية كالجبال وقد بلغت تكلفة بناء هذا المطار أكثر من مليار دولار رغم ان قطر لا تمتلك اكثر من 12 طائرة حربية مع استعداده المعلن لتطوير القاعدة ب400 مليون دولار إضافيه لترفيه الجنود الامريكان العشرة الأف والتي تجاهر أمريكا بإنهم باقون في الامارة الوراثية الدستورية الى أن يشاء الله ؟؟ .

 

تميم الأمير الحالي والذي أصدر القرضاوي فتوى بقتله في عام 2005 لاتهامه بالشذوذ الجنسي أكمل مسلسل "الانكلاب" في جزيرة "الانكلابين" على والده حمد بن خليفه ال ثاني الذي كان هو الاخر صاحب "الانكلاب" على أبيه خليفه ال ثاني والذي وصفته وسائل الاعلام العالمية بالانقلاب الناعم التليفزيوني ووالده مسافر الى أصقاع أوروبا يستمتع بعيدًا عن صيف الجزيرة الحارق وهو لا يعلم أنه صيف الانقلابات وميعاده في قطر مع اتهامات الابن حمد للوالد بالاختلاس والسرقة وهو الذي من قبل قد إنقلب عسكريا على ابن عمه الشيخ أحمد بن على ال ثاني أول حاكم للجزيرة بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1971 ، وكأن سنة أهل البلاد نقل السلطة عبر مؤامرات ودسائس الانقلاب السلمي ،  والعجيب أن الجزيرة التي طلع لها "جزيرة" تهاجم ما تسميه الانقلاب في أرض المحروسة ليلا ونهارا غاضة الطرف أنها تعيش في أرض " الإنكلاب " والإنكلابين .

 

واللي بيته من "انكلاب" ما يحدفش الناس بالطوب