جرائم "آل ثاني".. تعرف على التاريخ الأسود لانقلابات أمراء قطر

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


"قتل الأشقاء، وانقلاب على الآباء، تمرد، اغتيالات"..هذه بعض الأعمال الإجرامية التي يمتلئ بها سجل أسرة "آل ثاني" الحاكمة في قطر، التي تفننت في تنويع جرائمها للاستيلاء على حكم المشيخة.

نظام الحكم في قطر
أسرة "آل ثانى" الأسرة الحاكمة في قطر، أخذت اسمها من جدها "ثانى بن محمد"، أول شيخ مارس سلطته الفعلية فى شبه الجزيرة القطرية، فى منتصف القرن التاسع عشر، وتتبع قطر نظام "الحكم بالوراثة"، وترأس حكم المشيخة 8 أمراء، وهم: "محمد آل ثاني، قاسم بن محمد آل ثاني، عبد الله بن قاسم آل ثاني، علي بن عبد الله آل ثاني، أحمد بن علي آل ثاني، خليفة بن حمد آل ثاني، حمد بن خليفة آل ثان، وأخرهم الأمير الحالي تميم بن حمد آل ثانى، الذى تسلم الحكم فى 25 يونيو 2013".

تعددت جرائم "آل ثاني" الأسرة الحاكمة في الدولة القطرية، حيث أن كل فرد حاكم تعددت جرائمه التي نرصدها خلال التقرير التالي عن تاريخ الأسرة الأسود في الجرائم.

جرائم أمير قطر الثاني للإنفراد بالحكم
بدأت "جرائم آل ثانى" مع ولاية "قاسم"، حيث أنه تخلص من "معاون قائم مقام قطر" أى النائب العثمانى لحاكم قطر لرغبته فى السيطرة على الحكم من دون شريك، حيث قام باستئجار مجهول اقتحم منزل مصطفى أفندى، معاون قائم مقام قطر، وقتله مع زوجته بتاريخ 23 مارس 1894، ولم يكن هناك أى شك فى وقوف الشيخ قاسم وراء الحادث، ولكن أسطنبول تغاضت عن الأمر.


وبعد أن تخلص "قاسم" من نائبه العثمانى تفرغ لإزاحة أخيه "أحمد"، كانت السُنة التى وضعها الوالد المؤسس بالتنازل عن الولاية لكبر السن سيفًا على رقبته، فكان قتل أخيه هو المخرج للاستمرار فى السلطة منفردًا ـ كان الحكم آنذاك ثنائيًا بين قاسم وشقيقه ـ حتى آخر لحظة بعد نحو 10 سنوات من قتله نائبه العثمانى لنفس السبب.

الأمير السادس لـ"قطر" والإطاحة بمن سبقوه
عين "على" أميرًا لقطر في 20 أغسطس 1948، ونقل الحكم إلى ابنه "أحمد" فى حياته فى 24 أكتوبر 1960، إلى أن أطاحه ابن شقيقه خليفة بن حمد آل ثانى على جناح انقلاب عسكرى أثناء وجوده فى رحلة صيد بإيران، ليتولى الشيخ خليفة السلطة فى 23 فبراير 1972، ولم يكتف بخلع عمه، وإنما أصدر أمرًا بنفى أسرته ما بين بريطانيا والسعودية، وأبعد عنه أقاربه، حيث كان يخشى انقلابهم.


ووقع قتال على العرش بين "خليفة" وشقيقه "سحيم" أول وزير للخارجية القطرية، انتهى بمقتل الأخير برصاص أنصار شقيقه فى شمال البلاد فى أغسطس 1985.

الأمير القطري السابع.."انقلاب الابن على الأب"
وبعد عشر سنوات حدث الأمر الذي كان يخشاه الشيخ خليفة، وجاءت الضربة من نجله "حمد بن خليفة آل ثاني"، كان "حمد" شريكًا لوالده فى الحكم، فقد تولى قيادة الجيش، وأصبح وليًا للعهد،

وفى يوم الثلاثاء 27 يونيو 1995، كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى أوروبا فى رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج، أقام الشيخ حمد حفل وداع فاخر لوالده فى المطار، قبّل يده أمام عدسات التليفزيون، ثم التفت ليكمل خطته فى خلع أبيه عن الحكم.


بعد مغادرة الشيخ خليفة مطار قطر قطع التليفزيون الرسمى إرساله لإعلان بيان الانقلاب الأول، استدعى "حمد" رموز القبائل والعائلات القطرية إلى الديوان الأميرى للسلام عليهم لكنه بدلًا من السلام فوجئوا به يطلب منهم مبايعته أميرًا للبلاد، وبث مشهد السلام على التليفزيون "صورة بلا صوت".


بعد الانقلاب هاجم الشيخ حمد معارضيه، وذلك بعدما قاموا بإثارة الشغب داخل قطر من خلال الكتابة على الجدران عبارات تدين حمد واصفينه بـ"الأمير الخائن للوطن والأمير والده"، فحاصر معارضيه وألقى القبض على 36 معارضًا خلال أيام قليلة، وضعهم فى سجن فى "بوهامور"، كانت تهمتهم انتقاد نظام الحكم فى أحاديثهم التليفزيونية.


محاولات استرداد الأب العرش.. ورد الابن بإجراءات قاسية على أسرته
وبالتزامن مع سعي حمد لتثبيت أركان عرشه، أصدرت والدته بيانًا من مقر إقامتها الجديد فى أبوظبى تبرأت فيه من ابنها حمد، ومن ولديها عبدالله ومحمد، لأنهما انضما إلى أخيهما فى الانقلاب على أبيهم بعد أن وجدا كفة شقيقهما الأكبر هى الرابحة.



بذل الأمير الوالد خليفة محاولات عديدة من أجل العودة إلى كرسى الحكم مرة أخرى، ففى نوفمبر 1996 كانت محاولة انقلاب جديدة بمشاركة قوة من حرس الأمير خليفة وعددها 300 رجل، ولكنها فشلت، وألقى القبض على 100 متهم من أنصار الأب، وقرر "حمد" دمج حرس والده فى وحدات الجيش القطرى، خوفًا من تحولهم إلى عصابات تؤرقه.


زوجات أمير قطر السابع
تزوج الشيخ حمد 3 مرات، الأولى "الشيخة مريم" ابنة عمه الشيخ محمد بن حمد آل ثانى، وزير التربية والتعليم القطرى الأسبق، وأنجب منها ابنه البكر الشيخ مشعل، ثم ولده الشيخ فهد، والثانية "الشيخة موزة" بنت ناصر المسند، وأنجب منها 7 أبناء وهم بالترتيب جاسم، وتميم، والمياسة، وهناد، وجوعان، ومحمد، وخليفة، والثالثة "الشيخة نورة" ابنة عمه الشيخ خالد بن حمد، وزير الداخلية القطرى الأسبق.


كانت هناك محاولة أخرى للانقلاب على حمد فى صيف عام 2009، وهى المحاولة التى ألقى القبض بعدها على 30 من ضباط الجيش القطرى، ووضع "حمد" العديد من أفراد أسرته قيد الإقامة الجبرية.

صراعات زوجات "حمد" على الحكم
سعت الزوجتان "مريم ونورة" لدى عمهما "خليفة" إبان توليه حكم قطر بأن يعزل زوجهما "حمد" من ولاية العهد، وأن يسند الولاية إلى ابن الأولى "مريم" مشعل بن حمد، وكانت حجتهما أنه مصاب بأمراض فى الكبد تعرقل قدرته على إدارة الدول، ولكن الحقيقة هي للسيطرة وتحجيم نفوذ الشيخة موزة التي كانت تتمتع بالكثير من النفوذ نظراً لأنها زوجته المفضلة.


سيطرة "موزة" على الوضع.. وإهانة ابنها الأول واستجابت الثاني
أبعدت الشيخة موزة "مشعل وفهد" عن ولاية العهد وسعت إلى تسمية ولدها الشيخ جاسم وليًا للعهد، على نشاط والدته الاجتماعى وخروجها إلى الاجتماعات العامة وتخليها عن الزى الذى يجب أن تلتزم به، وهو العباءة البدوية والحجاب المتعارف عليه إلى حجاب عصري لا يتناسب من زوجة أمير دولة خليجية، دفعه إلى الاستقالة من ولاية العهد، وانضم إلى مجموعة دينية سلفية، ووقع الاختيار على ابنها الثانى "تميم" الذى ولد فى 3 يونيو 1980.


محاولة انقلاب جديدة في قطر على الأمير الثامن الحالي
وأفادت تقارير إعلامية غربية مؤخراً، عن أزمة كبيرة داخل العائلة الحاكمة فى قطر حاليًا وخلافات بشأن تقريرا على مكتب الأمير تميم بن حمد حول اتصالات سرية جرت مؤخرا بين والده أمير قطر السابق حمد بن خليفة وشقيقه عبد الله بن حمد آل ثان نائب أمير دولة قطر، حيث نقلت التقارير مخاوف "تميم" حول إذا كانت هذه الاتصالات تمهد لانقلاب جديد داخل الإمارة خاصة وأن "حمد" لا زال يعيش داخل لندن فى ظل انقطاع العلاقات مؤخرا بين أمير قطر ووالده "حمد" ليمثل عبد الله ولى العهد الجديد الذى يستعد لخلافة "تميم".

وكشفت التقارير، أن مخاوف كبيرة تدور فى ذهن الأمير "تميم" حاليًا حول مدى قدرة والده السابق "حمد" على التخطيط للإطاحة به والدفع بالشيخ عبد الله بن حمد أميرًا جديدًا لقطر، وهو ما يكشف الصراع الدائر حاليا داخل الأسرة الحاكمة فى قطر والتى لها اتجاهات ثلاثة حاليا حيث الأمير الحالى "تميم بن حمد" وأخواله "آل سند" والذين يتمتعون بنصيب كبير خاصة فيما يتعلق بإدارة المؤسسات الأمنية، هذا إلى جانب نفوذ الأمير السابق حمد بن خليفة داخل الدوحة والتى لا زالت تمثل قلقا بالغا لدى الطرفين الأولين.




وأكدت مصادر مطلعة، أن الأمير "تميم" عقد جلسة مطولة منذ أسابيع قليلة مع شقيقه عبد الله بن حمد حضرتها الشيخة "موزة" لمناقشة عدد من القضايا التى تخص الأسرة الحاكمة فى قطر، وهو ما يبلور دقة المعلومات التى نقلتها صحف غربية حول الأزمة داخل الأسرة الحاكمة بعد عودة الأمير حمد بن خليفة للمشهد مرة أخرى.