نكشف أسرار "زواج" التنظيم الدولي للإخوان بالمخابرات البريطانية!

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لم تكن تلك المرة الأولى التي يستضيف فيها مجلس العموم البريطاني، جلسات استمال حول الإخوان، من فروع الجماعة في الدول العربية، حيث سبق أن عقد جلسة استماع مماثلة للأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان إبراهيم منير، سرد خلالها أكاذيب عديدة تتعلق بموقف الجماعة من العنف وممارسة الإرهاب، وكذا الموقف من المرأة والديمقراطية وغير المسلمين، دون أن يردَّ عليه أحد أو يفنِّد أكاذيبه، الأمر الذي دعا مجلس العموم لاتخاذ قراره باستمرار وجود الجماعة على الأراضي البريطانية، وما أكده خبراء الإسلام السياسي بأن بريطانيا تتواطئ مع الإخوان.

 

استضافة قيادات الإخوان بلندن

استضافت لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطاني، عدد من فروع الجماعة فى الدول العربية وبعض قيادات مكتب التنظيم بلندن، لإعداد تقرير آخر حول التحقيقات التي أجرتها الحكومة البريطانية فى عهد ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، حول نشاط الإخوان في لندن، حيث طلب إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للجماعة، من أعضاء لجنة الشئون الخارجية بالعموم البريطانى، الاستماع لفروع أخرى للتنظيم، للتعرف على نشاطه من بينها إخوان الإمارات وكذلك الأردن، المقيمين في بريطانيا.

 

جلسة استماع سابقة

وفي يونيو 2016، عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطاني، جلسة استماع لقيادات بجماعة الإخوان المسلمين من مصر وتونس والعراق، حول مفهوم الإسلام السياسي وعلاقته بالنظم الحاكمة استمرت ثلاث ساعات.

 

كان من أبرز الحاضرين: إبراهيم منير نائب مرشد الجماعة، ومروان المصمودي، مستشار زعيم حركة النهضة راشد الغنوشى، وانس التكريتى، مدير مؤسسات قرطبة الحقوقية بتركيا واحد قيادات إخوان العراق، بالإضافة إلى سندس عاصم، منسقة الإعلام الأجنبى السابقة برئاسة الجمهورية خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، والصادر بحقها حكم بالإعدام فى القضية المعروفة إعلاميًا بـ"التخابر الكبرى"، ومها عزام رئيس ما يعرف بـ"المجلس الاستشارى للمصريين بالخارج"، والمحسوب على الجماعة.

 

وتعتبر هذه الجلسات بالنسبة للجماعة ضِمن الغرف المغلقة التي تضم مجموعات من الأكاذيب، فخلال الجلسة السابقة التي عُقدت لإبراهيم منير، سرد عدة أكاذيب تتعلق بموقف الجماعة من العنف وممارسة الإرهاب، وكذا الموقف من المرأة والديمقراطية وغير المسلمين، دون أن يردَّ عليه أحد أو يفنِّد أكاذيبه، الأمر الذي دعا مجلس العموم لاتخاذ قراره باستمرار وجود الجماعة على الأراضي البريطانية.

 

تاريخ العلاقة السرية بين بريطانيا والإخوان

واستمر الغموض يسيطر على علاقة جماعة الإخوان والإنجليز منذ نشأتها وحتى الآن، البداية كانت عام 1928 بدعم بريطاني مباشر، إذ قامت شركة قناة السويس تحت الإدارة البريطانية بتمويل حسن البنا وجماعته، في خطة وضعتها الاستخبارات البريطانية لتعزيز الأصولية الإسلامية، واستمرت العلاقات المتبادلة حتى بعد أن لبست الجماعة جلباب العنف واستمر التواصل فيما بينهم، لمسلسل التكامل بين الطرفين، ففي مارس الماضي اعترف إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان، للمرة الأولى، عن طبيعة العلاقات السرية بين بريطانيا والجماعة، حيث اعترف بوجود علاقة وثيقة بينه وبين الأجهزة الأمنية البريطانية، وعلى رأسها المخابرات البريطانية.

 

بريطانيا تمول الإخوان سرًا

وكشف الكاتب البريطاني الشهير "مارك كورتيس" عن علاقة بلاده بالإخوان، في صحيفة الجارديان، وأكد فيها قيام تحالف بين بريطانيا والجماعة ضد جمال عبدالناصر، تولت بموجبه تمويلها سرًا.

 

وأكد "كورتيس"، أن الإخوان كانت جزءًا من مخطط الإطاحة بـ"عبدالناصر" أثناء حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ولفت إلى أن جذور تعاون بريطانيا مع الإسلام المتطرف تعود إلى سياسات فرق تسد التى اتبعت في عهد الإمبراطورية عندما كان المسئولون البريطانيون يسعون بانتظام إلى تعهد مجموعات إسلامية أو أفراد مسلمين إلى التصدى للقوى الوطنية التى كانت تتحدى الهيمنة البريطانية.

 

تاريخ العلاقات يحسم الاتهامات

فيما أكد أحمد عطا الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات المسلحة، أن العلاقة التاريخية بين التنظيم الدولي والمخابرات البريطانية هي التي حسمت حزمة الاتهامات التي لاحقت مكتب كريكلوود (مكتب التنظيم الدولي في لندن) عندما اتهمت أجهزة الأمن البريطانية مكتب كريكلوود بأنه يدعم مالياً العناصر التكفيرية المسلحة العائدة لأوروبا وتحديداً لندن وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وهي العناصر التي كانت تقاتل في صفوف داعش في دولة الشام والعراق.

 

وأضاف عطا، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن المخابرات الإنجليزية، استدعت أمين عام التنظيم الدولي الملياردير إبراهيم منير عقب الهجوم على مجلس العموم البريطاني لمواجهته بماء جاء في تقارير الأجهزة الأمنية فيما يتعلق بدعم مكتب لندن لمجموعات قتالية تكفيرية في مدينة مولنبيك البلجيكية تابعة لمجموعة نجم العشراوي والتي فجرت مطار بلجيكا العام الماضي، ومجموعة فؤاد بلقاسم في بريطانيا والتي قبضت عليه أجهزة الأمن العام الماضي على خلفية تجهيز عناصر مسلحة لمشاركة داعش في حربه في سوريا والعراق، في نفس الوقت السماح لمجلس شوري التنظيم الدولي الحضور في الجلسة الصباحية بمجلس العموم البريطاني ومنحهم الفرصة كاملة للدفاع عن الإخوان ومكتب كريكلوود هو يؤكد على الزواج الكاثوليكي بين التنظيم الدولي والمخابرات البريطانية.