بعد انتقاد واشنطن لسياسات أنقرة مع الأرمن.. هل يعتذر "ترامب" لـ"أردوغان" لتصحيح مسار العلاقات؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تشابك واضطرابات في العلاقات تجعلك تائه أمامهم، لا تعرف هل هما حليفان أم عدوان، تارة يتبادلان التهاني، وأخرى يتراشقان بالاتهامات..هذا حال العلاقات الأمريكية التركية التي شهدت خلال الفترة الماضية حالة من الانقسام بين اقصى التقارب لأقصى التباعد، الأمر الذي ساقنا لكشف كواليس ذلك التباين خلال الرؤية التي قدمها لنا عدد من الخبراء والمواقف بين الرئيسين.
 
ترامب يهنئ أردوغان على نجاح الاستفتاء الشعبي
التباين في العلاقات بدأ في 17 من إبريل، حينما هنّأ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب،  نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي، على نجاح الاستفتاء الشعبي الذي تمت بموجبه الموافقة على مجموعة من التعديلات الدستورية شأنها إتاحة أردوغان صلاحيات ديكتاتورية أوسع.
 
ترامب ينقلب على أردوغان
وبعد تلك التهنئة انقلبت الأوضاع بين البلدين، حيث أثارت الولايات المتحدة غضب حليفتها تركيا أول أمس الاثنين، عبر انتقادها لمجازر عام 1915 ضد الأرمن بوصفها "إحدى أسوأ الفظائع الجماعية التي ارتكبت فى القرن العشرين، وأصدر ترامب بيانًا قال فيه بوضوح "نتذكر اليوم ونكرم ذكرى هؤلاء الذين عانوا من ميدز يغرن (المصطلح الأرمنى للمجازر)، إحدى أسوأ الفظائع الجماعية التي ارتكبت في القرن العشرين".
 
تركيا ترد بهجوم على "ترامب"
 وفي أول رد لها، أنقرة وصفت ما ورد في بيان ترامب، أمس الثلاثاء، بأنه عبارة عن "معلومات وتوصيفات خاطئة، ناجمة عن تحريف المعلومات بأساليب الدعاية"، متهمة "أوساطاً أرمنية راديكالية بترويجها".
ودعت الخارجية التركية، في بيان لها، إدارة الرئيس ترامب إلى "تبني موقف يأخذ بعين الاعتبار آلام جميع الأطراف، وعدم الأخذ بعين الاعتبار الروايات التاريخية لهذه الأوساط المعروفة بخطاب الكراهية وميولها للعنف".
 
أسرار عمق العلاقات الأمريكية التركية
ومن جانبه قال هاني الجمل، خبير الشأن العربي، إن العلاقات الأمريكية التركية علاقات وطيدة ترجع كون "أنقرة" صنيع واشنطن، لذلك تساعد قيادات الأخيرة أن تكون أنقرة في الداخل دائمًا ناجحة، موضحًا أن نجاح أردوغان سببه الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وأضاف الجمل، أن العلاقات بين أمريكا وتركيا استراتيجية، قائمة على مبدأ المصلحة، حيث أن واشنطن تسعى لإقامة قواعد عسكرية لها في تركيا فضلاً عن إقامة قواعد عسكرية لحلو الناتو داخل أنقرة،  كما أن تركيا هي الحليف الاستراتيجي لإسرائيل "الحليف الأساسي لأمريكا في المنطقة العربية"، كما أن تركيا هي الأداة التي  تساعد أمريكا في إعادة تشكيل المنطقة والأداة التي توازن القوى الإقليمية في المنطقة العربية، لذلك أمريكا بحاجة إلى تركيا.
 
سبب تهنئة أردوغان لـ"ترامب" أمر طبيعي لعمق العلاقات
 وأردف خبير الشأن العربي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تهنئة ترامب لأردوغان على نجاح التعديلات الدستورية التي تعطيه سلطات ديكتاتورية في الداخل التركي، أمر طبيعي لعمق العلاقات بين البلدين، ودليل واضح على ذلك العمق.
 
تصريحات ترامب عن مجازر الأرمن.. تهديد لـ"أردوغان"
 وأوضح، أن تصريحات ترامب الأخيرة التي أدانت المجازر العثمانية ضد الأرمن، هو لعبة أمريكية أطلقها الرئيس الأمريكي لسببين، الأول، ورقة ضغط ضد أردوغان لتنفيذ أوامر ترامب وعدم الإطاحة بها، والثاني هو لعدم تلطيخ سمعة أمريكا بسبب إعلانه لمحاباة تركيا، فيقول: "كيف يتغاضى ترامب عن إدانة المجازر لصالح تركيا  في مقابل إدانته أمام الرأي العام للعالم؟".
 
سبب انقلاب "ترامب" على "أردوغان"
 وقال محمد عبد القادر، خبير في الشأن التركي، إنه هناك حرص  أمريكي للحفاظ على العلاقات الأمريكية التركية، باعتبار أن أنقرة شريك استراتيجي قديم لواشنطن، موضحًا أن العلاقات يشوبها تباينات واضحة بين الإدارة الأمريكية والتركية بخصوص عدد من الملفات، كـ"انتهاك حقوق الانسان التي ترتكبها تركيا، والسياسات التركية حيال الاوضاع في سوريا والعراق".
 
وأشار عبد القادر في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن مصير الخلافات الأمريكية التركية حول سياسات أنقرة، لن تصل إلى صراع بين البلدين، موضحًا أن تصريح ترامب الأخير بشأن الأرمن هي مجرد ضغط أمريكي لعدول أردوغان عن سياساته التي ترفضها أمريكا.
 
ونوّه خبير الشأن التركي، أنه في حال استمرار سياسات تركيا المخالفة للرغبة الأمريكية، سيكون هناك ضغوط على أنقرة، وستصل في ذلك الحين لتوتر في العلاقات بين البلدين.