مفاجأة.. انتقام "داعش" من قبيلة ترابين بسيناء خطة "خداعية"

تقارير وحوارات

قبيلة ترابين
قبيلة ترابين


"اشتباكات، خطف، حرق، قتل، تفجيرات"..هذه حصيلة الحرب الدائرة بين تنظيم "داعش" الإرهابي وقبيلة "ترابين"، حيث بات أفراد قبيلة الترابين استهدافًا سهلاً للعناصر التكفيرية في سيناء، الأمر الذي حوّل أبناء القبيلة لوحوش كاسرة تواجه التنظيم الإرهابي بكل قوة.
 
آخر صراعات الترابين والتنظيم الإرهابي، كان توعد التكفيرين لأبناء القبيلة بالحرب، على خلفية الصراعات المسلحة الممتدة بينهم إلى الفترة الراهنة، والتي كان أخرها تفجير وحادث اختطاف وقتل عنصر "بيت المقدس" بين التكفيريين وأبناء القبائل في المنطقة.​
 
البداية باشتباكات بين "التنظيم الإرهابي" و"قبيلة ترابين"
 
بدأ الصراع الأخير بين قبيلة ترابين والتنظيم الإرهابي داعش، يوم 17 من أبريل الجاري، عندما اشتبكت عناصر بتنظيم بيت المقدس الإرهابي وعناصر من قبيلة ترابين، أسفرت عن إصابة سائق تابع للقبيلة بإصابات خطيرة.
داعش ترد بتفجير
 
وعلى إثر الاشتباكات قامت عناصر أخرى من داعش بتفجير مقر يخص القبيلة بقذيفة آر بي جي، كما استهدفوا سيارتين تحملان سجائر تابعتين لأحد أفراد القبيلة بمدينة رفح.
 
القبيلة ترد بـ"خطف الإرهابيين"..والتنظيم يهرب
 
ولم تتوقف القبيلة على تفجيرات التنظيم، فقام أفراد منهم بالاشتباك مع عناصر داعش واختطاف بعضهم، وإغلاق سوق البرث جنوب مدينة رفح حيث منعوا الأهالي من دخوله وقاموا بتمشيط المنطقة بحثاً عن عناصر أخرى تابعة للتنظيم، كما أعد بعضهم كمائن في مناطق مختلفة في رفح لاصطياد عناصر التنظيم، وحيتها عاد أنصار داعش لمعاقلهم خشية وقوعهم في يد أفراد الترابين.

التنظيم يخطط ثم يعود بعملية إرهابية جديدة

ظلّ التنظيم الإرهابي مختبئ في معاقله، ولكن يخطط لعملية إرهابية جديدة يرد بها على انتصارات قبيلة ترابين، ليأتي الثلاثاء الماضي الموافق 25 أبريل، ليردوا بضربة قوية أوجعت أفراد قبيلة ترابين، عندما استهدف عناصر تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي بشمال سيناء، تجمع لشباب قبيلة الترابين، ممن اشتبكوا معهم من قبل بسيارة مفخخة تجمع شباب القبيلة، وأسفرت العملية الإرهابية عن سقوط 4 شهداء وإصابة 6 آخرين.
 
القبيلة ترد بـ"حرق داعش"
 
ولم تمر ساعات قليلة حتى رد أفراد قبيلة ترابين على الإرهاب، ونفذوا عملية انتقامية ضد عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس"، أشعل خلالها أفراد من ترابين النيران في جسد أحد عناصر التنظيم، وقاموا بتوثيق الرد بمقطع فيديو لتصفية العنصر التكفيري، ونشروه على مواقع التواصل الإجتماعي.
 
داعش يتوعد بـ"الحرب"
 
وفور بث فيديو ترابين الذي حرق فيه عنصر تكفيري من داعش، بث تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي الموالي لداعش، رسالة تهديد لأهالي "قبيلة الترابين"، وجاء نص الرسالة التي تداولتها اللجان الإليكترونية للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر": "إلى قبيلة الترابين.. إن الحرب لم تبدأ بعد ولسترون أكثر من ذلك والباقي أدهى وأمر، لقد فتحتم على أنفسكم بابًا لن تستطيعوا أن تغلقوه إن ما ترونه الآن ليس إلا البداية".
وتابعت: "لقد عذرنا إلى الله عز وجل فيكم أكثر من مرة ولكنكم لا تفهمون ولا تتدبرون فانتظرو منا ما تحذرون ووالله الذى لا إله غيره لقد جئناكم برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة فلا تظنون أن سكوتنا عنكم لضعف ولعلكم تنتهون".
 
أسرار العداء الدائم بين تنظيم داعش وقبيلة ترابين؟
 
من جانبه كشف اللواء محمود قطري، أن السر وراء عداء تنظيم داعش الإرهابي لقبيلة ترابين، هي خطة خداعية للتكفيرين في محاولة لتحسين صورتهم أمام الرأي العام لاستقطاب أفراد إليهم، حيث أن التنظيم عادى قبيلة ترابين بالتحديد من ضمن القبائل السيناوية لإثبات أنه يعادي غير الوطنيين.
 
وأشار قطري، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن التنظيم اعتمد على السمعة السيئة لقبيلة "ترابين" على خلفية انضمام بعض القبائل ضمن شبكة جواسيس إسرائيل، حيث أن إسرائيل تمتلك العديد من الجواسيس من بين أفراد القبيلة.
 
واستكمل قائلاً: "داعش قامت بحرب ضد قبيلة ترابين لإثبات أنها تسعى للقضاء على كل الخونة والجواسيس والمخطئين..لذلك اتخذ التكفيرين من سمعتهم السيئة وسيلة لهم استقطاب الكثيرين عن طريق وهم الوطنية".