منال لاشين تكتب: آية حجازي وأزمة شباب مصر المهاجر

مقالات الرأي



لماذا لايستقبلها الرئيس السيسى؟


ربما يستفزك سؤالى لماذا لا يستقبل الرئيس السيسى آية بعد ثلاث سنوات من الحبس الاحتياطى؟

وربما تسأل ولماذا يستقبل السيسى آية حجازى ذات الجنسية الأمريكية والأصل المصرى تحديدا رغم وجود المئات أو الآلاف فى مثل حالتها؟

إجابة السؤال الثانى قد تقودك لاجابة السؤال الأول.

آية حجازى (30 عاما) شابة مصرية من الجيل الثانى للمصريين المهاجرين لأمريكا. ولدت آية لأب مصرى وأم سورية. ولدت وعاشت وتربت فى منطقة فولز تشيرش بولاية فيرجينيا. وتخرجت فى جامعه جورج ميسون، ومثلها مثل آلاف الشباب المصريين من هذا الجيل لديهم خيارين.. إما الانخراط الكامل فى بلدها الجديد أمريكا. أو العودة إلى أحضان الوطن الام.

آية حجازى اختارت الخيار الثانى.. ولفظ اختيار قد لايكون دقيقا، فثمة دافع غريزى يسيطر عليك للعودة للجذور. وخدمة بلدها لتصبح مثل أمريكا وكل الدول المتقدمة.

بعد تخرجها قادها الحنين لبلدها للمحاولة الأولى لخدمة الوطن.. جاءت إلى مصر فى 2007 قبل الثورة. وعملت أو بالأحرى تلقت تدريبا فى مكتب المحامى والحقوقى الشهير نجاد البرعى. خلال الفترة التى استمرت موسما أو تسعة اشهر ساعدت آية فى ترجمة قوانين الجمعيات الاهلية فى العالم لأن المكتب كان مهتما بإعداد مشروع قانون للجمعيات الاهلية. كما ساهمت بالترجمة فى مجال القانون الدولى الإنسانى. وادخال مفاهيم ومواثيق حقوق الانسان فى الدستور المصرى. ففى ذلك الوقت كان تعديل الدستور قضية مطروحة.

وعادت آية إلى أمريكا.. ولكن الحنين لمصر والاستقرار فيها وخدمتها لم يفارقها. لم تختر آية البقاء فى أمريكا. ولا السفر لسوريا، حيث كان خالها يشغل منصبا مهما فى النظام السورى.

بعد ثورة يناير عادت آية بهدف الاستقرار. كانت سعيدة انها تزوجت من مصرى، وأنها تستعيد جذورها وأصلها المصرى. ولم يستهو آية المجال السياسى فى حقوق الإنسان. أو العمل الأهلى.

هذه المرة اختارت مجال تدوير الزبالة وأنشأت بالفعل شركة للاستفادة من القمامة.

وعندما استقرت أحوالها اهتمت بأطفال الشوارع.

هذه الشابة التى لبت نداء الوطن كان مصيرها الحبس ثلاث سنوات بتهمة لم ترتكبها بحكم قضائى، تفتكروا هل ممكن أن يستجيب شباب مصر من المهاجرين للعودة لمصر سواء للعيش فيها أو خدمتها، هل يمكن أن يقصد هؤلاء الشباب دعوات الحكومة للعودة.. ؟ هل يأمنون على أنفسهم بعد ما حدث لآية؟..

الحقيقة أننى لم أتوقف عند قضية آية حجازى لأن ترامب استقبلها كمواطنة أمريكية، ولكن كشابة مصرية من المهاجرين الذين نتمى عودتهم لمصر والاستفادة من علمهم والمجتمعات التى عاشوا بها. ولكن قضية آية أسوأ دعاية لهذه الدعوات. وأظن أن الشباب من المهاجرين سيفكرون مليون مرة قبل العودة لبلدهم رغم الحنين، ولذلك كنت أتمنى أن يستقبل الرئيس السيسى آية حجازى أو حتى أى مسئول مصرى. لتتحول الصورة لدعاية أن مصر لا تعاقب أبناءها المهاجرين. ولا تستقبل شوقهم لها بقسوة ولا ترد رغبتهم فى مساعدة مصر والنهوض بها بالحبس الاحتياطى وفقدان الحرية.

استقبال الرئيس السيسى أو أى مسئول مصرى لآية كان رسالة لكل الشباب المصرى بالخارج أن ما جرى لها ليس حدثا عاديا يتكرر كل يوم. ولا يستحق حتى الالتفات إليه أو الوقوف عنده.