مواقفكم تقوم على تشجيع التسامح والسلام.. أبرز رسائل السيسي لـ "بابا الفاتيكان"

تقارير وحوارات

السيسي وبابا الفاتيكان
السيسي وبابا الفاتيكان


عدد من الرسائل وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ قليل لـ"بابا الفاتيكان" في لقائًا جمعهما منذ قليل بفندق الماسة، خلال زيارة الأخير التاريخية للقاهرة والتي تستغرق يومين.

وخلال التقرير التالي نرصد أبرز رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ"بابا الفاتيكان".


ترحيب رئاسي بـ"بابا الفاتيكان"

رحب الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالبابا فرانسيس بابا الفاتيكان قائلًا: "ضيفًا عزيزًا وشخصية فريدة وقيادة دينية وروحية ذات مكانة رفيعة، يجلها الملايين من البشر، فى كافة أنحاء العالم، من كافة الأديان على حد سواء".

وأضاف السيسى: "يطيب لى أن أؤكد كل الاعتزاز والتقدير لشخص قداسة البابا ومواقفه الإنسانية النبيلة التى تفتح طاقة الأمل فى نفوس البشر، تجمع ولا تفرق توحد ولا تشتت، تزرع الخير والأمل فى قلوب الناس وتبعد الشر واليأس عن حياتهم".

الإشادة بمواقف البابا فرانسيس العظيمة

وأشاد الرئيس خلال كلمته، بمواقف البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، قائلاً: إننى أؤكد لكم قداسة البابا إن مواقفكم التى تقوم على تشجيع التسامح والسلام والتعايش بين جميع الأمم هى موضع إعجاب واحترام وأذكر لقائى الأول بقداستكم فى الفاتيكان فى نوفمبر 2014 وأتذكر بامتنان أننى استمعت لرؤيتكم التى تدل على بصيرة ثاقبة.

وتابع الرئيس: بصيرتكم الثاقبة تنبع عن روح متشبعة بالإيمان بقدرة البشر لى فعل الخير ومتمتعة بحكمة عميقة تدرك أهمية التعامل مع تعقيدات واقع صعب لبلوغ الاهداف النبيلة التى تحفظ للبشر إنسانيتهم وتشيع العدل والسلام والخير بينهم".

تقديم الشكر لـ"بابا الفاتيكان"

أعرب الرئيس خلال كلمته، عن تقديره لمشاركة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، قائلاً إنها تؤكد حرصكم على ترسيخ ثقافة الحوار بين كافة الأديان لتدعيم قيم المحبة والسلام والتعايش المشترك، وبالمثل كانت الزيارة التاريخية التى قام بها البابا تواضروس للفاتيكان عام 2013، وإعلان 10 مايو يوم للصداقة بين الكنيستين القبطية والكاثوليكية خطوة هامة للتواصل بين مؤسسات مصر الدينية العريقة والفاتيكان".

لابد من التكاتف للقضاء على الإرهاب

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن القضاء نهائيا على الإرهاب يستلزم مزيدا من التنسيق والتكاتف بين كافة القوى المحبة للسلام فى المجتمع الدولى، كما يتطلب جهدا موحدا لتجفيف منابعه وقطع مصادر تمويله، سواء بالمال أو المقاتلين أو السلاح.

وأضاف السيسى، فى كلمته بفندق الماسة، أن القضاء على الإرهاب يحتاج استراتيجية شاملة تأخذ فى اعتبارها، ليس فقط العمل العسكرى والأمنى، وإنما الجوانب التنموية والفكرية والسياسية كذلك، التى من شأنها هدم البنية التحتية للإرهاب ومنع تجنيد عناصر جديدة للجماعات الإرهابية.

مواقف بابا الفاتيكان والأزهر لمواجهة التطرف

وأشار الرئيس: "لا يفوتنى فى هذا الإرهاب أن أثمن مواقف قداسة البابا فرانسيس الداعمة لتفعيل الحوار مع المؤسسات الدينية المصرية بعد سنوات من التوقف، لقد كانت إعادة إطلاق حوار الأديان بين الكنيسة الكاثوليكية ومؤسسة الأزهر الشريف خطوة تاريخية سيكون لها فى تقديرنا أبلغ الأثر، فى جهود تجديد الخطاب الدينى، وتقديم فكر دينى مستنير، يعيننا على مواجهة التحديات الجسام التى تشهدها منطقتنا والعالم بأثره من حولنا".

وعن دور مؤسسة الأزهر، قال الرئيس، إن الأزهر الشريف بما يمثله من قيمة حضارية كبرى وما يبذله من جهود مقدرة للتعريف بصحيح الدين الإسلامى وتقديم النموذج الحقيقى للإسلام، إنما يقوم بدور لا غنى عنه فى التصدى لدعوات التطرف والتشدد، ومواجهة الأسس الفكرية الفاسدة للجماعات الإرهابية.

 تاريخ مصر الأرض المباركة

وقام الرئيس بذكر تاريخ مصر مع السلام، فقال: "أرض مصر هذه كانت هذه الأرض المباركة حاضنة للتنوع الحضارى والدينى والثقافى وموطناً لشعباً طيب الأعراق، يؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع وبأن رحمة الخالق عز وجل تسعى البشر جميعاً، من كل الاجناس والعقائد وعلى هذه الأرض وجد المسيح عليه السلام والسيدة العذراء الامن والآمان والسلام وطافوا بأرجائها محتمين من بطشاً هيرودس، وكانت مصر كعادتها ملاذا آمنا وحصناً رحيماً".

وأضاف "السيسي" خلال مؤتمر جمعه والبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، أن الزيارة بمثابة رسالة تؤكد ما ترتبط به مصر والفاتيكان من علاقات تقدير واحترام التى تتأسس على تناول مشترك للقيم الاخلاقية الرفيعة، لتكون دستور لتعايش البشر، وأساساً لمنع الصراعات التى تنشر العنف والدمار.

رسالة تبرأ الإسلام من الإرهاب

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن العالم يشهد أيامًا يعلو فيها صوت العنف والكراهية، وتنطلق هجمات الإرهاب الأسود عمياء هوجاء تضرب فى كل مكان بدون تمييز، وتفجع قلوبنا وتحرمنا من الأهل والأحباء والأصدقاء.

وتابع: "ما يزيد من ألمنا أن قوى الشر تزعم ارتباطها بالدين الإسلامى العظيم، وهو منهم براء وهم منه نكراء"، مشيرًا إلى أن الإسلام الحق لم يأمر أبدًا بقتل الأبرياء، ولم يأمر أبدًا بترويع الآمنين وإرهابيهم، وإنما أمر بالتسامح والرحمة والعمل الصالح الذى ينفع الناس. 

وشدد الرئيس السيسى، على أن الدين الإسلامى أمر باحترام الآخر وحقه فى اختيار دينه وعقيدته.