بين الانتقام والغرام.. زواج "الشيخة موزة" من أمير قطر فجور سياسي برغبة والدها

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


على مر التاريخ، شهدنا سيدات يسطر تاريخهن بحروف من نور، لدورهن البارز في مجتمعاتنهن، وعلى النقيض، كان لظهور الشيخة موزة، رأس الأفعى في الأسرة الحاكمة بدويلة قطر، دورها في الانقلابات المتتالية، فمنذ أن تزوجها أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتعتبر زيجاتها صفقة سياسية من الدرجة الأولى، نظرًا للخلاف المتصاعد بين أبيها ناصر المسند، وحماها "خليفة آل ثاني"، وإثر ذلك، عزمت "الشيخة موزة" على استخلاص الحق، فكانت المدبر لانقلاب حمد بن خليفة على والده، ومن ثم انقلاب ابنها "تميم" على والده، لتتربع هي على عرش الحكم القطري.

 

بداياتها

الشيخة موزة بنت ناصر المسند، حاصلة على بكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة قطر عام 1986، وترأس مجلس إدارة المؤسسة العربية للديمقراطية، ومقرها الدوحة كما ترأس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

 

في عام 2003 عينتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - اليونسكو مبعوثًا خاصًا للتعليم الأساسي والعالي، وساهمت في الترويج للعديد من المشاريع الدولية الهادفة إلى تحسين مستوى التعليم وجعله متوفرًا في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 2005 تم اختيارها لتكون أحد أعضاء المجموعة الرفيعة المستوى حول تحالف الحضارات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي أسسها أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان.

 

زواج "موزة" صفقة سياسية

الشيخة موزة بنت ناصر المسند، فتاة قطرية، تعيش مع والدها "ناصر المسند"، الذي يعرف بمعارضته لأمير قطر خليفة بن حمد، إلا أنها سرعان ما وجدت نفسها زوجة لولي العهد القطري الشيخ حمد بن خليفة في العام 1977 فيما يشبه الصفقة السياسية التي تم بمقتضاها تسوية الخلاف بين والد الزوج الحاكم، ووالد الزوجة المعارض.

 

ورغم زواج "حمد" من "موزة"، إلا أنه زوج لـ 3 سيدات،  الزواج الأول كان من ابنة عمه مريم بنت محمد، والزواج الثاني من نورا بنت محمد والزواج الثالت من سيدة مغريبية، والأخير من موزة بنت ناصر المسند.

 

أما زواج حمد من موزة، كان صفقة سياسية بين آل خليفة والمسند لوضع حد لآل المسند لأن الأخير كان من أشد المعارضين لحكم خليفة، فتم تزويجهما مقابل امتيازات سياسية ومالية ضخمة.

 

كان حمد قد تزوج من ابنة عمه وأنجب منها الشيخ مشعل والشيخ فهد، كما تزوج من ابنة عمه الثانية أيضًا وله منها خالد وعبد الله ومحمد وخليفة.

 

تحريض "موزة" على أبناء "حمد"

الشيخة موزة كانت الرأس المدبر لعملية انقلاب حمد على أبيه، فهى لاحظت اهتمام خليفة بحفيده الشيخ مشعل كحاكم قادم خصوصًا بعد إصابة حمد بمرض في الكلى.


واتهمت موزة الشيخ مشعل بالتآمر مع جده على أبيه حمد، فعزلته من جميع مناصبه العسكرية ووضعته قيد الإقامة الجبرية بإشراف ولدها جاسم الذي كان يتولى جميع الشؤون الأمنية في المشيخة بما في ذلك رئاسة المخابرات القطرية.

 

وكان مصير الأخ الثاني لمشعل الشيخ فهد مشابهًا لمصير أخيه فقد جُرد من مناصبه العسكرية بعد اتهامه بالجنون وبدعم الأفغان العرب بسبب علاقته الوطيدة بأسامة بن لادن.

 

"موزة" تدبر لانقلاب "حمد" على والده

موزة، التي دخلت إلى الأسرة الحاكمة كزوجة رابعة للشيخ حمد بن خليفة، لم تقنع بأن تكون مجرد زوجة لولي العهد، كما خطط لها حماها، وساعدها طمع زوجها في خلافة أبيه، وقلقها من دخول أبناء عمومته الذين جاهروا بأحقيتهم في الحكم، فسارعت بتحريض زوجها للانقلاب على والده.

 

بدأ الانقلاب يوم الثلاثاء في 27 يونيو عام 1995، حيث كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى سويسرا في رحلة استجمام، وهنا كانت خطة حمد للإطاحة بأبيه قد أنجزت برغم ظهور الأخير وهو يقبل يد أبيه خلال توديعه في المطار.

 

وفي صبيحة اليوم الأول لسفر الأب، قطع التلفزيون القطرى الإرسال لإعلان البيان الأول، حيث عرض التليفزيون صورًا لوجهاء الإمارة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفًا لأبيه، وقيل فيما بعد إن المشاهد التي عرضت كانت مزورة، وأسفر انقلاب حمد وموزة عن اعتقال 36 من المقربين للشيخ خليفة، وتم الزج بهم في سجن بوهامور.

 

"موزة" تنتقم من أبناء "حمد"

وبعد تزايد نفوذ الشيخة موزة، حاول نجل حمد الأكبر الشيخ فهد المشاركة في انقلاب ضد والده عام 1996، انتصارًا لجده وانتقامًا من زوجة أبيه، ولكنه فشل مع ابن عم الشيخ حمد، ما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطري واتهامه بأنه إسلامي متطرف، ووضع الابن الثاني، الشيخ مشعل بن حمد، قيد الإقامة الجبرية، وكان عزلهما بضغط من "موزة" حتى "يخلو الجو" لولديها جاسم وتميم.

 

تعيين ابنها وليًا للعهد

وفي أكتوبر عام 1996، جرى تعيين جاسم بن حمد وليًا للعهد، وهو الابن البكر للشيخة موزة، قبل التنازل في 2003 ولأسباب غير معلومة لأخيه تميم، الذي ما لبث أن وضع يده على مفاتيح السلطة، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسة الوزراء، وتبلورت سلطته أكثر مع إمساكه بملفي الدفاع والتسليح، ونيابة قيادة القوات المسلحة.

 

انقلاب "تميم" على والده

وأعاد التاريخ نفسه، وفي يونيو 2013، انقلب الأمير تميم على أبيه حمد، واستلم الحكم بطريقة "ناعمة"، كما وصفتها أكثر من جهة دولية، حيث تمكن تميم، وبمساعدة والدته، الشيخة موزة، من تحقيق ما حققه والده من قبله، وبذات الطريقة.

 

وبالفعل بعد تداول المعلومات عن قرب الانقلاب، سارع الأمير حمد إلى تسليم الحكم لولده تميم.