مديحة عاشور تكتب: "فوبيا"

الفجر الفني

مديحة عاشور
مديحة عاشور


استقبلت دور العرض السينمائية منذ أيام فيلم "فوبيا"، والذي يعتبر عودة قوية للبطولة الجماعية، الجميع أبطال فى العمل بداية من الفنان عمرو رمزى الذى يعانى خلال أحداث الفيلم من فوبيا الخوف من الماء ويقوم بدور مدرب أسود داخل السيرك، وحينما يمر هذا السيرك بظروف مادية قاسية يضطر للعمل فى حراسة أحد القصور المهجورة، والفنان رامى غيط الذى يعانى أيضا من فوبيا الخوف من النار بالإضافة إلى معاناته من الوسوسة المرضية تجاه النظافة، والطفلة جنا وأبويها الفنانة نهال عنبر والنجم الراحل أحمد راتب، والفنانة راندا البحيرى وميريهان حسين اللاتى تجمعهن مفارقات الفيلم بعمرو ورامى.

 

كل هؤلاء الفنانين يشتركون فى بطولة جماعية تذكرنا بالبطولات الجماعية لنجوم الزمن الجميل.

 

يحسب أيضا للفيلم أنه عمل شبابى بداية من القصة للمؤلف خالد الشيباني والأبطال وأيضا مخرج العمل إبرام نشأت، جميعهم شباب والفيلم يعتبر من تجاربهم الأولى فى عالم السينما،  والسينما تحتاج إلى ضخ دم جديد وروح جديدة ، تبعث مزيد من الحيوية فى العمل الفنى.

 

 استطاع عمرو رمزي أن يترك بصمة قوية لدى الجمهور بحسه الكوميدي العالي رغم قلة أعماله، نجده فى "فوبيا" يقدم دورا كوميديا يعتمد أكثر على كوميديا الموقف، الخالية من الابتذال.

 

والفنانة نهال عنبر تضع بصمتها الأنيقة كالعادة، فهى تؤدى الدور ككل أدوارها تجدها تتسلل بهدوء لتصل إلى المشاهد بقوة السهل الممتنع، فتترك بصمة قوية وبكل بساطة.

 

 أيضا من ضمن ميزات الفيلم انه فيلم عائلى إذا جاز التعبير، فهو يخلو تماما من اى ألفاظ أو مصطلحات غير لائقة كمثل التى شاعت فى الأعمال الفنية مؤخرا، كما أن الفيلم لا يحتوى على أية مشاهد مثيرة، مما يجعله فيلما تستطيع أن تشاهده وسط أسرتك.

 

الفيلم يعتبر جيد من حيث تسلسل الأحداث والحبكة الدرامية والتشويق فى أحداث الفيلم، لكن يؤخذ عليه انه يوجه رسالة بشكل مباشر وعبارات صريحة وهذا من شأنه أضعاف العمل الفنى لأن الرسالة من الأفضل أن تصل من خلال المضمون وبطريقة غير مباشرة.

 

ويحسب للفيلم أنه يتبنى قضية من قضايا الساعة فى مجتمعاتنا وهى قبول الآخر والاعتراف بالائتلاف.

 

 الفيلم يعد آخر أعمال الفنان الراحل أحمد راتب فى السينما المصرية، والذي يعد إضافة فى كل عمل شارك فى بطولته، وكعادته قمة فى الأداء، والإحساس، وتشعر وأنت تشاهده انه يمثل بكل قطره فى جسده، ويحمل الصدق فى الأداء فى كل كلمة.

 

كما جمع الفيلم أكثر من أغنية مميزة لجيل الشباب منها "خد الحياة بالحضن" للمطرب بهاء الحسن و"يا سلام ع الشباب" لاحمد رضا و"فوبيا " لحسام الشرقاوى.