عبد الحميد حجاب يكتب : تكية أحمد صيام والصراخ في حضرة مائدته

ركن القراء

عبد الحميد حجاب
عبد الحميد حجاب


       

البهجة مرسومة على وجوه مُريديه ، والمدح اعلن عن ضجيجه فور وصوله على بوابة ضريح عائلته . والأطفال ازدحمت حول سيارته صارخين "آبه جيه " . السياره تفتح ابوابها وقدميه تستقر على الأرض ليسارع الاطفال لاحقين مقبلين يداه . المشهد لا تجده الا في بيوت أولياء الله الصالحين وبالأحرى داخل ضريح عائلة آل صيام . القطب الصوفي المعروف في اشهر شوارع منطقة الجمالية بشارع "المبيضه" .

 

قضيت ليله صوفيه خالصه لم أكن اريد الرحيل عنها ودعوت الله ان اكون بين هذه الصحبه الدينيه كل يوم ، فقد صُفي قلبي وهدأ صدري ونزعت هموم الدنيا من قلبي . فعندما تطأ قدمك الي ضريح الشيخ صيام سوف تخرج بمعلومات لم يكن احداً يعلم عنها شئ في عالم كرمات اولياء الله الصالحين . فقد علمت اثناء مكوثي هناك  انه ممتلكاً لدار ايتام خرج منها أجيالاً في العلوم و أطباء ومنشدين وأساتذه في مجالات مختلف ، ولا زالت الدار يمكث بها ايتاماً في العقود الأولى من أعمارهم ، احدهم طفلاً صغير في السنه العاشره  من عمره ، يمتلك موهبة فريده من نوعها في الغناء والإنشاد الديني استقبل بصوته الكناري اغنية لشيخه صيام "أمرك يا جميل " للفنان وليد توفيق ، واثناء لحن وكلمات الأغنية تهافتت الرجال والشباب حوله مقبلين يداه بأستمرا .

 

وقفت الناس على قدميها بعد جلوسهم على الأرض مستمعين لأغاني الطفل اليتيم والابتهالات الدينيه ليعاودو الانصات هذه المره الي انشاد مولانا "صيام" في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحاضرين اعلنوا عن بهجتهم بالتصفيق والتكبير والصراخ مرددين ما ينشده بصوته الشاغف .


وبجوار داره للأيتام يحرص الشيخ أحمد صيام على ترتيب مائدة طعام كل خميس الي الفقراء واهل الخير ،داخل إحدى مقراته بحارة المبيضه بالجمالية . اللافت للنظر اثناء مكوثي هناك وسط مُريديه أخبروني ان هذا المكان اسمه "تكية الشيخ صيام" ويحرص دائماً على تنظيمها يوم الخميس من كل أسبوع .


.يطلب مولانا صيام من أطفاله الأيتام البالغ عددهم  42 يكرموا ضيوفهم .فجائوا اولا.بصنية كبيرة بها عدد من اكواب الشاى وجلس الشيخ يأخذ من كل كوبآ شفطه ويعطى لجموع الموجودين ومن بعده جاءت الاطعمة المختلفة .وعندما سئلت عن مصدر تمويل هذه الدار .فعرفت بأن الشيخ لا يقبل اى تمويل من الخارج وان الدار تنفق على نفسها  من ماله الخاص ومن اهل الخير المحيطين به شعرت وقتها بأرتياح شديدة لم اشعر به من فترة طويلة وخصوصآ فى ظل الضوضاء وحياة الصراعات الذائفة التى نعيشها.

وبعد ليله طويله في حضرة مائدة مولانا احمد صيام خرجت من مقر دار رعايته ودموعي تتساقط على الأرض وأقول لنفسي مبتسماً  "أكثر الله من أهل الخير