ميادة عبدالعال تكتب: الإنسان جوهر ثابت بقيمته واحترامه للأخرين

ركن القراء

ميادة عبدالعال
ميادة عبدالعال


أساس ديننا العظيم هو مكارم الأخلاق ومحاسنها، فقد روى البيهقي أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق "، وإنّ كلمة البرّ هي الجامعة لمعاني الدّين، قال عنه النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" البرّ حسن الخلق "، رواه مسلم.

عدم الانسياق في تيار الحياة الاعتيادية و الاستقلال عن الأفكار السائدة و الأوهام التي يعيش عليها الإنسان عادة ويجعل منها حقائق نهائية .

يتجلى البعد الإنساني في كون اختيار التفلسف هو انخراط في الحياة انخراطا واعيا و حرا , والانخراط الحر هو الذي يمليه العقل, إذ أن الإنسان الحر هو الذي يعيش من أجل الحياة دون خشية الموت, فالفلسفة تنفتح على الإنسان لتصبح نزعة إنسانية, أي تفكيرا يجعل من الإنسان منطلقه و غايته و هذه القيمة الإنسانية تتلخص في الاعتراف بالإنسان كجوهر ثابت و بمكانه المركزي في الواقع, و بقيمته التي تتولد عنها جميع القيم. و هذا الاعتراف يتم من خلال احترام الشخص و حريته,و يتجلى البعد الأخلاقي في كون الفلسفة تتناول القيم المتبادلة و تطرحها للتفكير. و هذا التفلسف في حد ذاته, فعل أخلاقي في جوهره, ذلك أن التفكير الفلسفي, مهما كانت اتجاهاته, وقوف غير مشروط في وجه العنف: فالفلسفة تتوجه بالضرورة إلى متلق تضفي عليه صورة إيجابية هي صورة المحاور فهي لا تساومه و ل تراوغه و لا تخفي عنه خلفياتها بل تفترض فيه محاورا مشاركا, و هذه الصفة تأتيه من استعماله العقل اولأفعال الناتجة عن العقل، من أجل الخير الأسمى؛ السعادة.كماارتبطت الأخلاق بالإرادة النّابعة من عقل الإنسان الواعي، لا من رغبته، و أنّ التمسّك بالأخلاق وفعل الصواب واجب أخلاقي.

فيعرف "جان جاك روسو " الأخلاق على أنها الأحاسيس الطبيعية؛ التي تجعلنا نميّز بين الخير والشر ونتفادى ما يُلحق الأذى بنا وبالآخرين، ونميلُ إلى ما يعود علينا والمجتمع بالنفع، وهي ما تُميّزنا عن باقي الكائنات الحيوانيّة.

نيتشه: من رأي نيتشه إنّ الأخلاق يجب أن تكون نابعةً من الإنسان نفسهفعلى كل فردٍ أن يبني عالمه الأخلاقي الخاص، الذي لا يعتمد على العقل وحده ،ترتبط الأخلاق ارتباطاً وثيقاً بنظرة الإسلام إلى مختلف التصرفات، والأفعال، وردود الأفعال الإنسانية.

فقد تختلف هذه النظرة في أحيان قليلة عمَّا تعارف عليه الناس وصار بنظرهم خُلُقاً حسناً، أو على الأقل عادة مقبولة اجتماعياً، غير أنها في الغالبية العظمى من الأحيان تقرُّ ما أقرَّه الإنسان من أفعال حميدة وأخلاقية، وتنفِّر مما يَنفر منه الإنسان من أفعال مذمومة، وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الإسلام ديناً مقبولاً من الناحيتين الفطرية والأخلاقية على حدٍّ سواء،
فالنظرة الإسلامية الشرعية حتى لو تعارضت مع خُلُقٍ، أو عادة اجتماعية سائدة،طالما عانت الحضارات والبشريّة والدّول والشّعوب من انعدام الأخلاق عند ساستها وقائديها، ومن يتولون أمورها ويديرونها، فقد أدّى ذلك إلى طحن العديد من البشر برحى الموت، وآخرها ومن أكبرها ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثّانية، من دمار وخراب اجتاح العالم أجمع، وقضى بسببه ملايين النّاس والبشر. كما تتنوّع الأخلاق لتشمل العديد من الشّمائل، مثل الصّدق، والأمانة، وحبّ الغير، والحرص على النّاس، وعلى أموالهم، وحيواتهم، وممتلكاتهم، وأعراضهم، كما تشمل أيضاً الابتعاد عن الغيبة والكلام الفاحش، والإخلاص في العمل، والنّزاهة، ومكارم الأخلاق قطعاً لا يمكن عدّها ولا إحصاؤها، ولكنّ أعظم البشر أخلاقاً على الإطلاق هم الأنبياء والرسل