مع اقتراب عيد الأضحى: جنون في أسعار اللحوم.. والمواطنون: "ما باليد حيلة"

أخبار مصر



مع اقتراب عيد الأضحى سجّلت اللحوم ارتفاعًا ملحوظًا في أسعارها سواء الحية الأضاحي أو المذبوح، تزامنًا مع زيادة معدلات الطلب عليها, ليضع المواطن يده على قلبه بعد الارتفاع الجنوني. 
"الفجر" رصدت المعاناة التي تقع على عاتق "الغلابة"، في جولة ميدانية متنقلة بين المسؤولين وأصحاب المحلات والشوادر.
وعن أسعار اللحوم، يقول محمد وهبه رئيس شعبة القصابين بالغرف التجارية لـ"الفجر"، إنها تشهد ثباتًا في الفترة الحالية, حيث تروح سعر كيلو الضأن الضاني مذبوح بين 55 إلى 70 جنيها, والحي بين 30 لـ32 جنيها, أما الكندوز تتراوح بين 55 إلى 70 جنيها الكيلو, واللحوم الجملي تتراوح ما بين 35 لـ50.

وبالنسبة للحوم المجمدة يضيف وهبه أنّ أسعارها بين 35 لـ50 جنيها, واللحوم الحية المستوردة التي تُذبح في مصر يتراوح سعرها من 40 لـ50 جنيها للكيلو، سواء لحوم استراليه أو إثيوبيه أو سودانية.

وتوقع رئيس الشعبة أن اللحوم الضأن ارتفاع أسعارها باقتراب موسم العيد؛ لزيادة معدلات الطلب عليها من المستهلكين لأنها تعتبر نوعا من أنواع اللحوم الموسمية.

وأوضح أن اللحوم الكندوز كانت حتى العامين الماضيين هي الأكثر استهلاكًا من بين اللحوم في مصر حتى بدأ يزيد استهلاك اللحم الجملي بعد ظهور مرض الحمى القلاعية في مصر، إضافة إلى رخص سعره، فارتفع استهلاكه من 10% قبل عامين إلى 25 % من حجم استهلاك اللحوم.

وأشار وهبه إلى أن حجم المعروض من اللحوم في الأسواق حاليًا يتناسب مع احتياجات السوق, لافتا إلى أن مصر تستورد نسبة 55% من اللحوم، بينما تنتج 45% فقط.

وعن شوادر اللحوم قال رئيس الشعبة إنها غير قانونية ولا تخضع لأي نوع من الرقابة كما لا تطابق المواصفات البيطرية, ويبيع بعضها لحوما مغشوشة ومستوردة على أنها بلدي، مطالبا المحليات بإزالتها؛ إذ تعد نوعا من أنواع إشغالات الطرق وتيبع لحومًا غير طازجة.

وميدانيًا، يقول المعلم أحمد علي صاحب محل جزارة إن الإقبال على شراء اللحوم ضعيف جدا, حيث يعانى السوق كسادا بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، مرجعًا زيادة الأسعار إلى ارتفاع أسعار مكونات الأعلاف, وارتفاع أسعار الرؤوس الصغيرة.

وحول أسعار السوق يوضح محمود الطيب، جزار، أن لحم الجاموس يتراوح بين 55 إلى 66 جنيها للكيلو, بينما يصل سعر "الخرفان" لـ60 جنيها, أما لحم الجمال وهو الأقل سعرا يتراوح بين 40 لـ50 جنيها.

ويرى ثروت الحمامصي صاحب شادر لحوم  بمنطقة الوراق، أن الأسعار مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك سترتفع؛ نظرًا لكثره الطلب عليها من قبل المستهلكين وخاصة لحم الجمال لأنها الأرخص سعرًا.

وقال إن فكرة الشوادر إحدى مأوى الفقراء في مصر لأنها تبيع اللحوم بأسعار مخفضة ويقبل عليها المستهلكون لشرائها, متابعًا "الجزارين شعروا بالخطر فور ظهور الشوادر وأعلنوا الحرب عليها وبدأوا في تقديم شكاوي بأننا نبيع لحوما غير طازجة، وهذا يدل على رغبة الجزارين في احتكار سوق اللحوم حتى يتلاعبون في الأسواق وفي الأسعار وفي ميزانية المستهلك".

بينما يرى محمد مصطفى صاحب محل جزارة بالوراق، إن أصحاب الشوادر يغشون المواطن من خلال إزالة أجزاء اللحم المختوم ليظهر اللحم الحمراء فيؤدى ذلك إلى إغراء الزبون ويبيع له على أنها لحم بلدي وهي مستوردة، إضافة إلى أنه يضع أجزاء اللحم المختومة غير الصالحة في المفرمة حتى لا تظهر للزبون.

من جانبهم أبدى المواطنون انزعاجهم من الارتفاع المستمر في الأسعار، ويقول محمد محمود، عامل يومية: "مفيش فرق قبل الثورة وبعد الثورة الحال كما هو، الأسعار مرتفعة ومضطر لشرائها في العيد علشان الضيوف، أما أنا وأسرتس فنعتمد على توزيع الأضاحي.

وتتناول أطراف الحديث سعدية أحمد ربة منزل، قائلة إن ارتفاع الأسعار بعد الثورة ملاحظ جدا، مضيفة "لم اشترى لحمة منذ أكثر من 3 أشهر، وأعتمد على البدائل، كنت اشترى اللحمة في السنة 10 مرات أما الآن 3 مرات فقط".

وتابع مسعد جميل أحد المواطنين أن الشوادر وفرت لحوما تناسب محدودي الدخل وتحارب غلاء الأسعار، مطالبًا بتكثيف الرقابة على الأسواق لمنع جشع وطمع الجزارين.