قبل انتقالك لـ"السويد".. تعرف على كيفية التعايش مع "عادات" الشعب السويدي

منوعات

الشعب السويدي - صورة
الشعب السويدي - صورة أرشيفية


تعتبر عدد كبير من الشركات السويدية الـ(تي- شيرت) والحذاء الرياضي زيا مقبولا في مكان العمل، ويتعامل الجميع في الشركات التي يعملون فيها لساعات تزيد عما هو متبع في أي مكان آخر حول دول العالم.

كما من الطبيعي أن ترى المديرين يغسلون أواني الطهي بذاتهم بعد الانتهاء من تناولهم وجبة الإفطاء أو الغداء.

لذا تعد السويد من الدول التي تتميز بثقافة خاصة في العمل والتي تقوم على المساواة، والانفتاح الذي يسهل على الآخرين التعامل معهم، وهذا ما يجعل السويد من أفضل البلدان في العالم بالنسبة للوافدين.

ومع ذلك، من الصعب للغاية على الوافدين الجدد بناء شبكة علاقات في السويد. 

إذ تعد السويد أسوأ مكان في العالم بالنسبة للوافدين الراغبين في إقامة علاقات صداقة جديدة، وذلك وفقا للمسح الإحصائي الخاص بالوافدين الذي أجراه بنك "إتش إس بي سي".

ويعرف عن السويد أنها من أصعب الأماكن التي يمكن أن تجد فيها شريك حياة لفترة طويلة من الزمن، إضافة إلى أن هناك صعوبة كبيرة حتى في إيجاد أحد يشاركك السكن في شقة، إذ تأتي السويد في المرتبة الأولى بين دول الاتحاد الأوروبي من حيث السكن الفردي.



وقالت "صوفيا سكينبجيرغ – 25 عامًا" تحمل الجنسيتين الأسترالية والدنماركية، وتقيم في ستوكهولم، إنها تعمل في مجال التسويق، والثقافة السويدية ليست معروفة بالاختلاط وإقامة العلاقات مع الآخرين. 

وأشارت إلى أنه غالبا ما تقام العلاقات، سواء كانت شخصية أو مهنية، منذ سن مبكر، ولذا من الصعب على الأجانب أن يخترقوا تلك العلاقات ويقيموا علاقات خاصة بشكل سريع".

ويتوافد على السويد أعدادا كبيرة من الأجانب والمستثمرين، وذلك نظرا لتمتعها بأرقى مستويات المعيشة في العالم، إضافة إلى وجود بيئة وبنية تناسب كافة المشروعات، كما تستقبل عددا كبيرا من طالبي اللجوء الفارين من مناطق الصراع المختلفة.




وأضافت "كاثرين ديريوكس - مترجمة ومحررة" إلى الانتقال للعيش في ستوكهولم قادمة من باريس قبل عام، أنها تعمل بدوام جزئي ولكنني أتطلع إلى العمل بدوام كامل، لرغبتها في شراء شقة وتحتاج إلى الوظيفة الكاملة لكي يقتنع البنك ويمنحها قرضًا عقاريًا.

وأشارت "ديريوكس" إلى أن العثور على وظيفة بدوام كامل ليس سهلا، وتوجد وظائف كثيرة في شركات تحتاج إلى مؤهلاتي، ولكن معرفة هذه الوظائف تكون عن طريق المعارف والأصدقاء ومن تختلط بهم من الناس، وهذا في حد ذاته أمر صعب إذا لم يكن لديك شبكة علاقات قوية خاصة بك.

وأكدت الأبحاث، أن 70% تشير على الأقل من الوظائف بالسويد تكون من خلال العلاقات غير الرسمية.




وقال "فريد بيهنيا – 33 عامًا"، إن السبب وراء ذلك هو ميل السويديين للتخطيط طويل الأمد على أساس تجنب المجازفة والوقوع في الخطأ، مشيرًا إلى أنه يعمل الآن مطورًا لتطبيقات الكمبيوتر، وأسس عملًا خاصًا به. 

كما انتقل "فريد" إلى السويد عام 2008 ليدرس في جامعة تشالمرز في غوتنبرغ، حيث يلقي محاضرات منذ ذلك الوقت فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه القادمين الجدد الساعين للحصول على عمل.

وتتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للقادمين الجدد في أن السويديين من أفضل من يتكلم باللغة الإنجليزية في العالم، وهو ما يجعل السويد مكاناً مريحاً للمغتربين.

وأشار بعض الوافدين، خصوصًا من بين الذين يعملون لشركات عالمية كبرى، إنهم أمضوا سنوات أو حتى عقوداً بدون أن يتقنوا اللغة السويدية، فإن فريد بيهنيا يعتقد أن من يخصصون وقتاً لدراسة اللغة وتعلمها يصبح لديهم ميزة واضحة.

وفي المدن السويدية الكبرى تعقد فعاليات وأنشطة باللغتين الإنجليزية والسويدية.






وقالت "ساندي إريستاد - 27 عاما"، إنها عادت في الآونة الأخيرة إلى موطنها السويد، بعدما قضت سبع سنوات في بريطانيا وأفريقيا، وتعمل الآن مديرة للعلاقات العامة في إحدى الشركات الناشئة. 

وأكدت أنها تتميز مثل هذه الفعاليات، بغض النظر عما إذا كانت جيدة أم سيئة، بالرصانة والأجواء الرسمية، كما تكون أقل غوغائية مما عرفته في بلدان أخرى. بإمكانك القول إنها إكثر مهنية، لكن الوجه الآخر لذلك هو أنك قد تشعر بالحرج قليلا عندما تلتقي شخصاً آخر، وتجد صعوبة في التعرف على الأخرين.

وتشير "لولا أكينميد أكرستروم" مدونة متخصصة في الثقافة السويدية ومؤلفة كتاب (السر السويدي للعيش الرغيد)، إلى أن السويد من أكثر المجتمعات انفتاحًا لأناس يتمتعون بأكبر قدر من الخصوصية.

ويعتبر الاقتصاد السويدي من أكثر الاقتصادات الرقمية تقدماً، ولذا لم يكن غريبا أن يكون هناك إقبال كبير على استخدام وتطوير التطبيقات والمنصات الإلكترونية المصممة لتسهيل التواصل في البلاد.

وأضافت "سكينبجيرغ"، إن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا هامًا في أن أشعر بأن ستوكهولم هي بلدي. وبدون هذه التكنولوجيا ووسائل التواصل كنت بالتأكيد سأعود إلى أستراليا.

وأكدت أن الناس يثقون بمواطنيهم السويديين، وبناء على ذلك فهم يثقون في أن الشركات السويدية لا بد وأن تبتكر منتجات تخدم المستخدم على أفضل وجه، ولهذا السبب، تجد السويديين يتفاعلون بسرعة مع هذه التطبيقات الجديدة، كما تقول.

وفي شركة "تيكفارم العقارية"، يُمنح أصحاب الأعمال المبتدئين من حول العالم فرصة العمل والعيش في أماكن مشتركة مع آخرين.

وأفاد "يوآف غولدوين - طالب ماجستير ورجل أعمال" بأنه جاء إلى العاصمة السويدية العام الماضي للعمل في مشروع "ك 9" التابع لشركة تيكفارم: "وصلت إلى مرحلة إقامة شبكة معارف وعلاقات، لكن مازال يوجد لديه شعور بعدم الإحساس بالمجتمع، وبالتالي بدأ يشعر بالضيق والتوتر نوعاً ما، والآن يبدأ الصباح بمحادثات وضحكات وتناول القهوة في الأماكن العامة.