خبراء يكشفون أسرار زيارة "ترامب" إلى السعودية.. ويفجرون مفاجأت مدوية

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في أولى زياراته بعد توليه منصب الرئاسة الأمريكية، يستهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جولته الأولى إلى المملكة العربية السعودية، وتأتي تلك الزيارة ضمن زيارات مرتقبة أخرى للرئيس ترامب إلى إسرائيل ودولة الفاتيكان.

البيت الأبيض: زيارة مرتقبة للسعودية
حيث أعلن البيت الأبيض اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" سيزور السعودية نهاية الشهر الجاري، في أول زيارة خارجية له منذ وصوله للرئاسة، فيما أوضح "ترامب" أنه سيتوجه للسعودية نهاية الشهر الجاري ثم إلى إسرائيل ومنها إلى الفاتيكان في روما، وسيختتم جولته بزيارة مقر حلف الناتو.

اجتماع عدد من القادة العرب والإرهاب هدفا
وتشير بعض التقارير الأمريكية، أنه يتوقع أن يجتمع عدد من القادة العرب في الرياض، خلال زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية

وذكر ترامب في كلمته قبل زيارته للشرق الأوسط، أنه ليس من مهمة الولايات المتحدة أن تملي على الآخرين طريقة الحياة التي يجب أن يسلكوها، بل إن الهدف هو بناء ائتلاف من الأصدقاء والشركاء الذين يتقاسمون هدف مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

زيارة "ماتيس" للسعودية
وفي الشهر الماضي ، وبتاريخ 18/4/2017، قام وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بزيارة إلى السعودية، وشدد حينها على ضرورة وقف الصواريخ، التي تزود بها إيران الحوثيين في اليمن، بهدف ضرب الأراضي السعودية.

وأكد "ماتيس"، أن السعودية حليف أمني رئيسي منذ أكثر من سبعة عقود، مشيرًا إلى أن المملكة ما زالت تشكل دعامة لإطارنا الأمني للمنطقة وللمصالح الأمريكية، فيما أوضح وقتذاك، بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، أن مباحثات ماتيس مع الملك سلمان بن عبد العزيز والمسؤولين السعوديين تضمنت موضوعات حول الوضع الأمني في البلاد وسبل توسيع العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.

كما بيّن مسؤولون في البنتاجون، حينذاك أن الهدف من هذه الجولة هو إعادة التأكيد على التحالفات العسكرية الرئيسية للولايات المتحدة والانخراط مع شركاء استراتيجيين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبحث جهود التعاون في مواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار وهزيمة المنظمات الإرهابية المتطرفة.
زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى أمريكا

كما سبق وأن زار ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الولايات المتحدة الأمريكية، والتقى الرئيس الأمريكي، ترامب، وأعلن حينها عن مشاريع اقتصادية بـ200 مليار دولار، وفق ما أعلنه حينها البيت الأبيض الذي أكد إن الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد بحثا مشاريع اقتصادية بقيمة 200 مليار دولار.

وأضاف البيت الأبيض ، في بيان له، أن توسيع التعاون الاقتصادي بين واشنطن والرياض سيوفر فرص عمل للبلدين، فيما أطلع ولي ولي العهد السعودي ترامب على رؤية2030 وفرص المشاريع المشتركة لتنفيذها، حسبما ذكر البيت الأبيض حينها.

وحملت الزيارة عنوانا أساسيا تجاه السياسات الإيرانية، حيث أظهر لقاء محمد بن سلمان وترمب، وقتذاك، توافقا في وجهات النظر بين البلدين، كما ثمّنت الإدارة الأميركية، موقف المملكة تجاه هذا الملف أثناء فترة الإدارة السابقة، فيما أشاد الرئيس الأميركي وقتها، بخطوات المملكة السعودية السابقة والحالية تجاه السلوك الإيراني في المنطقة، وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة العربية.

كما أكد الطرفان على ضرورة تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب، والسعي إلى إحداث نقلة نوعية وشراكة إستراتيجية في هذا الجانب، خصوصا فيما يتعلق بمكافحة تمويل الجماعات الإرهابية ومكافحة أنشطتهم فكريا.
أهمية المملكة لدى الإدارة الأمريكية

من جانبه أكد مختار غباشي، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، أن زيارة ترامب للسعودية، في مطلع الجولات المرتقبة، تعطي إيحاء بأهمية المملكة لدى الإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه برغم ما بدر من ترامب من تصريحات عدائية في بداية ترشحه للرئاسة، إلا أنه أصبح الآن هادئا يعلم تماما أن هناك مصالح قوية ستأتي من جراء شراكته مع المملكة.

وأضاف غباشي، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن السعودية تمثل قوة اقتصادية كبيرة تستثمر ملايين الدولارات في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فإن هذا يؤثر تأثيرات قوية على العلاقات الثنائية فيما بين الطرفين.

وعن الملف الإيراني، أوضح أن هناك توافق سعودي أمريكي، على الحد من تدخلات إيران في المنطقة، والتأكيد على أن جميع تدخلاتها كارثية على الدول العربية، إلا أن ترامب لا يستطيع أن يتخذ إيران ندًا بحيث تصل الأمور إلى حرب معها.

استفادة كبرى وعلاقات قوية
الدكتور إكرام بدر الدين، المتخصص في الشأن الأمريكي، أكد أن العلاقات الثنائية السعودية الأمريكية، من أهم العلاقات في المنطقة حاليا، نظرًا لطبيعتها التي ترتبط بالمصالح.

وأضاف أن زيارة ترامب، تعكس مدى أهمية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سبق الإعلان عن تلك الزيارة، قيام ولي ولي العهد السعودي بزيارة، شهدت خلالها العديد من الاتفاقيات والشراكات، التي بلغت ملايين الدولارات، وهو ما يعكس حجم الاستفادة الكبرى التي تستفيدها الولايات المتحدة الأمريكية من السعودية.

وأوضح أن الملفات التي ستتم مناقشتها ستتكون حول قضايا الإرهاب، وكذلك الملف الإيراني، بتفاصيله المختلفة، وهو الملف الأكثر أهمية لدى المملكة العربية السعودية.

إعادة العلاقات لسابق عهدها
أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يرى أن زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية، خلال الأيام المقبلة، تأتي كرد لزيارة ولي ولي العهد السعودي، التي شهدت العديد من الاتفاقيات، مشيرا إلى أن المملكة تحاول ترسيم سياسة للملكة تعتمد على إعادة العلاقات مع أمريكا كما كانت على عهد الملك عبد الله.

وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الزيارة ستهتم كثيرا بالملف النووي الإيراني، وكذلك القضايا السعودية مع إيران، التي تزعج المملكة كثيرًا، مبينًا أن الملف النووي ربما يشهد تدخلا من إدارة ترامب، وهو ما سيصب في المصالح السعودية المباشرة، على حساب طهران وكذلك، الأزمة السورية، بتفاصيلها أيضًا.