أحمد شوبير يكتب: جمهورية الكلام الكروية

الفجر الرياضي



البداية لابد وأن تكون بنادى الزمالك والذى ملأ الدنيا صراخا على عدم تأجيل مباراة لمدة يومين وهدد بالانسحاب من المسابقة وأنه سوف يفسدها وسيتم إلغاء مسابقة الدورى العام وانتظرنا بعد كل الضجة التى كانت حديث مصر كلها أن ينسحب الزمالك فكانت النتيجة أنه ينسحب من مباراة واحدة فقط لتضيع عليه فرصة الفوز بثلاث نقاط ويتم خصم ثلاث نقاط أخرى ويبتعد حتى عن المركز الثانى وأصبح مهدداً بعدم المشاركة فى إفريقيا الموسم المقبل ولا أعرف حتى الآن ما المكاسب التى تحققت لنادى الزمالك من الانسحاب من مباراة واستكمال المسابقة سوى خسارة مادية ومعنوية وأيضا أدبية. 

ومن الزمالك إلى الأهلى والذى أصدر بيانا لم أفهمه حتى الآن تعقيباً على سلوك مدربيه وأحد لاعبيه ومن أنه ناد ملتزم بالمبادئ والأخلاق والقيم مثلما عودنا طوال تاريخه الناصع البياض ولكن أضاف أن عقوباته لن تكون علنية مثلما عودنا النادى دائما! وأنه لن يذبح لاعبيه أو مدربيه أيضا مثلما عودنا النادى دائما!

وأنه لن يسمح لأحد بأن يهاجم أو يتطاول على النادى الأهلى! وما أعرفه مثلا أن النادى سبق أن عاقب لاعبين كبار بحجم حسام وإبراهيم حسن وكانت العقوبة علنية للجميع أيضا سبق أن أقال مديراً للكرة اسمه زيزو وكانت العقوبة علنية وسبق أن أقال مديرا فنيا اسمه محمد يوسف وكانت العقوبة علنية على مدى عصور مختلفة فى تاريخ الأهلى بل إنه شطب بعضا من أعضائه وفصل أحد مديرى النادى علنا وجهراً أمام الجميع ولم تصدر بيانات ولا يحزنون! ثم نذهب إلى النادى المصرى والاتهامات المتتالية لمنظومة الكرة واتحاد اللعبة لأن الفريق هزم فى عدة مباريات فأصبحت الهزائم بفعل اتحاد الكرة ومسئوليه ثم التهديد والوعيد كالعادة وصراخ فى محاولة لامتصاص غضب الجماهير واللعب على وتر المشاعر والعصبية خصوصا أنها جماهير طيبة على استعداد لتصديق أى شىء ولكن المهم أن المحصلة فى النهاية صفر فقط ضجيج وصراخ وصوت عال دون مناسبة والنتيجة مزيدًا من الهزائم والخسائر وفقدان نقاط مع أن نفس الفريق مع نفس المدرب مع نفس المنظومة كان متألقا حتى وقت قريب ولكنها دائماً الشماعة وعدم النظام والتسيب اللا محدود من الجميع. 

ومن بورسعيد إلى الإسماعيلية والتى ما صدقنا أن استقرت الأمور قليلا بعد رحيل المدرب الأجنبى وإسناد المسئولية لأبوطالب العيسوى ولكن تبقى الأمور معلقة بنتيجة مباراة فمع أول هزيمة تعود الضوضاء والإزعاج والتصريحات كلها والاتهامات وكأنه فى ساعة الفوز والإدارة والمدرب رائعون، أما الهزيمة فالصراخ وعدم الاعتراف بالأخطاء مع العلم بأن الجميع يعلم بأن الإسماعيلى فى حاجة للبناء من جديد وأن البناء يستغرق سنوات والجماهير لو عرفت الحقيقة ستتحمل لأنها تعشق فريقها خصوصا أنها تثق بشدة فى قيادة إبراهيم عثمان للنادى الإسماعيلى وهو أهل لهذه الثقة بالفعل ثم نذهب إلى اتحاد الكرة وما يحدث منه وفيه فالهجوم عليه تجاوز الحدود ووصل إلى مرحلة اللا معقول وللأسف الشديد يقف الاتحاد عاجزا عن أى رد فعل بل يقف خائفا صامتا وكأن على رأسه بطحة ولا أدرى إلى متى ستستمر هذه السياسة سياسة الخوف والرعب ومرة أخرى فالاتحاد ليس لديه ما يخشاه على الإطلاق إلا إذا كانت الاتهامات التى توجه إليه صحيحة وأنا أشك تماما فى ذلك رغم خلافى الشديد مع سياسات الاتحاد إلا أننى لا أشك فى نزاهة أعضائه جميعا وإن كانت قضية التنصت الأخيرة والتى تأكدت منها بما لا يدع مجالاً للشك وليس أدل مما قاله هانى أبو ريدة فى الاجتماع الأخير من أنه حزين للغاية من سلوك أحد الأعضاء والذى سمح لنفسه بأن يسجل لأحد زملائه مكالمة ويسمعها لزميل آخر تكون النتيجة خصاماً ومقاطعة وخلافا عنيفا داخل اتحاد الكرة وكأنه ناقص خلافات ومشاكل فيكفى ما يفعله الآخرون بالاتحاد وعلى رأى المثل أن المشرحة مش ناقصة ميتين لذلك كنت أتمنى أن تكون ردود الاتحاد قوية وليست مجرد تصريحات فى بعض البرامج لا تسمن ولا تغنى من جوع كى تضاف إلى جمهورية الكلام التى برعنا فيها ولعل آخرها هو تصريح مسئولى الاتحاد من أن عضوين من أعضائه استقالا وأن الاستقالة مع رئيس الاتحاد منذ فترة طويلة!

رغم أننا صرخنا من قبل الانتخابات من أن إجراءها باطل وسيضر بشدة بموقف الاتحاد القانونى وللأسف خرج علينا نفس الأشخاص الذين يدعون الآن أن الاستقالة فى جيبهم ليؤكدوا أن الاتحاد قانونى وأن كل الأمور على ما يرام وأن أحدا لن يستطيع أن يجبر عضواً من أعضاء اتحاد الكرة على الاستقالة لتكون النتيجة فى النهاية هى انتصار جمهورية الكلام الكروية والتى عادت بسرعة فى كلامها وتصريحاتها وما المانع طالما أنه ليس لدينا ذاكرة على الإطلاق وأننا أكثر شعب فى العالم يعشق الكلام.