عبد الحفيظ سعد يكتب: داعش خطط لمحاولة اغتيال "ثانية" للبابا تواضروس فى الكويت

مقالات الرأي



■ التنظيم الإرهابى يستهدف رأس الكنيسة الأرثوذكسية ويجند عناصر إخوانية للمهمة


وقت انشغال العالم بالزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان فرنسيس الثانى للقاهرة، كشفت تحقيقات قضائية كويتية مع خلية تنتمى لتنظيم داعش الإرهابى، عن تخطيط هذه المجموعة التى ألقى القبض عليها مؤخرا، لاغتيال البابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية، أثناء زيارته الأخيرة للكويت.

المعلومات التى كشفت عنها صحف كويتية فى معرض تناولها للتحقيقات مع الخلية الإرهابية، تقول إن «التنظيم الإرهابى وضع خطة لم يتم بلورتها لتفجير كنيسة (مارمرقس) بالتزامن مع زيارة البابا تواضروس للكويت، والذى كان يقوم بأداء صلاة القداس فيها، وتدشينها أثناء زيارته الأولى للكويت، ولذلك فكر بعض أعضاء تنظيم داعش بالقيام بتفجير أثناء الزيارة باستهداف البابا.

وكان البابا تواضروس قد زار الكويت الأسبوع الماضى (23 إبريل) الماضى ولمدة خمسة أيام، بناء على دعوة من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح . والتقى فيها قيادات الكويت واجتمع مع الأرثوذكس المتواجدين بالكويت، ويعيش فى الكويت حوالى 500 ألف من المسيحيين المقيمين والعاملين، بالإضافة إلى 400 مواطن كويتى.

وكانت زيارة البابا للكويت قد تأجلت لعدة مرات بعد أن أعلن عنها فى مايو 2016، ولكن لم تتم إلا فى نهاية الشهر الماضى.

والمفارقة أن الكشف عن استهداف البابا تواضروس فى الكويت، جاء بعد نجاته من عملية التفجير التى تعرضت لها الكنيسة المرقسية بالإسكندرية فى «حد السعف»، وهو التفجير الذى جاء بعد دقائق من انتهاء صلاة البابا فى ذات الكنيسة التى شهدت التفجير.

والغريب أن «الكويت»، أيضا كانت حاضرة فى تفجير الكنيسة المرقسية، وذلك بعد أن كشفت التحقيقات أن الإرهابى «محمد حسن مبارك» الذى قام بتفجير نفسه، تناثرت أنباء عن أنه كان يعمل فى الكويت منذ عام، وهو ما ذكره شقيق الإرهابى فى تصريحات تليفزيونية له عقب الكشف عن هوية الانتحارى، وربما يفسر ذلك اللغط الذى أثير حول الإرهابى الذى فجر الكنيسة، ما سربته صحيفة «القبس» الكويتية عقب الحادث، والتى ذكرت أن الإرهابى الذى فجر الكنيسة كان فى الكويت وعاد إلى مصر بعد أن قبضت عليه السلطات الكويتية بتهمة التطرف، وهو ما عادت ونفته الصحيفة بعد أن كشف عن هوية الإرهابى الحقيقى.

ويعطى ما سبق دلالة على وجود ترابط فكرى ما بين المجموعة التى كانت قد فكرت فى تفجير كنيسة الكويت ومحاولة اغتيال البابا ليؤكد أن البابا تواضروس صار مستهدفا بشكل خاص من قبل تنظيم داعش، وأن ما حدث فى كنيسة المرقسية بالإسكندرية واستهدافه لم يكن صدفة.

وذلك بالرجوع إلى التحقيقات التى كشفت عنها صحيفة «الرأى» الكويتية الأربعاء الماضى عن الخلية الإرهابية المرتبطة بداعش والتى قبض عليها قبل تنفيذها مخطط إرهابى، عبر انتحاريون من الخارج هم من كانوا سيقومون بعمليات التفجير.

وأشارت فى ذلك مصادر قضائية، أن التحقيقات فى النيابة العامة انتهت مع الموقوفين، هم حسين الظفيرى وشقيقه وابن شقيقه ومدرس كيمياء سورى، ينتمون لداعش، وكانوا يخططون للقيام بأعمال إرهابية، وكانوا على اتصال برئيس مجموعة إرهابية سابقا، وهو «أبو جندل» الذى قُتل فى الرقة، وهو الذى كان يتولى مسئوليات أساسية فى منطقة الخليج.

وقالت الصحيفة الكويتية إن الظفيرى اعترف أمام النيابة، بعد مواجهته بالأدلة واعترافات زملائه فى الجريمة، أن كل ما ذُكر صحيح، وأن التعليمات كانت تأتيه من «الرقة» حيث معقل داعش فى سوريا، من نائب «أبو جندل» الذى تم تعيينه بعد مقتل الأخير، وهو خليجى الجنسية.

وأقر الظفيرى فى النيابة أنهم جهزوا الخطط وأن انتحاريين من خارج الكويت هم من كانوا سينفذونها، وكانت تستهدف رتلا عسكريا أمريكيا، إضافة إلى حسينية جعفر الطيار فى منطقة «الصليبخات» الكويتية.

ويتضح مما جاء فى تحقيقات السلطات الكويتية، أن خلية داعش التى كانت تفكر فى استهداف البابا تواضروس فى الكويت، كانت على ارتباط بالمعقل الرئيسى للتنظيم فى «الرقة» السورية، وهو ما يعطى مؤشرات خطر بأن البابا تواضروس يعد من أكثر المستهدفين لتنظيم داعش الإرهابى، ليس فى داخل مصر بل فى أى مكان آخر.

وكانت التحقيقات المصرية فى قضية تفجير كنيسة المرقسية بالإسكندرية والتى تزامن معها أيضا تفجير كنيسة طنطا، كشفت أن هذه الخلية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابى، وهى نفس المجموعة التى نفذت مقر الكنيسة البطرسية الموجودة فى مقر الكاتدرائية حيث يوجد المقر البابوى والتى حدثت فى 11 سبتمبر الماضى.

وكشفت التحقيقات أن هذه المجموعة تلقت تدريبات عن طريق تنظيم داعش فى سيناء، كما سافر عدد من أعضاء الخلية إلى سوريا والعراق وقاموا بالانضمام لتنظيم داعش.

ولذلك يعد استهداف البابا تواضروس، نتيجة حملة التحريض ضده والتى خاضها تنظيم الإخوان منذ سقوطهم من الحكم، وذلك بسبب دور البابا تواضروس فى 30 يونيو، وقيام الإخوان المنتمين لهم بالتحريض ضده سواء فى بياناتهم أو الأحاديث التى تبث عبر القنوات الإخوانية، وهو ما يفسر أن خلية داعش التى قامت باستهداف الكنائس، غالبية المنضمين إليها كانت لهم علاقات سابقة بالإخوان، وذلك نتيجة الشحن الذى تقوم به الجماعة ضد الكنيسة الأرثوذكسية وقياداتها، ما يجعلهم هدفا سهلاً للتجنيد من قبل داعش.