بعد تكفيره للمسيحيين.. كل حلفائك باعوك يا "سالم".. والأخير يعتذر عن جرح المشاعر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تسبب الشيخ سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، في إثارة حالة من الجدل، بعد هجومه على الديانة المسيحية، ووصفها بأنها "عقيدة فاسدة"، وأن المسيحيين كفرة ومصيرهم جهنم، مضيفًا بأنه لن يعتذر،" هذا اعتقادي أقاتل عنه ما حييت"، وإثر ذلك، انقلبت تلك التصريحات عليه، حيث فسخت قناة المحور عقدها معه، فضلًا عن إلغاء نادي سموحة، ندوة دينية لـ"عبد الجليل"،  حفاظًا على الوحدة الوطنية، ناهيك عن تأكيد وزارة الأوقاف على عدم السماح له بصعود المنبر.
 
تكفير المسيحيين
البداية، حينما قال الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، في برنامجه "المسلمون يتساءلون" المذاع على قناة المحور الفضائية، خلال تفسيره للآية رقم 90 من سورة آل عمران، إن الذين يعملون السيئات أو "الكفار" لن تُقبل توبتهم عند الموت، وأن بعض النصارى واليهود، كفروا بعد إيمانهم، حيث أنهم أمنوا بعيسى وموسى، ولكن كفروا بمحمد، مضيفًا: "والله والله المشايخ الذين يقولون للمسيحيين أنكم مؤمنين ضللولهم، فأنتبهوا يا مشايخ واللهم بلغت". 

ووجه عبدالجليل رسالة للمسيحيين وقال: "أنتوا طيبين وبشر وهنعاملكم كويس وأخواتنا في الإنسانية لكن العقيدة اللي أنتوا عليها فاسدة، وأرجعوا لربكم، رجعتوا لربكم أهلا وسهلا ولو مرجعتوش أهلا وسهلا، إخواتنا هنعيش في العالم ليس فقط في الوطن، متحابين ومسالمين، ليكم عندنا المحبة والمعاملة الحسنة، ومن ناحية العقيدة لازم تعرف إنها فاسدة، علشان متجيش تقول يوم القيامة محدش قالنا"، متابعًا: "يوم القيامة مش كانوا بيقولوا عيسى الله، ينتظروا عيسى بقى يخلصهم".

وزير الأوقاف: ليس لنا علاقة بسالم عبد الجليل.. ولن نسمح له بصعود المنبر
وإثر تصريحه، قال الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف، إن الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، ليس له علاقة بالأوقاف، مؤكدًا أنه لن يسمح له صعود المنبر.

وأضاف جمعة، في تصريحات صحفية، أن الأديان تدعو للتسامح واحترام الآخر، والمسيحيين أخوة لنا في الوطن، مطالبًا مجلس النواب سرعة البت فى إصدار قانون يجرم الفتوى العامة.

"سموحة" يلغى ندوة لـ"عبد الجليل" حفاظًا على الوحدة الوطنية
كما أعلن المهندس فرج عامر رئيس لجنة الرياضة بمجلس النواب، ورئيس نادي سموحة إلغاء ندوة دينية للشيخ سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف الأسبق، كانت ستقام بمقر النادي.

وكتب عامر، عبر حسابه بموقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" :" نادي سموحة يلغى ندوة دينية للدكتور سالم عبد الجليل حفاظًا على الوحدة الوطنية"، وذلك بعد تصريحاته بأن المسيحيين ديانتهم فاسدة ومن يقول غير ذلك يضحك عليهم، قائلًا: "مناقشة هذه التصريحات على الفضائيات مصيبة سودة.. ولا أتحدث هنا في الاعتقاد".

"المحور" تنهي التعاقد مع "عبدالجليل"
فيما أصدرت إدارة قناة المحور برئاسة الدكتور حسن راتب، بيانًا صحفيًا أعلنت فيه اعتذارها عما جاء من تراشق علي لسان  مقدم برنامج المسلمون يتساءلون مع عقيدة الأخوة المسيحيين ، بالاضافة إلى إنهاء التعاقد مع الشيخ سالم عبدالجليل مقدم البرنامج، وجاء البيان كالتالي:
  
وتتقدم شبكة قنوات المحور الفضائية بخالص اعتذارها عما جاء على لسان أحد مقدمي برامجها الدينية من تراشق مع عقيدة الأخوة المسيحيين ، فيما ترأه ادارة المحور غير معبر عن رسالتها بأي حال من الأحوال، وهي التي تتبنى منذ انطلاقها عام ٢٠٠٢ مبدأ الرأي والرأي الآخر دون مساس أو تجريح.
 
وتابع البيان: وبناءً عليه فقد قررت ادارة قناة المحور برئاسة الدكتور حسن راتب إنهاء التعاقد مع الشيخ سالم عبدالجليل من تاريخه مع الحفاظ على برنامج المسلمون يتساءلون احترامًا لمشاهديه وباعتباره من أقدم برامج القناة وعلامة مضيئة على درب الإسلام السمح ورسالته المتوازنة الخاصة لجميع الرسالات السماوية .

"عبدالجليل" يوضح: اعتذر عن جرح المشاعر
وما لبث أن أصدر الدكتور سالم عبدالجليل، بيانًا حول هجومه على المسيحين، قال فيه؛ "وحيث إنّ البعض اعتبر فيه جرحًا لمشاعر الإخوة المسيحيين، فأنا عن جرح المشاعر اعتذر، وأكرّر تأكيدي على ما أكّدتُه في نفس الحلقة المشار إليها، الحكم الشرعي بفساد عقيدة غير المسلمين - في تصورنا - كما أن عقيدتنا فاسدة في تصورهم، لا يعني استحلال الدم أو العرض أو المال بأي حال من الأحوال، وقلت هذا على الهواء وأكّدته بالفعل منذ أسابيع حين عزّيت على الهواء قسيسًا كان ضيفا على القناة يوم التفجيرات الإرهابية الآثمة.

وتابع عبد الجليل، قائلًا: "كلمة كفر الواردة في القرآن الكريم تعنى المغايرة والتغطية، وليس مقصودًا بها من قريب أو من بعيد المعنى المتداوَل في مصر حديثًا، من كون كافر وصفًا مهينًا لاحتقار الشخص السيئ الخلق والفاجر في الظلم، فهذا المعنى لهذه الكلمة ليس في اللغة العربية، ولم يكن حتى على زمن نزول الوحى، فكيف يكون فى القرآن إهانة لغير المسلمين وهو يجرّم عليّنا سبّ أصنام المشركين، فكيف بالعقل والمنطق سيستخدم كلمة فيها إهانة وسبّ لإنسان، فضلًا عن أنه من أهل الكتاب "وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ".

واستطرد "عبد الجليل"، قائلًا: "إن للإنسان في ديننا حريته في اعتناق ما يشاء، ولا يجوز إكراه أحد على تغيير معتقده، والحساب على الله تعالى، بدليل أنّ الإسلام يأمرنا بحماية كنائس المسيحيين ومعابد اليهود، رغم أنه يقال فيها عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم كلام عكس ما نعتقده تماما، من كونه الصادق الأمين، وهذا أكبر دليل أنّ دين الله لا يبيح الظلم ولا القتل لهم أو لغيرهم، بل لقد أوصى النبى بأهل مصر خيرًا، فاحترامهم مؤكد وإكرامهم أوجب، أما في دنيا الناس فنتعامل بالإخاء الإنسانى والمحبة والبر، ونتعايش بما تعنيه الكلمة من معنى، حتى إن الشريعة الغراء تبيح لنا أن نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم إذا توافق الأهل".