خبراء يكشفون مغزى زيارة "ترامب" للسعودية‎.. وإيران "كلمة السر"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أثار اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المملكة العربية السعودية كأول دولة في جولته الخارجية الأولى، تساؤلات عدة، مفادها السبب في اختيار المملكة، وهو ما ارجعه خبراء العلاقات الدولية إلى أنها من ضمن الثلاثة مراكز الديانات التوحيدية.

كشف بعض المراقبون في شأن العلاقات الدولية، أن زيارة "ترامب"، للمملكة، تعتبر مواجهة للخطر الإيراني، والتصدي لنشر إرهاب إيران في المنطقة، ناهيك عن رغبة الرئيس الأمريكي، في إثبات عدم عدائه للمسلمين.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن أول دولة أجنبية سيزورها ضمن جولته الخارجية الأولى، منذ وصوله إلى رئاسة الولايات المتحدة، ستكون المملكة العربية السعودية، وبعدها إسرائيل، ثم روما وبروكسل، قبل أن يذهب إلى اجتماعات حلف الشمال الأطلسي (الناتو) وقمة مجموعة الدول الصناعية السبع.
 
 
مواجهة الخطر الإيراني أهم الملفات
في ضوء ما سبق قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن العلاقات "السعودية- الأمريكية"، ضاربة العمق حتى طوال رؤساء أمريكا المتعاقدين، لذا يعي "ترامب" لتوطيد العلاقة لادراكه أهمية ذلك، بالإضافة لإمداد السعودية  بالأسلاحة الوفيرة الأن وقت انشغالها بحرب اليمن، وبالتالي أد لانتعاش اقتصاد الولايات المتحدة، لذا تعد أهم الدول لدى "ترامب".
 
وأضاف "اللاوندي"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن سياسة أمريكا ترسم بداخلها وتنفذ في السعودية، فالحرب على اليمن عندما أعلنت كانت من قبل عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، في واشنطن، وذلك يشير أن قرار الحرب اتخذ بضغط من واشنطن.
 
وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن ملف إيران وتدخلها في شئون الدول سيكون أولى الملفات التي سيتم مناقشته على طاولة القمة، لمواجهة الخطر الإيراني والتصدي لحربها الطائفية بين السنة والشيعة.
 
لماذا بدأ بالمملكة العربية السعودية
قال الدكتور طارق فهمي، استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية، إن الإدارة الأمريكية فضلت أن تختار مراكز الديانات التوحيدية الثلاثة -الإسلام، المسيحية، الصهونية-، وهذا الهدف من الزيارة البعد الديني أولاً من ثم السياسي.
 
وأضاف "فهمي"،  في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن "ترامب" سوف يحاول إيجاد إطار معتدل للدول العربية من منصة المملكة، بالإضافة إلى انه سوف يزور بيت لحم عقب  زيارته لإسرائيل، وهذا يشير إلى أن ملف القضية الفلسطنية فتح في القمة بين البلدين "السعودية- أمريكا"، وبالتالي يلفت الأنظار لدور أمريكا في المنطقة.
 
وأشار استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية، إلى أن الزيارة تعد تمهيدًا لتوحد الدول العربية المعتدلة، لتصدي لإيران، ومواجهة خطرها ونشر التشيع.
 
محاربة الإرهاب والتطرف
من جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له "يعكس الدور المحوري للمملكة في العالمين العربي والإسلامي."

وأوضح الجبير في لقاء مع الصحفيين في مقر سفارة المملكة في واشنطن "أن الزيارة تعكس احترام الولايات المتحدة الأميركية للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية التي تسعى دائما إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم "- حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
 
وأضاف"الجبير"، أن " المملكة هي الشريك الأول للولايات المتحدة في العالم العربي والإسلامي، وأن المملكة الشريك الأول للولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف والقضاء على داعش والقاعدة، وأن المملكة في مقدمة الدول التي تتصدى لتدخلات إيران السلبية في شؤون المنطقة وهذا موضوع مهم جدا بالنسبة للولايات المتحدة ولذلك فإن الشراكة مع المملكة أمر مهم جداً."
 
وأكد وزير الخارجية السعودي أن المملكة العربية السعودية دولة أساسية في محاربة الإرهاب والتطرف وهي من قدم مبادرة السلام العربية التي تعتبر الآن مرجع أساسي لحل سلمي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يسعى ترامب إلى إنهائه .
 
الهدف من الزيارة
أبرزت صحف أمريكية وأروبية الزيارة التي يعتزم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" القيام بها إلى السعودية خلال أولى جولاته الخارجية ، حيث رأت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن أحد أهم أسباب التقارب ومحاولة إقامة علاقات قوية بين إدارة ترامب والسعودية هو موقفهما المشترك من إيران، فقد تميل إدارة ترامب للمصالح السعودية أكثر من سلفه باراك أوباما، مؤكدة أن ترامب يأمل أن تكون السعودية صديقا مخلصا يمكنه الاعتماد عليه لإحداث التوازن في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة.
 
طي صفحة الإدارة السابقة
في الوقت نفسه، قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، إن لقاء ترامب بمن وصفتهم قادة العالم الإسلامي، في الرياض، سيرسم ملامح مرحلة جديدة لمواجهة التطرف الذي زعزع المنطقة وزرع فيها عدم الاستقرار، مؤكدة أن الزيارة تأتي تأكيداً للنهج الجديد للإدارة الأمريكية، وطي صفحة الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما، حيث ستبدأ الإدارة الأمريكية وضع أساسا جديدا لمحاربة الإرهاب خلال زيارته للسعودية، وترسيخ دعائم تحالف جديد ضد التطرف والعنف.
 
صفقة أسلحة بمليارات الدولارات
من جهتها، توقعت صحيفة الاندبندينت البريطانية، أن يحاول ترامب دفع الرياض إلى صفقة أسلحة بمليارات الدولارات، حيث نقلت الصحيفة عن مصادر بالبيت الأبيض قولها إن اتفاق قيمته 11.5 مليار دولار لشراء أربع سفن حربية متعددة المهام مع خدمات المرافقة وقطع الغيار، علاوة على برامج شركة "لوكهيد مارتن"، التى تشمل بضع بطاريات من نظام الدفاع الصاروخي "ثاد"، مثل ذلك الذي تنشره واشنطن في كوريا الجنوبية، وتبلغ تكلفته نحو مليار دولار.
 
عودة للعلاقات "السعودية-الأمريكية"
قال  بندر السالم، في عكاظ السعودية: "جرت عادة الرؤساء الأمريكان أن تكون الجولة الخارجية الأولى لهم لدول ترتبط معهم جغرافيا، وبالرغم من ذلك، خرج "ترامب" عن القاعدة وجعل من السعودية وجهته الأولى في وقت تعاني فيه منطقة الشرق الأوسط من عدم الاستقرار الذي يؤثر بدوره على السلم العالمي، لعلمه بأن الأوضاع لن تستقر ما لم يكن للسعودية دور فّعال في المنطقة، كما تعتبر زيارته للرياض مؤشرا على عودة العلاقات السعودية ــ الأمريكية لما قبل حقبة أوباما التي شهدت فتورًا وتراخيًا بسبب سياساته الخارجية المتذبذبة".