في ذكرى وفاتها.. صراع الأمومة والفن في حياة وردة الجزائرية (بروفايل)

الفجر الفني

بوابة الفجر


صراع نفسي طويل عاشته الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، بين أمومتها وفنها، وبدأت القصة عندما نشبت قصة حب بينها وبين الموسيقار الراحل بليغ حمدي، عندما جاءت إلى مصر، لتبدأ أولى خطواتها الفنية في هوليوود الشرق، لكن الحلم لم يكتمل، خاصة بعد رفض والدها لزواجها من "بليغ" بعد تقدمه لخطبتها، والسبب أنه فنان، حيث كان لوالدها تحفظات على دخولها المجال الفني.

 

وبعد فترة، تزوجت وردة، من زوجها الأول جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، ودام زواجهما لمدة عشرة أعوام، ابتعدت خلالهم عن الفن تماما، وأكدت خلال تصريحات لها، أن زوجها الأول كان عسكريا حازما داخل وخارج المنزل، وكان صارما وبارد المشاعر، مؤكدة أنه أجبرها على اعتزال الفن، بالرغم من محاولاتها العديدة لإقناعه طوال سنوات زواجهما، وفِي عام ١٩٧٢، وافقت وردة على دعوة الرئيس الجزائري هواري بومدين، للغناء باحتفالات العيد العاشر لاستقلال الجزائر.

 

وتسبب قرار عودتها إلى الغناء في انفصالها عن زوجها الأول، وكانت قد أنجبت منه ابنين هما رياض ووداد، وعبرت وردة، في أخر حواراتها التليفزيونية، عن حزنها الشديد لحرمانها من ابنتها وداد، وقسوتها عليها التي تحولت إلى جفاء شديد من الابنة تجاه والدتها، وأكدت أنها كانت حريصة على التواصل مع ولديها بعد انفصالها عن والدهما، وكانت تسافر لقضاء الأجازة معهما، بالرغم من انشغالها الشديد في العمل في مصر، وأضافت أن "رياض" كان الأقرب لها من شقيقته، وحرص على الإقامة معها في مصر.

 

تجدد الحب بين وردة، وبليغ حمدي، بعد انفصالها عن زوجها وعودتها إلى مصر، وانخراطها في مجال الغناء والتمثيل، وشجعها على ذلك قربها من "بليغ" الذي أحبها بدرجة كبيرة، ولحن لها معظم أغنياتها قبل وبعد زواجهما، وعقدا القران في منزل الراقصة نجوى فؤاد عام ١٩٧٢، وقضا حياة مليئة بالحب والفن، أنهتها الغيرة، حيث تقول وردة في حوارها الأخير، إن بليغ كان محبًا للفتيات والسيدات، وجعلهن يتقربن منه، مما أشعل نار الغيرة بينهما، وحدث الطلاق.

 

وردة الجزائرية من مواليد فرنسا في ٢٢ يوليو عام ١٩٣٩، لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى "يموت"، ومارست الغناء في فرنسا، وكانت تقدم أغنيات للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم، وأسمهان وعبد الحليم حافظ، ثم عادت مع والدتها إلى لبنان وقدمت العديد من الأغنيات الخاصة بها.

 

توفيت وردة، عام ٢٠١٢، في مثل هذا اليوم الموافق ١٧ من مايو الجاري، بمنزلها قي القاهرة، إثر تعرضها لأزمة قلبية، ودفنت في الجزائر ووصلت في طائرة عسكرية بطلب من رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، وكان في استقبالها العديد من الشخصيات السياسية والفنية ليتم دفنها في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة.