في ذكرى وفاة زوزو حمدي.. أسرار في حياة "ملهمة شاعر الأطلال" (بروفايل)

الفجر الفني

بوابة الفجر


عشرات الأعوام مرت على غناء السيدة أم كلثوم لقصيدته الرائعة "الأطلال" بقلم الشاعر الكبير إبراهيم ناجي، ولكن الكثير منا لا يعرفون القصة الحقيقية وراء كلمات هذه القصيدة، والتي كانت إحدى طرق إبراهيم ناجي، للتعبير عن حبه للفنانة زوزو حمدي الحكيم، التي لم تبادله هذا الحب يوما، وأحبت الصحفي محمد التابعي وتزوجت منه، وظل العاشق يبكي على ليلاه.


وكان لقاؤها الأول بالشاعر الرومانسي والطبيب إبراهيم ناجي، بأحد الصالونات الأدبية عام ١٩٣٢، ويبدو أن ثقافة هذه الفنانة جذبت الشاعر الرقيق فارتبط بقصة حب رومانسية مع زوزو حمدي، وأصبحت ملهمته كما قالت هي مرات ومرات، وكتب حبا فيها قصيدة الاطلال التي شدت بها كوكب الشرق ام كلثوم، كما كتب لها عدة قصائد اخرى، ويوم رحيله في سنة ١٩٥٣، رثته الفنانة زوزو بكلمات مؤثرة، وقالت قبل وفاتها: "أنا ملهمة شاعر الأطلال".

وُلدت "الحكيم" في ٨ نوفمبر عام ١٩١٢، في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية، في عائلة اشتهرت بحب الفن، فسمحوا لها بدخول عالم التمثيل بالرغم من العادات والتقاليد، وتخرجت من المعهد العالي للتمثيل عام ١٩٣٤م، وعملت في الفرقة القومية التي كان يرأسها "خليل مطران" ومن أشهر أدوارها دور "سكينة" مع النجمة راقية إبراهيم، في فيلم "رَيَّا وسكينة" الذي تناول السيرة الذاتية لسفاحتي الإسكندرية.


‎سافرت "الحكيم" إلى الكويت، في فترة الستينيات، وظلت هناك فترة ٤ أعوام، وساهمت بتاسيس المسرح في الكويت، وعملت في العديد من المسرحيات مع الفنانة فاطمة رشدي، مثل "النسر الصغير" "اليتيمة" "مروحه الليدي" و"الملك لير"، ولعبت دور الأم في رائعة المخرج شادي عبدالسلام "المومياء"، وهو الفيلم الذي ما يزال متصدرا قائمة السينما المصرية، وكانت في الفيلم نموذجا للأم الصعيدية الصارمة.

تزوجت "الحكيم" من ثلاثة رجال في حياتها، وكانت الزيجة الأولى في سن صغيرة، ولَم يدم الزواج طويلا بعد إخلال الزوج بشرط الأب في استكمال ابنته لتعليمها، وتزوجت مرة أخرى من الصحفي محمد التابعي، وحدث الطلاق بعد سنوات، وتعتبر الزيجة الثالثة أطول زيجات "زوزو"، حيث امتدت لربع قرن، وأثمرت عن ابنتها الوحيدة التي عاشت الأم تحت رعايتها عندما أصيبت بالشلل قبل وفاتها.


توفيت زوزو حمدي الحكيم، في مثل هذا اليوم، الموافق ١٨من مايو عام ٢٠٠٣، تاركة ورائها مشوار فني وإنساني طويل، ذخر بالنجاحات والأسرار الغامضة، التي مازال يُكشف عنها حتى وقتنا هذا.