زيدان يضع ريال مدريد على أعتاب التاريخ

الفجر الرياضي

زيدان
زيدان


أظهر نادي ريال مدريد الإسباني في الأشهر الأخيرة القيمة الكبيرة للخطة التي وضعها لنفسه من أجل الوصول إلى نهاية الموسم بلياقة بدنية وفنية متكاملة 100%، وهو ما دلل عليه بشكل واضح لاعبون مثل كريستيانو رونالدو وكيلور نافاس.

ووصل النادي "الملكي" بكامل قوته وعنفوانه إلى المرحلة الأكثر أهمية في الموسم الجاري، ويستعد حالياً لخوض مباراتين لتحقيق إنجاز الفوز بالثنائية (الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا)، وهو الإنجاز الذي لم يحققه منذ 1958، وأصبح قريباً للغاية من صناعة التاريخ، رغم أنه لا يزال يحتاج إلى حسم هذا الأمر في الوقت المتبقي من الموسم.

وأثبتت مباراة ريال مدريد التي فاز فيها 4-1 على مضيفه سلتا فيغو الإسباني، أمس الأربعاء، أن الفريق، الذي يقوده فنياً الفرنسي زين الدين زيدان، يتحلى بالثقة بالنفس وأن لاعبيه يتمتعون بأعلى درجات اللياقة الفنية والبدنية.

وكان هدف ريال مدريد هذا الموسم وهو الصعود التدريجي بالأداء الفني من الأدنى إلى الأعلى، وليس العكس كما كان يحدث في المواسم السابقة، التي كان يصل لأمتارها الأخيرة منهكا ويعاني من مشاكل بدنية عدة.

ودللت الأهداف السبعة التي سجلها رونالدو في أخر أربع مباريات لريال مدريد على الحالة الجيدة، التي يتمتع بها اللاعب في اللحظة الحالية.

ولا يقتصر الأمر على هذا وحسب، بل أن النجم البرتغالي أظهر دليلاً آخر على تمتعه بحالة رائعة على المستويين البدني والفني عندما سجل ثمانية أهداف في دوري الثمانية وقبل النهائي لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

ويعتبر كريستيانو رونالدو المثل الأبرز لمسيرة ريال مدريد الرائعة، إذ خاض النادي الإسباني 63 مباراة متتالية وسجل في المتوسط هدفاً على الأقل في كل منها، وهي الإحصائية التي تمنح الكثير من الثقة للفريق قبل مباراتيه الأخيرتين الحاسمتين في الدوري الإسباني ونهائي بطولة دوري أبطال أوروبا.

ويعتبر الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس ثاني أبرز الأمثلة على الخطة الناجحة لزيدان، إذ تعرض هذا اللاعب لحملة شرسة من الانتقادات من قبل الصحافة والجماهير طوال فترة امتدت إلى نصف الموسم بسبب أدائه المتواضع، ولكنه الآن يمر بأفضل لحظاته بعد أن قدم أداء جيداً في عدة مباريات مهمة.

وإذا كانت الأصوات التي علت بانتقاد نافاس قبل شهرين طالبت بالتعاقد مع حارس جديد من أجل الموسم المقبل، وحددت بشكل دقيق خياراتها في الحارس الإسباني دافيد دي خيا، فإن الجدل الآن اتخذ منحى مختلف تماماً حتى وصل الأمر لفرض هذا السؤال: "هل يحتاج ريال مدريد بالفعل إلى حارس أخر؟".

واعتاد ريال مدريد في السنوات الأخيرة الوصول إلى نهاية الموسم منهكاً وهو يعاني من أجل تحقيق أحد الألقاب، كما حدث في موسمي 2014 و2016 عندما فاز بلقب دوري أبطال أوروبا.

ولكنه الآن بات فريقاً مختلفاً، فريقاً يسعى إلى أعلى مستوياته الفنية والبدنية مع اقتراب الموسم من نهايته.

وخاطر زيدان بفقدان الألقاب خلال مشواره هذا الموسم، بسبب خطة عمله الجديدة مع الفريق، ولكن الأمور في الوقت الراهن باتت تسير في الطريق الذي أراده من البداية.

وأحدث المدرب الفرنسي تأثيراً كبيراً على أداء الفريق، بفضل سياسة التناوب القاسية التي تبناها خلال الموسم، مما جعله يخوض كل مباراة بتشكيلة مغايرة عن سابقتها.

ويبدو أن زيدان تخلى الآن عن سياسية التناوب تلك واستقر أخيراً على تشكيلته الأساسية القوية.

ويتبقى لريال مدريد في الوقت الحالي مباراتين نهائيتين، إذ يكفيه التعادل بأي نتيجة أمام ملقا الأحد المقبل لحسم اللقب الأول له في الدوري الإسباني منذ 2012، قبل أن يواجه يوفنتوس الإيطالي في 3 يونيو (حزيران) المقبل بالعاصمة الويلزية كارديف في نهائي دوري الأبطال، وهي البطولة التي يسعى للفوز بلقبها للعام الثاني على التوالي، ليكون أول فريق يحقق إنجاز الحفاظ على اللقب في موسمين متتاليين.

180 دقيقة، إذا لم يكن هناك وقت إضافي في نهائي كارديف، هو كل ما يفصل ريال مدريد عن المجد أو خيبة الأمل، ولكنه على الأقل يدرك أنه يصل إلى هذا التحدي وهو في ظروف مثالية.