مى سمير تكتب: رئيس أمريكى يستشير "عرافة" قبل اتخاذ قراراته الاستراتيجية

مقالات الرأي



البيت الأبيض أصدر بيانًا رسميًا أكد فيه هذه الحقيقة

■ 21% من الأمريكيين يعتقدون بوجود علاقة لحكومتهم بكائنات فضائية.. و14% يؤمنون بالكائنات الأسطورية

■ برنامج أمريكى ينقل حديث الموتى إلى أقاربهم.. والضيوف يؤكدون: كلامهم حقيقى


يقول الفيلسوف البريطانى برتراند راسل، «إن الخوف هو المصدر الأساسى للخرافات، وأحد أهم مصادر القسوة، لذا فالانتصار على الخوف هو بداية الحكمة»، وما بين الإيمان بالقدرة على التواصل مع الأرواح إلى عالم مطاردة الأشباح، يبدو أن الشعب الأمريكى فقد طريقه إلى الحكمة بعد انتشار ظاهرة الوسطاء الروحيين ومطاردة الأشباح وسيطرة هذه الظواهر على عقول كثير من المشاهير وقادة الرأى فى المجتمع الأمريكى.

فى تحقيق بعنوان «لماذا يؤمن البعض بـ«الظواهر غير الطبيعية»، نشره موقع سينتفايك أمريكان، كشفت دراسة أجراها مركز «هذا ذا هارييس الأمريكى»، عن أن 71% من الشعب الأمريكى يؤمنون بالمعجزات، ويعتقد 42% من الأمريكيين بوجود الأشباح، ويؤمن 41% بالظواهر غير الطبيعية، بينما يصدق 29% علم الفلك.

كما أظهرت دراسات إحصائية أخرى عن مدى توغل الخرافات فى المجتمع الأمريكى، تشير إلى أن 21% من الشعب الأمريكى يعتقد أن الحكومة الأمريكية على علاقات مع الكائنات الفضائية، وأنها تخفيها فى مكان سرى، ويؤمن 14% من الأمريكيين بوجود بعض الكائنات الأسطورية.


1- ريجان يستشير عرافة قبل الترشح لولاية ثانية

فى عام 1988 صرحت منجمة أمريكية شهيرة، تدعى جوسى جيلسون، بأن الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت رونالد ريجان كان يستشيرها بشأن قرارات البيت الأبيض الرئيسية، ودفعت هذه التصريحات البيت الأبيض إلى إصدار بيان رسمى فى مايو 1988، حيث صرح مارلين فيتزواتر، المتحدث باسم البيت الأبيض، بأن الرئيس ريجان وزوجته نانسى، مهتمان اهتماماً كبيراً بعلم التنجيم دون أن يؤثر ذلك على أى قرارات سياسية هامة، وأن اهتمام الرئيس وقرينته بالفلك زاد بعد محاولة اغتياله فى مارس 1981.

وكان عدد من العاملين فى إدارة ريجان، أكدوا الدور الكبير الذى لعبه الفلك فى حياة ريجان، حيث صرح مسئول سابق لجريدة نيويورك تايمز، بأن ريجان قرر خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، لولاية ثانية، بعد استشارة علماء الفلك.

وفى وقت مبكر من حياته السياسية وبعد انتخابه حاكما لولاية كاليفورنيا، أصر رونالد ريجان، على تنصيبه حاكماً فى تمام الساعة الثانية عشرة و10 دقائق بالضبط، وذكرت تقارير إخبارية أنه اختار هذا التوقيت بعد استشارة علماء الفلك.

اليوم هناك كثير من قراء الطالع المشاهير فى الولايات المتحدة الأمريكية، يتمتعون بعلاقات قوية مع رجال الفن والسياسة مثل قارئة الطالع الشهيرة تيرى نازون، التى تربطها صداقة قوية بأغلب أعضاء الكونجرس ورجال السياسة فى واشنطن دى سى، كما أنها تقدم استشارات خاصة لرجال المال والأعمال.

أما فى هوليوود فإن النجمة السينمائية، أنجلينا جولى، على سبيل المثال، تعتمد على قراءة الفلك على الطريقة البوذية، وتعتمد على قراءة الطالع فى تحديد مواعيد أعمالها الفنية، وخطط رحلاتها وكذلك العلاجات الطبية التى تحصل عليها، كما تؤكد نجمتا الغناء جينفير لوبيز، والليدى جاجا، بأهمية علم الفلك فى حياتهما.


2- شاب يستضيف المشاهير فى برنامج على الهواء وينقل لهم رغبات موتاهم

تشهد أمريكا انتشار ظاهرة الوسطاء الروحيين، الذين تحولوا إلى نجوم ومشاهير ويعتمد عليهم نجوم السياسة والفن فى كثير من شئون حياتهم، ومن أشهرهم شاب يدعى تايلر هنرى يبلغ من العمر 21 سنة، ويقدم تايلر برنامجاً شهيراً على محطة إى الأمريكية، تحت اسم «الوسيط الروحى فى هوليوود.. مع تايلر هنري»، ويرصد البرنامج تفاصيل جلسات تحضير الأرواح فى بيوت المشاهير.

وشارك فى البرنامج كثير من نجوم المجتمع الأمريكى مثل عائلة كارداشيان، ونجوم الفن مثل الممثلة إيفا لانجوريا والنجم توم أرنولد، ويبلغ عدد مشاهدى البرنامج أكثر من 3 ملايين مشاهد أسبوعياً، وتحول تايلر إلى نجم شهير بفضل هذه الجلسات.

ويقوم تايلر فى الجلسة باستدعاء روح أحد أقارب الضيف الذى يظهر معه فى الحلقة والذى يبعث برسائل إلى الضيف حول حياته ومستقبله، يؤكد أغلب ضيوف تايلر، أن كل ما يقوله من رسائل من قبل المتوفى هى رسائل حقيقة وأن المعلومات التى تتضمنها الجلسة لا يعلمها أحد سوى المتوفى، ولا يمكن أن يعرفها تايلر من خلال أى مصدر آخر.

واكتسب تايلر شهرة واسعة فى مدينته الصغيرة هانفورد بولاية كاليفورنيا، حيث كان يقوم بمثل هذه الجلسات مع زملائه من الطلبة فى المدرسة الثانوية والمدرسين، ووصلت شهرته إلى هوليوود، ما دفع محطة «إى» إلى إنتاج هذا البرنامج له فى عام 2016، ومن المنتظر عرض الجزء الثانى من البرنامج هذا العام.

وبدأ تايلر هنرى، فى كتابة مذكراته لتنشر فى كتاب يتناول تفاصيل حياته كوسيط روحى، وكيف يتواصل مع الأرواح ومتى أدرك هذه القدرة وكيف استطاع تنميتها.


3- ضابطة شرطة تستقيل بعد اكتشاف قدراتها الروحية

هناك قائمة طويلة من الوسطاء الروحيين فى أمريكا الذين يعلنون عن أنفسهم فى مواقع أو يقدمون برامج فى مختلف المحطات، وتبدو ثقافة التواصل مع الأرواح متأصلة فى الشعب الأمريكى، حيث يؤمن ما يقرب من نصف المجتمع بوجود الأرواح وإمكانية التواصل معها.

ومن أشهر الوسطاء الروحيين فى أمريكا ضابطة شرطة سابقة، تدعى تيا بيل، اكتشفت قدرتها على التواصل مع الأرواح أثناء عملها كمحققة شرطة، ما دفعها لترك عملها وافتتاح متجر فى نيوجيرسى يحمل اسم «ذا كرافت» ومن خلال هذا المتجر قدمت جلسات تحضير أرواح لقراءة طالع ضيوفها، حققت تيا بيل نجاحاً كبيراً ما دفع إحدى المحطات التليفزيونية إلى إنتاج برنامج تليفزيونى لها، وتتمتع تيا بشخصية صارمة وصريحة ما أكسبها شهرة كبيرة.

أما أشهر وسيطة روحية فى نيويورك، فهى السيدة تريزا كابوتو، وهى ربة منزلة بسيطة اكتسبت شهرة واسعة فى الولايات المتحدة بسبب ما تزعمه من قدرات للتواصل مع الأرواح، تتخصص تريزا فى التواصل مع الأرواح التى تريد إنهاء قضايا معلقة مع قريب لها على قيد حياة.

وتختلف تريزا عن غيرها بأنها تقوم بتجهيز جلسات جماعية لتحضير الأرواح من أجل تحضير الأرواح، تؤكد تريزا أن دورها ينحصر فى مساعدة زبائنها من أجل الحصول على إجابات بشأن القضايا العالقة مع أحبائهم الذين غادروا الحياة، هى لا تقرأ الطالع أو المستقبل ولا تستخدم الأرواح فى معرفة المجهول، فقط تساعد الأحياء فى التواصل مع الموتى من أجل إغلاق أى قضية معلقة.

ويستمر مسلسل عالم الظواهر غير الطبيعية فى أمريكا وحالة الهوس بكل ما هو متعلق بعالم الأرواح والأشباح، كما يشتهر العالم العربى باستخدام البخور لبث الطاقة الإيجابية وطرد أى طاقة سلبية من المنزل أو الأماكن المغلقة أو إبعاد العيون الحاسدة، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت تشتهر أيضا بظاهرة مطاردة الأشباح، وليس المقصود الفيلم الشهير «طاردو الأشباح» بأجزائه المتعددة، ولكن المقصود طاردو أشباح حقيقيين يستخدمون قدراتهم الخارقة فى طرد الأرواح الشريرة من الأماكن.

«جوست هونتيرز» هو مسلسل تليفزيونى واقعى أمريكى، تم عرضه لأول مرة فى 6 أكتوبر 2004، على قناة سيفى، ويقدم البرنامج مطاردا الأشباح، جايسون هاويس وجرانت ويلسون، اللذان يحققان فى الأماكن التى يعتقد أنها مسكونة.

واستمر عرض البرنامج لما يقرب من 12 عاماً وسط متابعة كبيرة من الجمهور الأمريكى، ويعتمد هذا الفريق فى مطاردة الأشباح على الوسائل التكنولوجية، حيث يستخدم خلال التحقيقات معدات مختلفة بما فى ذلك موازين الحرارة الرقمية، والموجات الكهرومغناطيسية، وكاميرات التصوير الحرارى الليلية، وكاميرات الفيديو الرقمية المحمولة والساكنة، والمسجلات الصوتية الرقمية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

لخص الطبيب والمؤرخ الفرنسى، جوستاف لوبون، هذا الشغف الكبير بعالم الأرواح والغيبيات، بقوله إن المنطق يفشل عندما يقع فى صدام مع المشاعر والعواطف لذلك تستمر الخرافات لقرون رغم تناقضها مع أبسط حدود المنطق.