المصري يكسب.. فانوس رمضان من داخل ورش تحت الربع (فيديو)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أعمدة من الأسلاك الحديدية، تكسوها أمتار من الأقمشة ذات النقوش الإسلامية التراثية،  تصنع في أجواء روحانية، لترسم فرحة مزينة بالأنوار، تأخذك إلى عبق الماضي، حيث التراث المصري الأصيل، ليخرج علينا  شهر "رمضان" الكريم، هذا العام بنكهة زمان ليعود بنا إلى أشياء ظننا أننا نسينها.

 

بمجرد أن تطأ قدميك داخل منطقة "تحت الربع" والواقع فيها شارع الخيامية الموازي لشارع المعز لدين الله الفاطمي، تجد نفسك محاطًا بورش صناعة "فوانيس الخيامية"، والتي يستخدم في جميع مراحل تصنيعه مواد خام مصرية، بداية من "القماش والحديد"، حتى استكمال "الفانوس" في شكله النهائي، حتى يكون في متناول أيدي الجميع، ليستمتع الفقير قبل الغني.

 

ويمثل فن صناعة "الخيامية"، في مصر أحد الفنون التراثية المصرية الأصيلة التي استخدمت منذ عشرات السنين بنقوشها المميزة في تغطية جوانب السرادق في الكثير من المناسبات المختلفة، ونظراً لتميزها وألوانها المبهجة أصبحت الآن تستخدم في الكثير من المناسبات والأغراض الأخرى، من أهمها فانوس الخيامية والذي أصبح من أحدث التصميمات لفوانيس رمضان، لاسيما عقب وقف استيراد "الصيني".

 

ما بين خامات فوانيس السلك، والعديد من أمتار قماش الخيامية،، والعديد من مقاصات الشمع، تجهيزًا لإخراج الفانوس بشكله النهائي، يعمل العديد من صانعو فوانيس الخيامية، الذين يقبعون طوال اليوم داخل الورشة، بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، متحملين استعدادًا لشهر رمضان ولإرضاء العملاء.

 

 فانوس الخيامية ضرب الصيني

في البداية يقول "أحمد السيد"، أحد صانعي الفوانيس المصرية، بمنطقة "تحت الربع"، إنه ورث حرفة صناعة الفانوس، عن والده وأجداده، فمنذ نعومة أظافره، وهو يعمل فيها، البداية كان يساعد والده، إلا أن أصبحت مهنته الأسياسية، الذي كان يتربح منها أضعاف هذا الزمن، قائلاً: "زمان كنا بنصنع الفانوس الصاج، وكان التربح منه وفير، ولكن بعد ارتفاع أسعار الصاج، والخامات، وخاصة أن فيها أشياء مستوردة، اتجهنا للفانوس المصنع من الخيامية، خاصة أن (الصيني) مالوش مكانة دلوقتي، بعد وقف استيراده والموجود قديم، والناس زهقت من شكله التقليدي، والحمدلله ربنا كرمنا السنة دي أكتر والطالبيات بتزيد وضربنا الصيني".

 

ويضيف "السيد": أنهم يبدأو يجهزوا لموسم رمضان، عقب العيد الأضحى المبارك، حتى الأن لكي يتمكنوا من انهاء الكميات المطلوبة، مشيرًا إنه يبدأ عمله من الساعة السابعة صباحًا حتى الحادية عشر مساءً، بشكل يومي، حتى مع بداية شهر رمضان يظلوا يعملو لأن في إقبال على الخيامية بشكل كبير".

 

أسعار الفوانيس حسب الحجم

وتابع "السيد"، أن "الخامات التي يحتاجها الفانوس جميعها مصرية،  فهي تتلخص في الأقمشة الخيامية الجاهزة، ومسدس شمع ،ومجموعة من الشمع، وأسلاك حديدية، وأنوار للإضاءة، ومن الممكن نستخدم شمع مستورد لأنه الأكثر انتشارًا"، لافتًا إلى أن مدة صناعة الفانوس حسب حجمه تبدأ من  نصف ساعة حتى ساعة أو اثنين، أما عن سعره أشار إلى أنه يبدأ من سعره 40 جنيه حتى 200 جنيه.

 

انتعاش للاقتصاد المصري

لفت صانع الفانوس، إلى أن رمضان هذا العام أثبت أن التراث المصري الأصيل هو الأصل، وأن شىء دخيل علينا مصيره الزوال مثل الفوانيس الصيني، مؤكدًا أنه كان من الممكن أن تستغل الدولة موسم شهر رمضان، وتفتح المصانع المغلقة، وتشغيل جميع الحرافين في صناعة الفوانيس بجميع أشكالها المصرية، لانتعاش الاقتصاد المصري، مطالبًا الدولة بالاهتمام بهم وبصنعتهم، وتشغيل الكثير من الشباب: "فتحة رزق للجميع زي ما أنعش جيوبنا".

 

فانوس الخيامية يغزو السوق الإماراتي

استطرد" السيد"، قائلاً: بالتزامن مع وقف استيراد الصيني، المنتج المصري-فانوس الخيامية- تم تصديره للخارج بنسبة كبير، كدول: "الكويت، والسعودية، والمغرب، والإمارات"، مؤكدًا أن المنتج المصري قبل وقف الإستيراد كنا بنصدره بنسبة 10في المائة، أما حاليًا بنسبة تتعدى 75 في المائة، خاصة دولة الإمارات الإقبال على المنتج المصري كبير.


الفيديو من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا