نكشف أسرار غياب دور "قطر" بعد انطلاق عاصفة الحزم في اليمن

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كانت تلعب قطر دورًا كبيرًا في اليمن حتى قبيل انطلاق عاصفة الحزم مارس 2015 م، المساندة للشرعية اليمنية والشعب اليمني ضد انقلاب الحوثيين والمخلوع صالح سبتمبر 2014 م.

 

ويقول مراقبون لـ"الفجر"، إن قطر دائمًا تعمل في الاتجاه المعاكس للسعودية, فحين كانت السعودية تحارب الحوثيين في الحروب الست عقب اعتداءهم على حدودها في جبل الدخان، كانت قطر تستضيفهم وتعقد معهم لقاءات في الدوحة.

 

وأضافوا: عندما صاغ مجلس التعاون الخليجي المبادرة الخليجية لحل الخلاف في اليمن بين صالح وثوار 2011 وحزب الاصلاح وقفت قطر ضد السعودية وبدأت تدعم أطراف يمنية لرفض المبادرة والتمرد عليها وكانت تدعمهم بكل قوة ضد المخلوع صالح.

 

ولكن عندما انطلقت عمليات التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية والإمارات ضد المخلوع صالح الذي كانت قطر تدعم معارضيه للإطاحة به سرعان ما اختفى الدور القطري ضد المخلوع صالح وانحسر مع انطلاق عمليات عاصفة الحزم التي تستهدف الحوثيين والمخلوع صالح، مما يثير الكثير من التساؤلات حول تعمد قطر المضي في الطريق المعاكس للسعودية على وجه الخصوص ودول مجالس التعاون الخليجي بشكل عام.

 

وتدور الكثير من الأسئلة في الساحة اليمنية والخليجية حول تراجع الدور القطري في اليمن بعد انطلاق عاصفة الحزم في مارس من العام 2015 وتشكيل التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية إثر الانقلاب الذي نفذه الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في الواحد والعشرين من سبتمبر من العام 2014 وإسقاط العاصمة اليمنية صنعاء وتهديد حدود السعودية والإقليم بأكمله بإسناد إيراني واضح.

 

ورغم أن دولة قطر أعلنت منذ البداية دعمها الكامل وتأييدها لعاصفة الحزم وانضمامها للتحالف العربي، إلا أن كثيراً من المراقبين يرون أن الدولة الخليجية التي كان لها إسهامات مهمة في الساحة اليمنية قبل سنوات اتخذت خطوة إلى الوراء وحجمت دورها في اليمن، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول الأسباب في ظل مطالب يمنية بتفعيل الدور القطري وانتقادات لذلك لغياب ذلك الحضور الذي يراه الكثيرون مهما بالنظر إلى إسهامات قطر المهمة في المنطقة.

 

ولوحظ خلال العام قبل الماضي، الذي شهد انطلاق عاصفة الحزم وتشكيل التحالف العربي بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، انحسار وتراجع الدور القطري في اليمن مقابل حضور لافت لدولة الإمارات العربية المتحدة التي شاركت بفعالية في أكثر من منطقة يمنية، وخاصة دورها المعروف في مدينة عدن إلى جانب القوات السعودية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بالإضافة إلى إسهامها في مأرب قبل أن تسحب قواتها من هناك إثر مقتل أكثر من 70 من جنودها في قصف لتجمع قواتها في صافر بمأرب شرقي اليمن قبل أشهر.

 

ويرى مراقبون أن الفاعلية بين دول التحالف انحصرت بين المملكة العربية السعودية قائد التحالف في اليمن ودولة الإمارات، بالإضافة إلى مساهمة بحرينية محدودة ومساهمة من القوات السودانية في مدينة عدن وقاعدة العند الجوية المتمثلة في تدريب المقاتلين الجدد من الجيش الوطني وحفظ الأمن في المدينة، وهو ما دفع الكثيرين إلى التساؤل حول تراجع الدور القطري وأسباب غياب دولة قطر التي ظلت حاضرة في الملف اليمني خلال السنوات الماضية.

 

وكانت قطر قد رعت أكثر من مرة جولات المفاوضات بين الحوثيين ونظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وهي المفاوضات التي انتهت برفض صالح الالتزام بوساطتها في عهد الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهو ما فاقم الأوضاع في البلاد حينها.