في ذكرى وفاة ميمي شكيب.. فضحها "السادات" وقتلها صفوت الشريف!

الفجر الفني

بوابة الفجر


من شرفة منزلها المتواضع بمنطقة وسط القاهرة، في مثل هذا اليوم، الموافق ٢٠ من مايو عام ١٩٨٣م، أُلقيت الفنانة الراحلة ميمي شكيب، على يد شخص مجهول، بطريقة قاسية جاءت مناسبة للنصف الثاني من حياتها، حيث المرض النفسي والوحدة وتجاهل المنتجين لها، وذلك بعدما تم القبض عليها بتهمة ممارسة الدعارة، في إحدى السهرات التي كانت تحرص على إقامتها في منزلها، ويحضرها كبار رجال الدولة.

ملامح جميلة وأنوثة طاغية، جعلت "شكيب" إحدى نجمات الوسط الفني، وشاركت في العديد من الأفلام الهامة، أبرزها "الحموات الفاتنات" و"شاطئ الغرام" و"القلب له واحد" وغيرهم، ولكنها انجذبت للحياة الصاخبة وأضواء الشهرة والعلاقات بكبار رجال الدولة، والتي انتهت بوصمة في حياتها الشخصية، سُميت بقضية "الرقيق الأبيض" واتهمت بإدارة منزلها للأعمال المنافية للأداب، وتم حبسها والإفراج عنها بعد ١٧٠ يومًا، بسبب عدم القبض عليها في حالة تلبس.

عانت "شكيب" من الوحدة وتجاهل المنتجين لها، في الفترة الأخيرة من حياتها، وتسبب ذلك في لجوئها إلى العلاج النفسي بعدما تخلى الجميع عنها، وقدمت أدوار محدودة في سنواتها الأخيرة، وكان أخر أفلامها هو "السلخانة" عام ١٩٨٢م، لم تطل بعدها على الجمهور، حتى انتشر خبر مقتلها على يد شخص مجهول، وأشارت أصابع الاتهام لبعض رجال السياسة في ذلك الوقت، ولكن نسى الجميع الجريمة، وأصبحت من أشهر الفنانات اللاتي اتهمت بقضايا الأداب.

ويُقال إن بداية القصة، كانت بإصدار الرئيس السابق محمد أنور السادات، أوامر بتكثيف الرقابة على هاتف الرائد عبدالسلام جلود، بعد معرفة الأول بأمر محادثة هاتفية دارت بين العقيد معمر القدافي، و"جلود"، تضمنت الإساءة إلى عِرض بنات "السادات" بأمور مشينة، مما اضطر الأخير لإحداث قضية تشغل الرأي العام وقتها، وفِي عام ١٩٧٤م، ألقت شرطة الأداب القبض على "ميمي شكيب" و٨ أخريات، بتهمة ممارسة الدعارة.

وقد صدرت أوامر عُليا وقت التحقيق في القضية، إلى جميع الصحف الكبرى في مصر، بتسليط الضوء على القضية، ونفذ أصحاب الصحف الأوامر، وعُرفت القضية باسم "شبكة الرقيق الأبيض"، فيما فجرت المحامية برلنتي عبد الحميد، مفاجأة غريبة، عندما تم إلقاء القبض على صفوت الشريف، أخد الرموز السياسية الفاسدة، بعد اندلاع ثورة ٢٥ يناير عام ٢٠١١، وأكدت خلال التحقيق معه، أنه كان أحد الأطراف المتورطين في قضية "الرقيق الأبيض"، مما دفع البعض لربط حادث مقتل ميمي شكيب به.

 ميمي شكيب هي شقيقة الفنانة زوزو شكيب، وولدت في ٢٥ ديسمبر عام ١٩١٣ في القاهرة، وبدأت مشوارها الفني مع فرقة نجيب الريحاني، حيث تتلمذت علي يده، وشاركت في العديد من مسرحيات الفرقة وكان من أشهرها مسرحية "الدلوعة"، وتميزت بأداء أدوار السيدة الأرستقراطية  والغازية أو الراقصة في الريف وبنت البلد والعالمة أوالراقصة في المدينة، وغيرها.

تزوجت "شكيب" مرة واحدة، من الفنان سراج منير، عام ١٩٤٢م، واستمر زواجهما قائما حتى رحل "منير" عن عالمنا عام ١٩٥٧م، وقد اعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية، حيث كان مبنيا على التفاهم والحب والاحترام المتبادل في تلك الفترة.