بالدلائل.. هذه الأسلحة وراء غضب "البشير" من السيسي وتوجيه اتهامات خطيرة للجيش المصري (فيديو وصور)

تقارير وحوارات

عمر البشير وعبدالفتاح
عمر البشير وعبدالفتاح السيسي


وجهت السودان بصورة رسمية اتهامات لكل من مصر وجنوب السودان، بدعم وتسليح حركات التمرد في دارفور، إثر تجدد القتال خلال الأيام الماضية بين الحركات المسلحة من جانب، والجيش السوداني وقوات التدخل السريع، الموالية للرئيس عمر البشير من جانب آخر.

وصرح الرئيس السوداني، أمس الثلاثاء، خلال كلمة أمام المتقاعدين من القوات المسلحة، بأنه تم ضبط 7 عربات مدرعة مصرية، و180 عربة مسلحة، شاركت في المواجهات مع الجيش السوداني، ساخرًا من دعم القاهرة وجوبا للمتمردين، قائلًا: "نقول للطرفين: أرسلوا المزيد من الأسلحة والسيارات القتالية، لأن مثل هذه المعارك بالنسبة لنا، تمارين وليست عمليات حربية. يكفي أن قواتنا استلمت في نصف ساعة فقط (180) عربة حيّة مسلحة، و(7) عربات مدرعة مصرية".

وأدان "البشير" دعم مصر للمتمردين، مذكرًا القاهرة ببعض المواقف التي ساند فيها السودان شقيقته وجارته الكبرى، موضحًا: "حاربنا في جنوب السودان عشرين سنة ولم يزوّدنا المصريون برصاصة واحدة، معتبرين الأمر شأنًا داخليًا، وقاتلنا مع المصريين في حربي 1967 و1973، ولم يزودونا برصاصة واحدة كذلك، وحتى الذخائر التي اشتريناها منهم كانت فاسدة".

وطمأن الرئيس السوداني مواطنيه بأن البلاد "في أيد أمينة"، متفاخرًا بصمودها أمام ما وصفه بـ"الكيد والتآمر".

لم يكن ﺃﻣﻴﻦ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﺮ، ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻔﺎﻭﺿﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺳﻼﻡ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، بنفس وضوح الرئيس السوداني في الاتهامات المباشرة لمصر، إلا أنه صوب سهام التلميحات إلى القاهرة بدعمها ﻟﻠﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﻤﺖ ﺷﺮﻕ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، بالسلاح، لافتًا إلى أن الهدف من ذلك هو استمرار الصراع في دارفور، وبالتالي استمرار العقوبات الأمريكية بعد قرار الولايات المتحدة برفعها.

وقال "حسن" ساخرًا: "هل يعتقدون أنه بـ140 سيارة ستعجز حكومة السودان أن تردهم، ولكن الهدف الرئيسي أن يكون هناك اشتباكات في دارفور، وللأسف هذا مؤسف جدا، أن تجعل هذه الحركات استمرار العقوبات على السودان".

وأضاف كبير مفاوضي الحكومة السودانية: "معلوم أن الأخوة في مصر يدعمون خليفة حفتر، وحكومة جنوب السودان، وسيقولون نحن أعطينا الأسلحة لحليف في ليبيا، وإن كانت ضلت الطريق فلا تسألوننا"، متابعًا: "هذا الكلام من حيث الشكل لا غبار عليه، ولكن صاحب العقل يميز".

من جانبها، أكدت مصر احترامها الكامل لسيادة السودان وعدم تدخلها في الشئون الداخلية لأية دولة، مشددة على أنها "ولم ولن تتدخل يوما في زعزعة دولة السودان الشقيقة أو الإضرار بشعبها".

وردًا على اتهامات الحكومة السودانية، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا، قالت فيه "إن القاصي والداني يعلم جيدا أن مصر كانت الداعم الرئيس لوحدة السودان شمالا وجنوبا، وبذلت كل الجهود لجعل خيار الوحدة هو الخيار الجاذب لشعب جنوب السودان قبل الاستقلال"، معربة عن أسفها للتصريحات السودانية، موضحة أنها "وظفت دبلوماسيتها علي مدار قرابة الخمسة عشر عاما للدفاع عن السودان ضد التدخلات الأجنبية ومحاولات فرض العقوبات علي المسئولين السودانيين وإدانة السودان في المنظمات والمحافل الدولية، كما شاركت مصر في جميع مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد الدارفورية".

يُذكر أن مواجهات مسلحة تجددت الأيام الماضية بين قوات موالية للبشير، وحركات مسلحة دارفورية، حيث أعلن الجيش السوداني تصديه لهجومين متزامنين، تسللا من ليبيا وجنوب السودان، وأنه ألحق بالقوات المهاجمة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وقتل وأسر عددًا من كبار قادة التمرد، وذلك بعد شهور من هدوء نسبي شهدته البلاد.