بعد تصريحات "تميم".. قطر تتبرأ من الإخوان

عربي ودولي

تميم بن حمد أمير
تميم بن حمد أمير قطر


قال وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثان، الخميس، إن بلاده تتعرض لحملة إعلامية "مسيئة"، خصوصا فى الولايات المتحدة، وزعم أنه لا توجد أدلة على علاقة الدوحة بالإخوان المسلمين، موضحا أن الإعلام هو الذى يثير الأمور عن وجود تلك العلاقة بين قطر وجماعة الإخوان، وذلك على الرغم من احتضان قطر العديد من قيادات الإخوان المسلمين الإرهابية، الذين فروا من مصر عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى.

وانتقد أداء الوسائل الإعلامية التى قال إنها استغلت التصريحات "الكاذبة" التى نقلتها وكالة الأنباء القطرية خلال تعرضها لهجوم إلكترونى عن أمير قطر تميم بن حمد، واعتبر أن تعامل هذه الإعلام مع الأمر "يعكس مهنيتها"، مشيدا بـ"الرأى العام الخليجى الواعى" فى هذا الشأن، وقال إن دول الخليج العربية الأخرى لم تتصل ببلاده فيما يتعلق بالسجال الإعلامى الدائر.

وشدد الوزير، فى مؤتمر صحفى، مع نظيره الصومالى يوسف جراد عمر أحمد فى الدوحة، على "سعى قطر لعلاقات خليجية متينة لأننا نؤمن بأن مصالحنا ومصيرنا واحد"، وعن حقيقة وجود "ضغوط أمريكية" على قطر للنأى بنفسها عن جماعة الإخوان التى تصنفها دول خليجية "منظمة إرهابية".

 قال الوزير القطرى: "لم نتلق أى طلب من مسؤولين أمريكيين لقطع علاقتنا بأى طرف"، مشيرا إلى أن "قطر ستتعامل مع الإخوان المسلمين لو كانوا جزءا من أى حكومة"، وأن بلاده لا تتعامل مع الأحزاب السياسية بل تتعامل مع الحكومات.

 وأضاف أن "العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر قوية دوما واستراتيجية"، وتابع أن أمير قطر التقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الرياض على هامش القمة الأمريكية العربية الإسلامية، وأن المحادثات ركزت على أهمية هذه العلاقات، لكنها لم تتطرق إلى مسألة الموقف من جماعة الإخوان، لأنه "ليس هناك أى دليل على أن قطر لها علاقة بالإخوان المسلمين".

وتابع: "الحملة مستمرة على دولة قطر، خصوصا فى الولايات المتحدة"، مشيرا إلى نشر "13 مقال رأى" خلال الأسابيع الـ5 السابقة "من كتاب مختلفين فى الولايات المتحدة"، وقال: "فى يوم الهجوم الإلكترونى، كان هناك مؤتمر فى واشنطن يتحدث عن قطر ولم ندع إليه، ودعى إلى المؤتمر جميع الكتاب الذين كتبوا مقالات الرأى هذه ضد دولة قطر"، مضيفا: «فى نفس الليلة حدث الهجوم، هل هذا صدفة؟ لا نعرف حتى الآن".

وهون الوزير من مخاوف حدوث شقاق مع دول الخليج العربية الأخرى بسبب ما وصفته قطر بتصريحات "مفبركة" لأميرها تنتقد السياسة الخارجية الأمريكية.

وقال إن الدول الخليجية العربية لها نفس المصالح والمصير، وأضاف: "نسعى لعلاقات خليجية متينة لأننا نؤمن بأن مصالحنا ومصيرنا واحد"، وذكر أن قطر أجرت مناقشات إيجابية للغاية فى الرياض بشأن العلاقات بين الدول الخليجية

وحول احتمال نقل قاعدة "العديد" الأمريكية من بلاده، قال "آل ثان": "هذا الأمر تحكمه اتفاقية وأى شىء يتم سيكون وفقا لبنودها"، فيما أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى أد رويس أن الكونجرس سيبحث نقل القوات الأمريكية خارج قاعدة "العديد" فى قطر، إذا لم تغير الدوحة سلوكها.

وأضاف، فى ندوة بواشنطن، أنه سيطرح قانونا على الكونجرس لمعاقبة الدول التى تدعم ماليا وإعلاميا فروعا لجماعة الإخوان المسلمين بما فيها "حماس" وجماعات متشددة أخرى، وخص المسؤول بالذكر قطر، التى توجد على أراضيها قاعدة "العديد" الجوية، أكبر القواعد العسكرية الأمريكية فى العالم، وتوعدها بفرض عقوبات ضدها، مضيفا "أعتقد أنه فى حال لم تتغير تصرفات قطر، فطبعا ستكون لدينا إرادة بالتطلع لخيارات أخرى للقاعدة العسكرية".

ورأى أنه من غير الملائم أن تستضيف قطر القوات الأمريكية وفى ذات الوقت تدعم حركات متشددة، مشيرا إلى أن التعريف الذى استخدمه لقطر أنها دولة ساعدت فى تمويل "القاعدة" و"داعش" و"الإخوان" و"طالبان"، ولا يمكننى أن أفهم لماذا. 

وكان وزير الدفاع الأمريكى الأسبق روبرت جيتس قال إن مغادرة القوات الأمريكية مراكزها فى قطر "مسألة معقدة"، وإن واشنطن قد تفكر فعليا فى بدائل لقاعدة "العديد" بسبب ارتباط الدوحة بـ"جماعات إرهابية".