"فيروز والرحباني".. زواج بلا استلطاف (فيديو)

الفجر الفني

بوابة الفجر


استكمل برنامج "الموهوبون في الأرض"، الذي يُعرض على شاشة "التليفزيون العربي"، حديثة في الخوض في المسيرة الفنية الزاخرة للمطربة اللبنانية فيروز، وعلاقتها الوطيدة بعائلة الرحباني التي سعت إلى حمايتها من الانجراف وراء أضواء الشهرة في مصر، من خلال إبعادها عن الإغراءات الكثيرة المسلطة عليها.

وكان الرحابنة، يرون أن الفنانة القديرة فيروز، لن تكون صوت الرحابنة فقط بل ستكون صوت لبنان المستقل والفريد، وفي عام 1954 كانت أعلى أغنية في الإذاعة المصرية للفنانة فيروز وكانت تُعاد باستمرار بناء على طلب المستمعين، فيما قالت الصحافة المصرية بأن أقارب فيروز وهم عاصي رحباني ومنصور رحباني ولدوا في إحدى القرى بمدينة طنطا بمحافظة الغربية.

والدهما حنا إلياس رحباني  والذين يعتبران من عظماء الموسيقى العربية والعالمية إضافة إلى كونهم شعراء من الطراز الفريد وموزعين موسيقيين بارعين، وأهم ما انتجته زيارة فيروز والرحبانية لمصر كان أوبرت "راجعون"، والذي جاء بدعوة من الإذاعة المصرية ، وظل يُذاع لمدة سنوات طويلة ، حيث كانت تلك الأغنية تعبر عن الهم الفلسطيني.

وكان هدف فيروز، من الأغنية طرح الحنين في قلوب الفلسطينيين تجاه الوطن، وشاركت السيدة فيروز في عدد من المسرحيات مثل "جسر القمر"، ووظفوها من أجل أن يتمكن البسطاء من حل مشاكلهم، وكذلك مسرحية النيل في القنديل ووظفوا في تلك المسرحية الصراع الحقيقي بين الحب والشر ، كما قاموا بعدة مسرحيات سياسية دون خوف أو قلق من الحاكم في وقتها.

وقامت فيروز بعمل مسرحية "بياع الخواتم"، وتحدثوا فيه عن السلطة وكيف تقوم السلطة بتخويف المواطنين من أجل أن تتحكم فيهم ، ولكي يهربوا من المخاطر الأمنية والسياسية ، قبل بدء المسرحية عرضوا تنوية بأن ما يُعرض في المسرحية هزلي وغير حقيقي وليس له أساس من الصحة بل هو من وحي الشاعر، كما قامت فيروز بعمل مسرحية "الشخص"، والتي تحدثت عن العدالة.

وكذلك مسرحية "ناطورة المفاتيح"، والتي كانت تقدم حاكم ديكتاتور ، والفتاة تهرب، وكذلك كانت معالجة ساخرة لحاكم يستيقظ كل شهر مرة واحدة فقط يقوم بتنفيذ أي ثلاث مطالب أمامه ثم يخلد للنوم مرة أخرى، وظلت الفنانة فيروز تلتزم الصمت في كل الأوقات سوى أمام المايك أثناء الغناء ، وكانت كل ما تحب أن تقوله تقوله في أغانيها.

وكان نجلها قرر أن يتحدث على لسان والدته عن الحرب داخل لبنان إلى أن حديثة لم يتم أخذه على محمل الجد أو أي اهتمام حيث أن فيروز عندما تريد أن تقول شيء بعينه تضعه في أغانيها، وسوى ذلك تلتزم الصمت ، حتى كانت الابتسامة التي تخرج منها كانت تغطيها بيديها ولم تتحدث أبدًا في أي ندوة.

وكان جواز عاصي الرحباني من فيروز أشبه بجواز فني، أو مشهد فني، حيث لم يكن هناك استلطاف بينهما، فكانت فيروز، باردة في مشاعرها بسبب الأغاني الأصيلة التي تقدمها فيما كان عاصي صارم وقاسي في مشاعرة ، حيث كان يعمل في البوليس، وعندما طلب عاصي من فيروز الزواج قالت له " أنها تريد أن تكون معلمة وليست أم".